اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• هل يغلبونا هؤلاء الأجلاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

نبيل عبد الأمير الربيعي

مقالات اخرى للكاتب

هل يغلبونا هؤلاء الأجلاف

لم يستطيعوا أن يغلبونا هؤلاء الأجلاف , لقد ضحى هذا الشعب بمئات الآلاف من الشهداء تحت سياط التعذيب في سجون الأنظمة الحاكمة التي رزحت عشرات السنين على رقاب هذا الشعب , حتى وصل بهم الحال بإعدام معارضيهم على اختلاف الرأي أو المعارضة لموقف ما , لقد ساقوا الشعب إلى ساحات الحروب والاقتتال, , ثمان سنوات مع الجارة إيران وثم العودة لغزو الكويت ثم ثمان سنوات حصار حتى سقط الطاغية كالجرذ في حفرته ودخل المحتل لتخريب ما لم يخرب من حروب الطاغية العبثية.

لكن الذي غلبوا الشعب الغافي هم هؤلاء الأجلاف حتى وصلوا إلى الروح , وزرعوا في داخلهم خرابهم , الذي بدأ يتناسل ويتشعب كأطراف الإخطبوط, فقد أحلوا الفساد المالي والإداري وحرموا وحاربوا من هو مخلص في أداء عمله ويحلم بعراق معافى من الجراح , لكن بدأت معاولهم بتخريب المدن والتراث والثقافة والموسيقي , ليحل محلها الطقوس الخرافية وعبادة المقدس لتخديرهم وإبعاد هم عن الحداثة والتطور أسوةً بدول الجوار.

بلادي كانت تزهوا بأحلام الأطفال , بلاداً كشقائق النعمان والجنائن المعلقة وشناشيل ابنة الجلبي, ذاكرتي تتهادى لصوت فؤاد سالم وحسين نعمة وفاضل عواد وزهور حسين, ولكن ماذا فعلوا بنا هؤلاء الأجلاف البرابرة , لقد سرقوا أحلام أطفالنا وأعمارنا , مضت ما يقارب التسع أعوام وبلادنا خربة تملؤها النفايات والأنقاض ,شوارع محطمة مهملة , فقدنا الخدمات في جميع نواحي الحياة , في مجال التربية والصحة والكهرباء والماء وتفشي البطالة, وأخيراً تحريض الخطباء في مدينة دهوك للاعتداء على محلات المساج والمشروبات الروحية وحرق المحلات والفنادق, باسم الحلال والحرام.

ارتقوا سلم المناصب بأسماء شتى, وبصراعات سياسية وبوعود عرقوب لأبناء الشعب البسطاء, ثم طفح الفساد من سرقة المال العام وتزوير الوثائق والمستمسكات والرجل الجاهل في المكان المناسب , كان كاتم الصوت يعمل لتصفية المعارضين ,وكثرت شتائمهم منقولة عبر القنوات الفضائية,وهل ينفعنا القول نحنُ سليلوا أول دستور في تأريخ البشرية ونملك أقدم لائحة قانونية في مسلة حمورابي.

ارتبطت أفكارهم وانتماءاتهم بكتلهم وطوائفهم وعشائرهم , وتركوا الشعب يئن والوطن جريح يسودهُ الخراب والدمار , مندهشاً مرتاباً لغربان الشر وطواويس الخراب, لمصلحة من يجري هذا الخراب في جسد العراق ولتسبغ المجاعة في صفوف المواطنين والذل والمقابر والكراهية , ليتنعم اللصوص بجسد الوطن وخيرات البلاد.

لو تذكرنا ما أصابنا بعهد الطاغية من خراب ودمار وحروب, قدرت الأمم المتحدة خسائر العراق وإيران (450) مليار دولار ولو وزعت على سكان البلدين لنال كل مواطن نصف مليون دولار غير الضحايا ومن تشوهت أجسادهم وأفكارهم , قدر عدد القتلى بـ (10) مليون من كلا الجانبين والمشوهين والجرحى بـ (20) مليوناً من الجانبين, متى يرتاح المشوهين من حروب الطاغية العبثية , متى يرتاح كبار السن لميزانية بلد سنوية تعدت (83) مليار دولار وعام 2012 تتجاوز (112) مليار دولار,تصرف أغلبها رواتب للمناصب العليا و الإيفاد للمشاهدة والنزهة والتسوق من الأسواق الأوروبية ليعودوا محملين بالدولارات والهدايا لعوائلهم وأبناء الوطن يقتاتون على الكفاف.

أصبح تعداد الجيش وشرطة الداخلية قد تجاوزا المليون لحفظ الأمن والنظام , ولكن أتسائل أين الأمن والمفخخات وكاتم الصوت يستخدم لحد الآن, السلاح متوفر والحمد لله, أصبح لو وزع على المواطنين ستكون حصة المواطن (4) بنادق لشعب لا يملك دار يستقر فيها أو عمل يقتات ويعيش منهُ , وأبناءه يقفون في التقاطعات للتسول والنساء يبحثن في النفايات لجمع العلب الفارغة من المشروبات الغازية .

فرحنا عند تغيير النظام ورحيل الطاغية, وحلمنا لنملك حريتنا ونبتعد عن الحروب والمعارك العبثية ولكن ماذا حصدنا, إلا الغم والهم وبلاد يسودها الظلام وقطاع الطرق, حيث دمر ما تبقى من مدننا واختفت مصانعنا , وترك الفلاح الزراعة ليتفرغ لتوزيعها أراضي سكنية لمن يرغب ويدفع أكثر , أصبحت الخضروات تستورد والحمد لله من دول الجوار والآيس كريم والمواد الإنشائية وكل ما يرغب به المواطن ,ثم فقدنا الخدمات الضرورية المتبقية وأصبحت شبابنا عاطلة عن العمل ودخل الإرهاب وتنظيماته لمدننا ليذبح المواطن أخيه وجاره على أساس الطائفية , وليهجر من مدننا أبناءنا وإخواننا في شتى الطوائف والأديان,فقدنا كل شيء جميل , وأصبحنا نحنً لأيام زمان وذاكرة مدننا , نشتاق إليها ونتمنى عودتها , بدل طموحنا للأفضل والأحسن والأجمل.

أصبح أطفالنا يتدربون على العنف بأسماء شتى وتستورد لهما الألعاب كأسلحة لهم ليتقاتلوا ونزرع الكراهية والعنف بنفوسهم, بدل المحب والتعاون , فقدنا الملاعب والمراكز الثقافية وتركنا الفنون والمسرح وتحولت الساحات الخضراء إلى مراكز للنفايات أو توزع كأراضي سكنية للمسؤولين و المتنفذين , أصبحنا نتساءل بمرارة لماذا هذا الخراب والاقتتال ومن سرب كاتم الصوت.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.