كـتـاب ألموقع
من هو التنموي بمنظور الدول النامية؟// علي اسماعيل الجاف
- المجموعة: علي إسماعيل الجاف
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 10 شباط/فبراير 2024 19:06
- كتب بواسطة: علي اسماعيل الجاف
- الزيارات: 818
علي اسماعيل الجاف
من هو التنموي بمنظور الدول النامية؟
التنموي علي اسماعيل الجاف
نمازح كثيراً الذات المعبرة عن أهدافنا غير المعلنة، ونمر بمواقف ومحالات تستدعي منا جميعاً أن نعطي الإشارة الأولى لعجلتنا المعطلة، إذ إننا نترك فراغ واضح على صعيد محلي، يعقبه التقاطع العمدي، الذي يسبب التخلي والتراخي والمواربة والمحاباة لإطراق أخرى على حساب المصلحة الشخصية، ويصل في حالات معلنة إننا نحزن كثيراً لما جرى بنا. ففي الواقع لم ندرك جيداً سمات الشخص المعبرة عن قدراته غير المستثمرة، وهي إشارة أخرى غير معلنة عن الضعف الذاتي، لأن هدف التنمية الذاتية هو الاستثمار الأمثل للطاقات والقابليات المتاحة في بيئة محلية تساعد على احترام وتقدير ذاتك أمام الخصوم والعموم.
في الواقع، يسهم البعض بمدركاته المتواضعة إلى التصدي المعلن، وهي مرحلة النضوج المتوقف على عامل سببي يستدعي من الفرد أن يرد بصيغ وعبارات ملونة بلون غريب عنا، ونسمع الكلام المختلف عن بيئتنا، إذ إن العبارة والصيغة غير اللفظية والمخفية تظهر في اللقاء غير المعلنة. لنعود لموضوعنا الحيوي، ونطلق شعار المنظور الذاتي، وهي محاولة جدية لإبعاد المكتسبات عن الواقعات، كوننا نمارس حيل دفاعية نفسية يومياً، بغية الحصول على مقبولة أو رضا أو استمالة فريق ضد أخر، ويقودنا المسار إلى منفذ مغلق، لنعلن الخلوة، هي ظاهرة صحية أن يعود الشخص لذاته، لكن لا يدرك جيداً أن المدد الزمنية هي سماته وصفاته ومحدداته، التي بذلها من غير نتائج مؤثرة على الواقع المحيط المتمثل بالبيئة والتقليد والمحاكاة. باختصارٍ شديدٍ، ما يشغل بال الفرد الآن الحصول على حل جذري لأزمته، التي هو قادها إليه.
بالتالي، التنموي هو شخص مثابر ومواظب ومنتج ومتميز ومبدع ومشجع وقائد ومدير ومسؤول حيوي ونشيط، يعمل على أركان محددة في برامجه ومشاريعه ومبادراته، ينبثق عنها فروع تنموية غير ظاهرة للمتلقي أو المشاهد أو الجمهور أو عامة الناس، إذ أن التنموي يسعى إلى توحيد الممارسات، وإعطاء الفقرة المختصرة الدور الحقيقي للتأثير على المسار التنموي العام. ففي حالات، يبادر التنموي بمعالجة ظاهرة مجتمعية سلبية بوصفها شيوع مستدام فمثلاُ، ظاهرة العنف المنزلي، هي ظاهرة سلبية، لكن التنموي يعالجها بأسلوبه قبل تصرفه أو طريقته، لأن الأسلوب والتصرف يعد شيئاَ ذاتياً قبل أن يكون مفروضاً ومتسلطاً عليه. هنا تكمن الحكاية، إن الظاهرة ذاتها يجب أن تدرس وتقيم من جوانب أسرية ومجتمعية وفردية بتجرد تام، وهذا يعرفه التنموي وعامة الناس، لكن التنموي يقوم بالآتي:
1. يتطلع التنموي إلى الظاهرة من نظرة الإحصاء السكاني، وتفعيل دوره في التنظيم والترميز الأسري على أساس مفاده إننا بحاجة إلى الإحصاء المنزلي قبل التعداد السكاني، وهي مشروع التنمية الإحصائية المعطل لدينا في الدول النامية.
2. يعزز التنموي من المبادرة الأسرية العاجلة، لتقديم الدعم النفسي المعلن والصريح، بحوارات وجلسات تنموية هادفة تسهم في تقديم وقاية تعزيزية وتواصلية، وهي خطوة لاستحداث مشروع العيادة الوقائية الاستشارية والتنموية الهادفة داخل المناطق والأحياء والمدن، لاسيما المدن النائية والريفية، لكي نتمكن من الشمولية قبل التخصصية.
3. توفير فرص الافصاح الفردي والجماعي أمام المعنيون، إذ إن هذا الإداء يساهم في تقليل الجهد واستثمار الوقت، وتحديد أركان الموضوع قبل الأصغاء التقليدي والنقل والمحاكاة غير المنتجة، لأننا نقول إن العمل التطبيقي يحتاج إلى معرفة حقيقة في أركان الحدث. بالتالي، الذكاء العاطفي بوصفه مشروع الأجيال القادمة يجب إن يكون مطبقاً في المؤسسات التعليمية والتربوية ومراكز التطوير والتأهيل والتدريب حتى نصل إلى الفصل بين إدارة العواطف والمشاعر على حساب أنظمة المواصفات والمعايير، ونحتاج هنا القول: إن الواقع في البلدان النامية يحتاج إلى استحداث الهيئة العليا للتحفز والتشجيع التنموي، لتعمل على التنبؤ بالظواهر قبل حدوثها، وهي خطوة استباقية متقدمة أن حدثت، تسهم في نشر الثقافة التطبيقية المعبرة.
4. التوفير المعرفي أساس في تقدم الشعوب النامية، إذ إننا ما نزال نصارع الاستهلاك شفوياً، ونلجأ إلى التقليد علناً، ونمهد إلى النهايات البسيطة، ونعلن عن عجزنا أمام تحديات كبيرة يتعرض لها أجيالنا، ونعمل على عدم توظيف الدراسات المحلية الجاهزة في أقسام وكليات ومعاهد ومؤسسات محلية، قدمت لنا الحلول والعوامل المساعدة في أنهاء أغلب الظواهر، وهي خطوة في الدراسات تسمى "الدراسات التشاركية" أو "الجامعة التنموية"، عبر دمج جهودها، وربطها فنياً مع المؤسسات المحلية المعنية، ليكون العطاء علمي بأهدافه، وتنموي بأركانه، ونموذجي بمواصفاته. بالتالي، نحتاج إلى استحداث عنوانات تنموية على الصعيد التربوي والأكاديمي.
5. أمكانية تقديم المشاكل المحلية إلى تلاميذ الصفوف المنتهية، التي تسمى في بعض الدول النامية "صفوف تحديد المصير"، لنرى مدى تقبل أو رفض أجيالنا لهذه الظواهر، وإمكانية استثمار عقولهم في التفكير الفطري أو العفوي أو العلمي مع أساتذتهم، لتقديم حلول واقعية مساهمة. إذن، المسألة لم تعد عنف أسري يشبه عابر سبيل أو رحال، يترك المكان بمجرد عدم قناعته أو انتمائه إلى ذلك المكان إنما الموضوع فيه أركان، هي: ركن التبني، وركن المبادرة، وركن التصدي، وركن التحدي، وركن المثابرة، وركن التنظيم والرقابة، وركن المساهمة والتحفيز والتشجيع، وركن التواضع والتراجع. بالتالي، نحتاج إن نعد منهجاً نموذجياً يخص القائد التنموي والمدير التنموي والمسؤول التنموي داخل مؤسساتنا التربوية بعنوان "التنموي مشروع وطن."
أخيراً، إن التنموي هو مشروع دولة يخطط له من لديهم قرار، إذ إن العمل التنموي وبرامج التنمية هي محطات أولى في التفكير النوعي المتقدم، وهي خطوة حقيقية لتبني أشراك المواطن في التفكير، وإعطائه الدور المساهم في العمل بوصفه أحد أركان الموضوع والفريق. نعلم إن الجهود التشاركية تعطي النجاح المضمون على الصعيد المحلي، وهي خطوة حقيقة لإعادة العمل بمنتوجنا وصناعتنا ومواردنا البشرية، على أساس نوعي يمهد إلى أنهاء الانتظار المعلن لوصول بضاعة أو منهج أو مقترح خارجي أجنبي.
المتواجون الان
608 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع