اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (486)- الطائرة الاولى الى مدريد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (486)

 

الطائرة الاولى الى مدريد

         في وقت ومكان لم يكن في الحسبان على الاطلاق..! تم إلتقاط هذه الصورة الطبيعية المنشورة في هذه الحلقة. هكذا قدِّر لنا أن نعيش زمناً أطول كي نصل الى ارض الوطن الغالي..! فقد حصل ما لم نتصوره ابدا..! فبدلا من ان نصل الى بغداد يوم 1/5/1977. هبطنا اضطرارا في اثينا لنبقى فيها يوما كاملا بعد المعجزة الإلهية في نجاة طائرتنا العراقية القادمة من مدريد عن طريق روما الى بغداد يوم 1/5/1977..! إن هذه الحادثة سبق أن كتبتها في الجزء الاول من كتابي المخطوط (من ذاكرة اسفاري) بصورة مفصلة، تصلح أن يكتب لها سيناريو وتكون رواية أو فلماً سينمائياً..! للتفاصيل المثيرة التي حدثت خلالها ونحن في الجو داخل الطائرة بين الحياة والموت فوق البحر الابيض المتوسط..!! وطبيعي لا مجال لذكر هذه التفاصيل في هذا الحيــِّز الضيق من حلقتنا. وسأختصر الحادثة جداً.

 

           سبق ان ذكرت مكان آخر، أنه في يوم 27/4/1977 أقلعت بنا طائرة الخطوط الجوية العراقية – البوينك -  متوجهة الى مدريد، في أول طائرة عراقية تصل مباشرة الى مدريد، وذلك لإفتتاح الخط المباشر بين بغداد ومدريد لأول مرة، وقد كان عدد الوفد الخاص جداً الموجود في الطائرة قد ناهز التسعين شخصاً، جلـّهم من كوادر الدولة، مسؤولين وحزبيين. بالاضافة الى فرقة التراث الموسيقي العراقي التي أضيف إليها بعض الاعضاء الفنانين من خارج الفرقة، وهم  المطربة سيتا هاكوبيان وعازف القانون حسن الشكرجي والمطربة المرحومة لطيفة احمد، أما بالنسبة الى المرحوم المطرب رياض احمد فقد كان منسَّباً لفرقة التراث الموسيقي العراقي من دائرته الاذاعة والتلفزيون لمدة سنة، وأنا وباقي الموسيقيين الآخرين من أعضاء الفرقة الاصليين. ويذكر ايضا، ان السيد طارق عزيز وزير الثقافة والاعلام كان قد وصل الى مدريد بعد يومين من وصولنا ونزل معنا في فندق بلازا ....... ؟ وسط مدريد عند شارع خوزيه انطونيو.

 

         أقيمت الحفلة المنتظرة بمناسبة إفتتاح الخط الجوي المباشر، في نفس الفندق الذي نقيم به، وأتذكر من إسمهِ بلازا....؟ وهو فندق كبير وفخم  ساهمتْ فرقتنا التراثية بحفل إفتتاحه هو الآخر قبل عام تقريباً، ويقع في وسط العاصمة مدريد بشارع خوزيه انطونيو، وهو أشهر شارع في مدريد، وقد كان سفيرنا في تلك الفترة هو الاستاذ صلاح عمر العلي. وأقمنا الحفلة يوم 29/4/1977. في اكبر صالات الفندق نفسه. وكانت في غاية النجاح والفرحة التي كانت تعم الوجوه.

 

        على كل حال، لم يدر بخلدنا ونحن نغادر مدريد يوم 1/5. عائدين الى بلدنا العزيز، الى قـَدَرٍ كاد أن يودي بحياة اكثر من مئة شخص تقريباً بمعية طاقم الطائرة التي كان يقودها أحسن طيار عراقي ذلك الوقت، هو الكابتن -فؤاد كربيت- ولكن لله شأن آخر، فقد تمـَّت نجاتنا بإعجوبة بالغة، بعناية إلهية وعون من الله وحفظه وشطارة طيارنا البطل فؤاد كربيت، بعد ان نزلنا في مطار روما كترانسيت لملء خزان الوقود. ثم أقلعنا من مطار روما متوجهين الى ارض الوطن الغالي الى مطار بغداد الدولي. شاء القدر ان يجبرنا هذه المرة على الهبوط الاضطراري في مطار اثينا باليونان..! وكان هبوطنا في أثينا معجزة إلهية، وكنا قاب قوسين أو أدنى من انفجار الطائرة في الجو قبل هبوطها الاعجوبة..!! وعليك أن تتأمل عزيزي القارئ الكريم، ما أصابنا من ذهول ونحن في الجو نقترب من أرض مطار اثينا حيث شاهدنا  سيارات الاطفاء قريبة من مدرج الطيران والهبوط، وهي متأهبة لإحتمال حدوث أي شيء، الامر الذي أصابنا فيه يأساً أكيداً وشعوراً مخيفاً بقرب لحظات الموت..! أما الوقت العصيب الذي مرَّ ونحن بين الموت والحياة في اعلى الجو وما دار من مآسي داخل الطائرة ونحن فوق البحر الابيض المتوسط، خاصة وفي الوفد عدد من النساء، فذاك أمر يحتاج الى كلام كثير ومثير.

 

       نحمد الله العلي القدير على نجاتنا، وعندما هبطت الطائرة في مطار أثينا، خرج علينا طيارنا الرائع فؤاد كربيت وقال للجميع وهو يحمد الله على نجاتنا، بأن الطائرة لو بقيت خمسة دقائق أخرى في الجو لكان مصيرها الانفجار الاكيد..!!

 

        وفي صالة الانتظار في مطار أثينا، فوجئنا بكل أعضاء السفارة العراقية وجمهور غفير من العراقيين في إستقبالنا ونحن وهم غير مصدقين ما حدث، وغير مصدقين نجاتنا الالهية. وبعد ذلك قضينا ليلة من ليالي العمر التي لا يمكن أن تنسى حتى الصباح، في سهرة أقامتها السفارة لنا بمناسبة نجاتنا مع جمع من العراقيين، بل لم ننم حتى وصلنا الى بيوتنا في بغداد مساء اليوم التالي  2/5/1977. بعد أن تم تصليح عطل الطائرة من قبل خبراء عراقيين قدموا من بغداد بطائرة خاصة الى أثينا لأجل ذلك. وقبل إقلاعنا من مطار أثينا، كان طيارنا فؤاد كربيت قد أقلع بدون أعضاء الوفد للتأكد من صيانتها (تراي trai). وبقي ساعة تقريبا يتجول في الجو حتى عاد الينا ليعود بنا سالمين الى بغداد الحبيبة والحمد لله على كل شيء.

 

          والصورة رقم 1 ، تظهر بعض أعضاء فرقة التراث الموسيقي العراقي في ضحى يوم 2/5 يتجولون قرب البحر والمدينة وقرب أحد مسارح السيرك في إنتظار إبلاغنا بالـــــذهاب الى المطار والعودة الى أرض الوطن يوم 2/5/1977.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله

 

 

اضغط على الرابط

سيتا هاكوبيان / صغيرة جنت

https://www.youtube.com/watch?v=i3NpvQ9xGQk

 

رياض احمد / مجرد كلام

https://www.youtube.com/watch?v=nW9kGbGJo0M

 

شعر مع ابوذية

https://www.youtube.com/watch?v=_BUfaVj8iXQ

 

 

صورة 1/ الصورة في أثينا، قرب مسرح للسيرك، من اليمين احمد هربود وعبد الكريم هربود وسعد عبد اللطيف وعلي الامام وحسين الاعظمي وحسن النقيب يوم 2/5/1977 قبل ذهابنا الى مطار اثينا للعودة الى بغدادنا الحبيبة.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.