اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• هذيان

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

بشرى الهلالي

 

مقالات اخرى للكاتبة

هذيان

الخميس، 12 نيسان، 2012 الساعة 19:31

حدثتني امي مرة عن الاحلام، قالت: عادة ما تكون الاحلام صامتة، فإن تكلمت تحولت الى حقائق، والحقائق مرّة يا ابنتي لن تقوي على تحملها. كانت امي على حق، فعندما كنت حلما كانت فرحتي بك تكايد قسوة زمن طحن بقايا الامل..

... في لحظة حنين..عند الغروب.. رفعت رأسي الى السماء .. وضعت يدي على صدر مثخن بالوجع.. طلبتك.. امنية تشبه احلامي.. فأمطرتك غيوم الحرمان.. تيممت بنثيث لهفتك وغبت معك في صلاة الروح.. اختفت حدود الزمان والمكان.. صرت (انت) كياني .. وظننت ان كينونتك ولدت معي!

... ماذا افعل بايامي إن ودعتك؟ سأعيش حتما.. لكني ابدا لن استعيد ارتجافة شفتي في اول فرحة.. خفقان قلبي في اول كلمة.. صعود روحي الى جنة الامان التي يظللها وجودك.. ابدا لن اعود كما كنت.. فهناك في قاع الروح.. استقر مصباحي السحري.. يختبئ فيه سر الحياة الذي تمتلك (انت) مفاتيحه..

... تعلم ان العمر مسافر غريب والايام سنونوات مهاجرة.. و اننا اضعنا حقائب السفر في محطات الصقيع فلم يعد (الاّنا). الا تدرك ان الفرح تاجر بخيل! فلم سلمته كلمة السر فباع احلامنا في اول سوق نخاسة؟

... ليتك رضيت بالبقاء اسير مصباح الامنيات.. لكن نزق طفولة احلامي أغضب الجنيّ فأطلقك عقابا لبراءتها، وبحلم أسير.. حمّلتك جراحي امانة.. فلم تصنها فقط.. وانما رددتها الي أضعافا مضاعفة!

... تتقافز ذكراك امامي في لحظات اليقظة.. طفل مشاكس يطل برأسه عبر زجاج نافذة، تقاطعني.. فتتغير خارطة الكلمات وانسى ذاكرتي لأقول كلاما يخرج عاجزا عن ترتيب ابجديته. اصمت، تسافر عيناي في وجوه مكررة أملا في نسيانك.. فلا يتبقى امامي سواك.. ماض يتيم .. حاضر ممنوع من السفر.. وغد مجهول.. فكيف يقود الاعرج اعمى؟!

... وتمضي أيامي.. داكنة مثل ذاكرتي عندما تغيب عنها صورتك.. سبت، احد، اثنين، دائما هنالك غد لست فيه، لأظل اعد حصى الشوق على جرف الغياب. وفي كل يوم.. اعيد قياس نبض كلماتك التي لجأت الى احضاني في غفلة من رزانة صمتك.. ابحث عنك فيها.. اغمرها حبا.. افرك حبات عطرها.. اعتصر رحيقها.. اخبئ حروفها في زاوية عين ارقها انتظار نجمة اخر الليل تخطف مع طيفك.. ينتابني اليأس.. فارفع اشرعة النسيان بحثا عن جزيرة ابعد من الخيال لادفن فيها ذاكرتي المتخمة بك..

.. في ليل يشبه زنزانة تطوقها عين السجان.. يفلت حلم عابر القارات ملقيا شظايا الارق فأرى طيف امي تغزل ضفائر اشعة شمس تطل خجولة عبر القضبان.. تحيلني الى خيال فأتسلل معك.. ارافقك في سماوات دون افق. تحذرني جنية الفرح: لاتنسي دقات ساعة الخيبة... انازع، لأكبت صرخة تجمح وانا أسقط في صحراء وحدتي الملبدة بالاسئلة..

... هل تناهى الى سمعك وجع صرختي لحظة قطعت حبلا سريا يجمعنا بسكين صدئة، ليعلن رحيلك نبأ وفاة الوليد الذي لم ير النور بعد؟

... لا تسأل أين وكيف ومتى ولم حدث كل ماحدث؟ لا تكثر الاسئلة.. يكفينا عمر تعكز على علامات السؤال، وتقيأ علامات التعجب، وطرحته ادوات النفي ارضا. دع الاسئلة ولا تبخل برماد يتململ تحت ركام السنوات.

ياعزيزي الدقائق.. الساعات .. الايام اليتيمة التي تتوسل اطلاق سراحها، هي الجواب.. هل تريد جوابا آخر؟

اجهل ما اقول.. فقط كنت اود لو انني قلت لك قبل ان يضع غيابك توقيعه على آخر جرح : اني احبك...

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.