كـتـاب ألموقع

• جمال الفتاة او المرأة...المطبوع او المصنوع...مصيدة المراهقين والشباب والرجال

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: علي إسماعيل الجاف

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 19 نيسان/أبريل 2012 18:23

الزيارات: 1744

علي اسماعيل الجاف

مقالات اخرى للكاتب

جمال الفتاة او المرأة...المطبوع او المصنوع...

مصيدة المراهقين والشباب والرجال

فعلى الرغم من ان الجمال شيء ممدوح ويثير الاعجاب، فأنه في بعض الحالات يكون مدعاة للأثارة الجنسية الصارخة، مما قد يغري الشاب او بعض الرجال بأقتراف هتك العرض او الاغتصاب. على ان الجمال مطبوع ومصنوع. فالفتاة او المرأة التي تشرئب اليها الاعناق، وتهفو اليها القلوب، وتذهل العقول من شدة جمالها، تكون مدعاة للأقبال عليها، والتعلق بها. ومن ثم فأنها قد تشكل بطريق غير مباشر، شركا" للمراهيقين والشباب والرجال. فأذا هم تهافتوا عليها، او طلبوا اقامة علاقة ودية معها، ولكنها اشاحت عنهم، او اشارت بعنقها دونهم، او قطت جبينها في وجوههم، او وجهت اليهم كلاما" جارحا"، لكي توقفهم عند حدودهم، ولا يتطاولون بانتظارهم اليها، ولا يحدقون بأعينهم في مفاتنها، فأن موقفها الذي تصدهم به، قد يثير حفيظتهم، فيحاولون الحصول على مبتغاهم عنوة واقتدارا"، دون موافقتها ودون رغبة من جابنها في تحقيق مرامهم، وقد لايصلون فيما يجبرونها عليه من سلوك الى حد الاغتصاب، بل قد يلامسونها فحسب، او حتى لو يعترضون طريقها، فيقعون في مسؤوليات قانونية، او يتصدى لها اقربؤها وحماتها من عدوان الطامعين فيها. ولكن اذا ما تاملنا هذا الموقف، فأننا نجد ان تلك الفتاة او المرأة التي حبها الله بجمال رائع، وهو الجمال المطبوع، الذي اضافت اليه جمالا" مصنوعا" بما ترتديه من ازياء زاهية الالوان، وقد فصلت عليها بحيث تجسد تقاطع جسمها، وبما تصفف به شعرها، فيطير مع كل نسمة تقترب منه، ثم تأخذ في اعادته الى وضعه الذي كان عليه بحركات رشيقة، وبما تتخذه من اوضاع في جلستها، ومن حركات ممشوقة وهي تسير، او وهي تجري، او وهي تتراقص في مشيتها، بحيث يصدر عنها ما هو اروع من السمفونية الجميلة، وذلك بموسيقى الحركات المنسجمة التي لا يداخلها اي نشوز، وبما تتحدث به من كلام، فينساب صوتها الناعم المشجي من الحان رائعة، فأذا هي تكلمت فأن كلامها يكون منتقى من جانبها على فرازة، بحيث تخرج الحروف من بين شفتيها، ناعمة كنسيم الفجر، ورائعة بحيث تغزو القلوب، وتثير الانسجام النفسي.

كل هذا وغيره بمثابة مصيدة يقع في شركها المراهقين والشباب، بل والرجال ايضا. ولكن الاعجاب بالجمال شيء، والوقوع في شراكه والانحراف عن الجادة شيء اخر. وفرق بين ان يستشعر المرء الجمال ويتذوقه، وبين ان يخضع لتأثيره وينساق في تيار عدواني جارف، يثير حفيظة المرأة الجميلة. صحيح انها بجمالها بمثابة شرك يمكن ان يقع في فخه بعض الذكور الذين تضعف لديهم قوة الانضباط الجنسي، ولكن اصابع الاتهام توجه في الغالب الى الذكور في هذه الحالات وليس الى النساء رائعات الجمال، مع انهن شركاء، بل انهن السبب الرئيسي في ايقاع الرجال في مصيدتهن الجنسية.

فالغريزة الجنسية تبدأ في الهياج والمطالبة بالاشباع بدءا" بمرحلة المراهقة. وحتى قبل المراهقة، فأنها موجودة ولكن بشكل خافت، او بتعبير ادق ان الاعضاء التناسلية لا تكون قد نضجت في الطفولة، ولكن المشاعر الجنسية تكون موجودة خلالها. ولقد اماط فرويد عن اعتمالها، وعن ان هنالك حياة جنسية بالمعنى العام لدى الطفل ولكن بدءا" بالمراهقة تبدأ الاعضاء الجنسية الظاهرية والباطنية في النضج، كما تقوم العدد الجنسية بأفراز الهرمونات الذكورية والهرمونات الانثوية لدى الذكور والاناث على السواء. ولقد كانت القبائل البدائية تقيم حفلات التدشين للاولاد والبنات الذين بلغوا المراهقة، ايذائا ببد نشاطهم الجنسي، لانجاب اجيال جديدة. ولكن الحضارة اخذت بالتمييز بين النضج الجنسي من جهة وبين النضج الاجتماعي والاقتصادي من جهة اخرى. وقد صارت ترجح كفة هذا النوع من النضج الاخير على النوع الاول. وبتعبير اخر فقد صار الزواج رهنا" بأكمال التعليم والقدرة على انشاء اسرة، والاتفاق عليها، وذلك بعد ن يحتل الشاب مكانة اجتماعية واقتصادية تسمح له بالاستقلال بأسرة جديدة، يكون مسؤولا" عنها، ناهيك عن اكتسابه لرجاحة العقل، واحراز الخبرات التي تضمن ان يكون حكيما" وبصيرا" بمسؤولياته الاسرية وبمسؤولياته في المجتمع، ومضطلعا" بواجباته على خير وجه. وقد نشأ عن التعارض بين مطالب العريزة الجنسية وبين المطالب الحضارية، قيام المراهقين والشباب من الجنسين بالبحث عن منافذ غير شرعية لاشباعها، سوء بممارسة الاستمناء، اعني العادة السرية، ام بأقامة علاقات جنسية مع افراد من الجنس المقابل او مع افراد من الجنس نفسه، او بأعلاء (Sublimation) اعني الانصراف عند الجنس الى انشطة اجتماعية او دينية او ادبية او فنية، وهو ما لا يستطيع القيام به سوى قلة من الناس.

• < السابق
• التالي >