اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (5)- دخولي الاذاعة والتلفزيون

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوميات حسين الاعـظمي (5)

 

دخولي الاذاعة والتلفزيون

       اشرت في حلقة سابقة، بان دخولي الى معهد الدراسات النغمية العراقي، كان قد فتح الابواب الكثيرة التي كانت موصدة في تصوراتي، وعليه فقد كان ذهابي الى المتحف البغدادي مطلع السبعينات من القرن العشرين، ودخولي معترك الغناء المقامي فيه من خلال المقهى البغدادي في المتحف، ونجاحي النسبي في حفلاته الاسبوعية. قد كوّن لي اسما جديدا في الوسط المقامي يشار له في الاوساط المقامية بالنجاح، وعندما انتميت في نفس الفترة تقريبا الى معهد الدراسات النغمية العراقي كطالب، كان اسمي نسبيا قد سبقني الى الهيئة التدريسية وادارة المعهد..! ومن هنا، اخذ اسمي كمغني جديد للمقام العراقي زمنذاك، يتسع رويدا رويدا. سواء كطالب في المعهد او في مجموعة الوسط المقامي. وعليه لابد ان اشير ان دخولي الى دار الاذاعة والتلفزيون، ربما كان بفضل انضمامي الى المعهد..! وعليه لابد ان اشير ايضا بالفضل في دخولي دار الاذاعة والتلفزيون لاول مرة، الى استاذي المرحوم شعوبي ابراهيم عازف الجوزة الشهير ومدرس الجوزة والمقام العراقي في المعهد.

        في هذه الفترة من بداياتي، الفترة الخصبة المتداخلة مع بعضها في منعطفاتها، تم دخولي الى الاذاعة والتلفزيون العراقية لاول مرة مطلع عام 1974. واعتقد كان ذلك بدعم معنوي من استاذي المرحوم شعوبي ابراهيم، الذي كان يفخر بوجودي طالبا بارزا في المعهد، ويعتبرني من نتاجاته المقامية الطلابية في المعهد، بحيث اطلق عليّ اول لقب اسمعه عني هو (خليفة يوسف عمر) وكان يكرر ذلك كثيرا امام الاخرين وفي كل مكان..! رغم ان هذه الفترة كنت لم ازل فيها انسانا عفويا او شبه ذلك، ليس لي تجربة كافية لصناعة نفسي كفنان، حيث لم اتدخل بطبيعة الحال في كل ما يقال عني او غير ذلك..! ولكن هذا اللقب في وقته كان يطربني سماعه من استاذي شعوبي ابراهيم.

      اما في مسالة دخولي الى دار الاذاعة والتلفزيون لاول مرة، فان استاذي شعوبي ابراهيم كان كما اعتقد، قد حدَّثَ مسؤول قسم المنوعات في دائرة الاذاعة والتلفزيون المرحوم مهدي الصفار بامكانيتي المقامية، وقد اقنعه بذلك. وهكذا ذهبت لاول مرة الى دار الاذاعة والتلفزيون وبرفقتي زملائي الطلبة الموسيقيين (فرقة الجالغي البغدادي) محمد زكي عازفا على آلة السنطور وداخل احمد عازفا على آلة الجوزة وسعدي حميد السعدي عازفا على آلة الرق (الدف) ومهدي جيجان عازفا على آلة الطبلة. كلنا من طلبة الدورات الاولى في معهد الدراسات النغمية العراقي. وهي اول فرقة جالغي يصنعها ويخرجها المعهد..! وهكذا تم تسجيل اول مقام لي في تلفزيون بغداد بالصفة الطلابية، وكان من اخراج المخرج سمير حنا، حيث غنيت مقام البنجكاه واغنية (اختفت شمس الضحى) وهي من الاشغال الدينية التي تركها لنا الملا عثمان الموصلي، وجاءنا بها استاذنا شعوبي ابراهيم. وكانت القصيدة التي غنيتها في مقام البنجكاه تعود الى الشاعر الفارس الاسطوري عنترة ابن شداد، واتذكر ان استاذي شعوبي ابراهيم هو من اعطاني اياها وهذا نصها..

 

دموع في الخدود لهــــا مسيل  

                                وعين نومها ابــــدا قليل

وحب لا يقر له قــــرار     

                                ولا يسلو ولو طـال الرحيل

فكم ابكي بابعاد وبيــــن

                                وتشجيني المنـازل والطلول

وكم ابكي على إلــــف شجاني

                                وما يغني البكاء ولا العـــــويل

تلاقينا فما أطفأ التـــــلاقي    

                                لهيبا لا ولا برد الغــــــليل

طلبت من الزمان صفـــاء عيش

                                وحسبك قدر ما يعـــطي البخيل

 

نكمل حديثنا في حلقة قادمة ان شاء الله

وللذكريات شجون

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.