اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (320)- طريقة الغناء/ جزء1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (320)

 

طريقة الغـنـاء/ جزء1

  الفنانون المقاميون والنقاد الموسيقيون والكتاب والباحثون، يولون اهتماما واضحا لطرق الاداء..! وفي ذلك بعض المحاذير..! اذ لا يبعث ذلك على الارتياح دائما، لأننا على الدوام امام ضرورة اللحاق ومواكبة سرعة الحياة ومواجهة تحولات وتغيرات الموضة، ان كانت هذه الموضة قصيرة الاجل ام طويلة الاجل نسبيا. رغم انها اصبحت في عصرنا الراهن تميل نحو السرعة بطبيعة تغيرات وتحولات المرحلة. وفي نهاية الامر فإننا لا نحصل على شيء مفيد نسبيا، او لا نحصل على شيء بما فيه الكفاية. ومع ذلك فإننا نستطيع ان نحصل على بعض الايجابيات الاولية. اهمها النقاشات والدراسات المستمرة حول موضوع الطريقة واللغة الاسلوبية للاداء. انه من الواجب علينا دراسة اساليب ولغة اداء المدارس الفنية في غناء وموسيقى المقام العراقي، وكذلك الامر لدراسة الطرق الفردية في غناء المغنين فنيا من خلال دقة الملاحظة والامكانيات التي يمتلكها المغني، وامكانية التكيُّف السريع مع ظروف التطور والتحول والتغير.

 

ان المواقف والآراء في اكثر المناقشات تعتمد على التقاليد، ورغم ان هذه التقاليد عريقة ومخضرمة في الفنون عامة والغناء الموسيقي خاصة بلا ريب. إلا أننا يجب ان نميِّز بوضوح بين الموضوع الغناســــيقي ومهمات كل فن من الفنون الاخرى المتشابهة منها والمختلفة على حد سواء.

ان اللغة الاسلوبية تنظم الافكار وتنشط الامكانيات، الفردية بالنسبة للفنان المبدع، والجماعية بالنسبة للمدارس الغنائية والتيارات الجمالية. بحيث تصبح هذه المواصفات شرطا من الشروط الواجب توفرها لدى الفنان. لأن المفاهيم تتكون عبر المواد الاولية للغناء. ويصبح التفكير الحقيقي مستحيلا دون مفاهيم. وعليه فإن لغة الاساليب الغنائية تتطور في المجتمع بمرور الزمن وتتطور الثقافة والمعرفة لأنها ضرورية للفنان للتعبير عن الافكار ومن ثم تكوين الآراء وتبلورها.

 

         وفي هذه الناحية، نجح المغنون القندرجيون كما يبدو، بتطوير تلك المباديء الغنائية المقامية التي ارسى دعائمها استاذهم المغني الحاذق رشيد القندرجي، والمتعلقة بفهم الطريقة ولغة اسلوبها، رغم عفوية هذا الفهم والاحساس في الاعم الاغلب. فقد دافع كل منهم في غنائه للـمقام العراقي وبواسطة هذا الغناء، عن ان الاسلوب الممَّيز للطريقة القندرجية، مرتبط ارتباطا وثيقا بامكانيات كل مغن منهم، الفكرية والجمالية والثقافية، بحيث تنطوي عليه طموحات كل منهم الرامية الى التأثير في الذوق الاجتماعي بصورة معينة. وهذا ما نلاحظه مثلا عند سماعنا للمقامات المسجلة باصوات عبد القادر حسون وشهاب الاعظمي واحمد موسى والحاج هاشم الرجب وغيرهم ممن تمسكوا بالطريقة القندرجية برصانة ادائهم وجماليته، وبذوق تعبيري وكأنك في حضرة غناء وتعابير القرن التاسع عشر..! حيث ينظر للحياة بمنظار وطني يعتمد الانطلاق من الجذور والتمسك بها والنظر الى متسع الحياة بتفائل وامل واحلام.

 

        ان غناء وموسيقى المقام العراقي، باعتباره فورما غناسيقيا تراثيا، تظهر قيمته الفنية من مفردات مواده الاولية، ونقصد بها المكونات الشكلية والمحطات السلَّمية الموجودة في كل مقام عند غنائه، والطابع المميز لهذه المكونات وبناء العلاقات المتينة لحنيا لكل عناصر الشكل المقامي برمته. هو بمثابة الارضية التي تنبت عليها التعابير والصور والخيالات والافكار ومن ثم الاسلوب المميز.وعليه فإن هذا يفضي بنا الى فهم جديد ودقيق وامين لهذه الخيالات والصور والافكار. فالشيء المهم في الامر، هو فهم العملية الادائية بصورتها المتكاملة. فقد اهمل المؤرخون المتخصصون عندما تحدثوا عن تاريخ المقام العراقي وعن تفصيلاته الفنية الاخرى،دراسة الطرق والاساليب الغنائية وتناولوا العملية الادائية وتفصيلاتها بصورة سطحية غير متعمقة لحقبة زمنية طويلة استمرت الى يوم الناس هذا..! اهمالا بالغا، وظلت وقفا على القلة القليلة من المغنين المقاميين او من لهم علاقة مباشرة بالمقام العراقي ممن يحسن الحديث عن غنائه المقامي وعن القضية الادائية برمتها. ولكن دون تدوين لهذه الاحاديث لكونهم ليسوا كتَّابا او مؤلفين، ومع ان احاديثهم لم تكن كافية بالمعنى الدقيق، ولكن على الاقل انهم اقتربوا من جوهر القضية الادائية ومضامينها الفنية والعلمية المهمة بالنسبة للمغنين بصورة عامة.

 

والى الجزء الثاني من هذا الموضوع ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين السعد مقام المدمي

https://www.youtube.com/watch?v=ay9om3aZybM

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.