اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مشيخـة الواويـة! -//- حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

حسن حاتم المذكور

مشيخـة الواويـة!

بعد فشل انتفاضة الزيرج عام 1952 في جنوب العمارة واستشهاد كثر من اربعة عشر فلاحاً وجرح البعض , تم اعتقال عشرة من قيادييها , كان من بينهم جدي ووالدي حاتم الحاج مذكور , استدعى متصرف العمارة المعتقلين وبحضور الشيخ كاظم الشيخ حبيب ممثلاً عن مرجعية النجف , وبعد موعظتة بأسم المرجعية مكفراً انتفاضتهم ( عصيانهم ) على اولياء امورهم "واطيعوا اللـه والرسول واولياء الأمر منكم ", علق المتصرف " ماذا تقولون برأي مراجعنا العظام ..؟؟؟ " , اجاب والدي : " سعادة المتصرف : ( فـد ) يوم كثرت فيه الواوية وزاد رزقهم وكثرت خلافاتهم حول عدالة توزيع صيدهم , فطرحوا الأمر على ــ حكيمهم ــ .

فكر الحكيم في الأمر ... وبما ان لون الواوية رصاصي ( املـح ) , قرر الحكيم ان يختلف الرئيس ( القائد ) عنهم بلونه , فأستدعي احدهم ـــ اشطرهم واشرسهم ( لوتي ) ـــ وصبغه باللون الأخضر واعلنه رئيساً حاكماً ومرجعية لشؤونهم , غير من مظهره وشرعن له بعض الألقاب التي تليق بمركزه الجديد , اقتنعت الواوية وامنت بقدسية لونه ومظهره والقابه وقيادته ايضاً .

جلس فخامة القائد ( الواوي ) الأخضر على عرشه لتمشية امور الرعية , وضع دستور وسن قوانيين وشريعة واحكام , وفرض ضرائب وبني سجون ومعتقلات ولجان تحقيق واسس جيشاً وشرطة واجهزة امنية وحبربشية من الدعاة ( اعلاميين ) , ومع الوقت تحول الواوي الأملح الى طاغية اخضر, دكتاتور شمولي , كثرت مظالمه, اغتصب حريات الواوية وحقوقهم وغيب العدالة والمساواة في توزيع صيدهم , وتعسفت سراكيله ووكلائه ومأموريه والمقربين من عرشه , ضاق الأمر بالواوية , فذهبوا مرة اخرى يطلبون من الحكيم مساعدتهم على الخلاص .

طلب منهم الحكيم ( مهلة ) للتفكير في اصلاح الأمر , ثم نصحهم ان يتجمعوا في فترة نزهته على النهر , فيرمون به الى الماء , حينها سيسقط لونه ليظهر ( املح ) وينتهي امره ومشاكله مع ( طيحان صبغه ) .

مشكلتنا يا سعادة المتصرف , صبغنا احدنا , فصدق وظلم وتجبر , نهب ارزاقنا واغتصب حرياتنا واهان كرامتنا , ولم يكن امامنا الا ان نرميه في النهر وكما ترى ( طاح صبغه ) وعاد كالأخرين , انه صبغ وقد فقده يا سعادة المتصرف , ان رحمة اللـه وحكمة الرسل والأنبياء والأئئمة تقول " الأرض لمن يزرعها " وهذا الأمر لا يتفق ومصلح مراجعنا , لأن الأقطاع يدفع خمسهم من خبز اطفالنا , ولا نحتاج الآن الى قيادات ومراجع ,( نصبغهه ونطيح صبغهه ) اننا نريد ارضنا التي نزرعها بعرق جبيننا , ونترك امرنا الى عدالة السماء .

رباط سالفتنه : امريكا ـــ الحكيمة ـــ , صبغت صدام حسين , ثم رمته في مستنقعها  فــ ( طاح صبغـه ),  صبغت غيره ثم مسحته , وهكذا الآن مع فلان وعلان وفلتان , تصبغه وتغير مظهره وتضيف اليه القاباً , ثم ترميه في مستنقعها للفساد والرذائل فيسقط صبغه , ولا نريد ان نقدم امثلة حية على الواقع العراقي الراهن ومن الذي سيسقط صبغه , فجميع الذين اصطبغوا في مصبغة المنطقة الخضراء , عاجلاً او اجلاً سيسقط صبغهم ومعه حظهم , كما طاح صبغ وحظ صدام حسين .

المضحك في الأمر , جميعهم كانوا معنا في دول اللجؤ في اوربا وامريكا وايران وسوريا وليبيا والخليج, لاجئون ينتظرون الأعاناة الأجتماعية, او يمارسون اعمالاً متواضة مضنية , او يستلمون مكرمات اضافية مقابل التزامات وخدمات يقدموها لبعض اجهزة الأنظمة المستضيفة , فجمعت امريكا منهم من هو على استعداد لأخذ دور الواوي الأخضر حول طاولة الـ ( 97 ) مليون دولار لقانون تحرير العراق بكل شروطه وتفاصيله السرية والعلنية المذلة , ثم وبعد سقوط النظام البعثي عام 2003 قامت امريكا بصبغهم تباعاً كرئيس جمهورية شهري داخل مصبغة مجلس الحكم الموقت للمنطقة الخضراء , فصدق السذج , على انهم فعلاً فخامات وسعادات وسماحات خضراء , يتبطروا ويتعنتروا يتورموا وينتفخوا من المسروق والمهرب من ثروات الوطن وارزاق الناس , بعد ان اصطبغوا وتلمعوا من شعر رأسهم حتى اخمص ذيولهم , مغفلون سيستيقظوا تباعاً عندما يرميهم العراق ـــ وليس ــ امريكا , من جرف المستنقع الى اعماقه لـــ ( يطيح صبغهم وحظهم معه ) هذا بعد ان يؤدي كل وظيفته وضرورته ومرحلته طائفياً وقومياً حتى نهايتهم قبل نهايتها . ثم يجدون انفسهم في قبضة العراق تهرسهم حتى يتقيئوا آخر ما هو ليس لهم .

روزخونية ( واوية ) القرن الواحد والعشرون , استورثوا كل ما ابتكرته العقائد البعثية , ندوباً بشعة في الجسد العراقي , وادوات وخبرة فائقة التدمير للعقل العراقي وتشويه الوعي المجتمعي , واظافوا اليه الأخطر من مقدسات الموروثات التاريخية في عملية اجتثاث منظم للمتبقي من الثقافة الوطنية , تيار مخيف يجرف الموهوم من ديمقراطية التلاحم والتكامل لواوية الطائفة ’ وكما قال المثل :

 

بين واوي ... و واوي ــــ شافت الديره البلاوي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.