اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حكايات شعبيه.. عشق عبيس وخديجه.. الفرزة (20)// ذياب مهدي آل غلآم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ذياب مهدي آل غلآم

 

عرض صفحة الكاتب 

حكايات شعبيه.. عشق عبيس وخديجه.. الفرزة (20)

من صحائف وادي السلام في النجف حاضرها وماضيها

تصنيع ذياب مهدي آل غلآم

 

واستحضر فيها الشاعر والمهوال عبد الساده الگصاد الإبراهيمي وأخيه من أمه الشيخ حسين آل عبد الله البصيصي كما حفتضتها من راويها حيث شاهدة قبره تشير إلى اسمه " فليح اهويدي" مع لآسف ذهب الى رحمة الله ولم يعتذر !؟ :

الشيخ حسين آل عبد الله كان رجل مهيوب وذو جاه ومكانته في عشيرته وعنوانه الذي يحترم في ناحيته ( السواريه ) وله من الاولاد ثلاثة { عبيس ، نوماس ، وتركي } ومضيفهم دائما مكتظ بالناس مساء كل يوم وولده المعازيب .. وفي المضيف تتداول الوادم المتواجده باحاديث متنوعه وحكايات ولكن غالبا يدور الحديث حول الأدب الشعبي كقصيدة او موال "زهيري" او بيت أبوذيه .. وتستمر المنادمة.. والشيخ حسين آل عبد الله حكيم وبليغ في منطقته وصاحب توريه لغويه ( الحسچة ) وله اطلاع على جناسات أبيات لأبوذيه الكبيرة والتي يرتجلها دائماً .. حيث كان أمي لا يقرأ ولا يكتب لكنه موهوب وسميع ورهيف الحس وقوي الشكيمة وكما نقولها ( أبن جواد وكرم وبمزامط الزلم أهو عند عيناك ) كان اخيه لأمه كما اسلفت الشاعر والمهوال عبد الساده الگصاد ذات يوم وصله خبر من "طارش" ان اخيه الشيخ حسين آل عبد الله داهمته وعكة صحية المت به فأمرض ومما وجب على اخيه عبد الساده الگصاد يشد احزامه وهمته ويأخذ معه من اولاده مالك ولقمان وهما ايضا يملكان الموهبة الشعريه وقصدوا قريه البصيصات مشياً على الأقدام " بياده " والمسافة حوالي ( 30 كم متر ) وحينما وصلوا للمضيف اتعدل من مشيته وهندس هدمه وبصوته الجهوري قال :

 

يمنگل للحچي     بالطيب يحسين

وإلك چكات      گلبي بألم يحسين

سمعت أنته مريض وجيت يحسين

وحليبه غاليه لغذتك بيه

 

 

نهضت الوادم وفزعت باستقبالهم والترحيب بقدومهم وتحاظنا الأخوين وتعانقا بحرارة وتشكر منه كثيرا لزيارته وتزحمه بالقدوم .. وحينها طش خبر وصول الشاعر عبد الساده الگصاد وبعد القهوة والشاي وما يؤكل وطابة النفوس وعمرة الجلسه وبدأ الشعر يأخذ وقتهم طلبوا من الشاعر ابو مالك عبد الساده الگصاد ان يسمعهم من اشعاره .. فقرأ لهم الكثير قصائد ودارميات ومواويل وأبوذيات ومسامر ومرادف ومرادم بالاشعار.. وفي الاثناء بعد ان دارت الدلة ورنة فناجينها طلب احد الفلاحين الأذن من الشيح حسين آل عبد الله ان يوافق الشاعر عبد الساده ابو مالك ويقص حكايته حينما وصل الملك فيصل للسواريه وكيف كانت هوساته فرحب بهذا الطلب وتدانت الرجال واصغت لما سيتحدث به الشاعر ابو مالك عبد الساده وأبتدء قوله : حينما وصل الملك فيصل الاول للسواريه وكانت شويخ الناحية ومجاوريها باستقباله مع من جاء معه ويتقدمهم الشيخ عبد الواحد الحاج سكر " ابو راهي " والمضيف مكتظ وامامه جموع الفلاحين والمهاويل تعتلي اكتاف الناس المتواجده لتزجل بهوساتها وتلقيها امام الملك فيصل حينها وقف متوسط الناس وامام الملك وحاشيته اخي الشيخ حسين ال عبد الله وبصوت جهوري جعل الصمت والاصغاء حوله هوس :

 

عن أذن الملك وابو راهي يسمع حچينه وياه

نطيع الطايع وحيد ونعادي  كل شخص عاداه

أهو  أإلأسس البنيان    غـيره شــلون يتولاه 

ها ، ها ، ها ( بيه وحده يجرها اتحوچونه )

 

وهنا نوه اخي حسين ال عبد الله عن معنى رباط الهوسه ( قفلها ) ان احد الملوك طلب من معمار اسطة ان يشيد له قصر لا يكون لمثيله في زمانه وفعلا بنى له هذا المعمار الاسطة " المهندس المعماري " قصر بشكل بيضوي ومن طوابق عدة وحينما جاء ذلك الملك لكي يفتتحه ويشاهد هذه الاعجوبه البنائية فاعجب الملك اعجابا كبيرا وتفاخر امام الناس التي حضرت هذا الافتتاح وتفرجت على المنشيء معه حين دخلولهم للقصر وطوابقة والناس منبهرة به فالتفت الملك للمعمار الاسطة وتشكر منه واوعده بتكريمه .. ومن اجل ان الاسطه المعمار يبين بعض لغز البناء اسره بكلمة ليزاد اعجابه بهذه العبقريه الهندسية .. فقرب كلامه من مسمع الملك وهمس بأذنه جلالة مليكنا ليست العبرة هنا ، لنخرج من القصر وسوف اريك السر الأكبر والاعجوبه في هذا القصر كله .. وطلب من الملك ان يشير للناس ولحاشيته ان تبتعد عنهما بعض المسافة .. نفذ الملك واشار بالإبتعاد قليلا .. همس الاسطة المعمار بأذن الملك جلالته هل ترى هذه الصخرة في حدود الأساس ؟ اجاب نعم أني اراها جيدا فقال له المعمار : أن قصرك يا جلالته كله مشيد على هذه الصخرة فأن سحبتها تهدم عاليه على اسفله !!.. وهذا ما ارد ان يشير له اخي حسين ال عبد الله برباط السالفة .. { واهي في التاريخ سمونها وفاء سنمار} وبعدها رفعت على اكتاف الفلاليح وبصوتي واني اشير للملك :

ها ، ها ، ها ... من رخصتك شيخنا ابو راهي ياعبد الواحد ومن رخصت اهل السواريه هاي الهوسه رباطها ينعرف تاليها .. ها اخوتي ها :

 

يمنادي الشعب     لباك من لبيت

ذبحت أهل الفرات أعليك ماخليت

سويتك حكومة     وسلميتك بيت

(أشلون أتسلم البيت ألمطره أو مطره تصاوغ بيه)

 

أول من أبتكر شخصية " مطرة أو مطيرة " هو الشاعر والمهوال عبد الساده الگصّاد حتى ذهبت مثلا يتداوله العراقيون يضرب في المال السائب والحال المائل دون أدنى مسؤولية أو أنصاف فقال أهزوجتة في نقد الأنكَليز:

 

مطره البيت واهل البيت       وحـﮔـها من تصاوغ بيه

اشـﭽم مره تجي للبيت مطره         وخالي اهو تلـﮔيه

من عشرين لثلاثين للخمسين  مطره تبوﮒ وتضم بيه

( الرايد يحفظ هذا البيت .. يطلـﮒ مطره

وهذا الحايف ما يدناه )...

ولقد اعادها لهذه الهوسه الشاعر المهوال عبد الساده الگصاد اما الملك فيصل الثاني حينما زار ابو صخير والفيصليه حيث سميت ناحية السواريه " بالفيصليه " تيمنا بزيارة الملك فيصل الأول لها وبعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة سميت بالمشخاب { بسبب سماع  صوت ودوي مجرى نهر الفرات السريع وروجه في اوقات الخنياب واصطدامه بصخور ضفتيه يولد " شخيب " عند جريانه.. اطلق عليها اسم المشخاب }.. ولقد اهزج بهوسة ايضا شاعرنا عبد الساده الگصاد وفي نقد الحكومة محذّرا من غضب الشعب :

تلعب دوملة  وكاغد حكومة شلون مرتاحه

من ملهى لعد ملهى  ومن ساحة لعد ساحه

ما تدري الشعب مالوم ساعه وكبّر صياحه

(كل يوم وصاوغ نوري بهاي الناس .. دخيلك يالله دخيلك)

وحينها ارتاحوا الناس  وفرح بسرور وبهجة اخيه الشيخ حسين ال عبد الله بهذه الزيارة وبهذه الجمعه الجميلة والمفاخره به امام ربعه وعشيرته .. ولا ننسى ان عبد الساده الگصاد هو شيخ عشيرة البو معن  .. اعود لحكاية عشق عبيس لخديجه " أخديجه " يدلعونها اهلها الفلاحين بهكذا لفظ او نعت تصغيرا وتحبيبا .. عبيس ابن شيخ حسين ال عبد الله وكان شاب متعلم حيث والده كان يغذي اولاده بالتعليم والمعرفه وديوانهم " المضيف " دائما فيه هذه المنادمات والاطاريح الشعريه الشعبية والقصائد العربيه الفصحى وهذا عبيس موهوب ومتعلم في المدرسة الريفيه في ناحية السواريه.. حب وعشق اخديجه ،، عشق وحب ريفي صادق وكانت الاعراف العشائرية واخلاقياتهم تحدد قيمة الحب والعشق الشريف وبكل تحفظ.. واخديجة تعلمت القراءة والكتابة في صفوف محو الأميه التي انشأها الحزب الشيوعي العراقي في تلك السنوات واخديجه فتاة شاطرة وموهوبه وعن كبر تعلمت وصارت تقرأ جيدا وتكتب شعرا وهكذا عشقت واحبت عبيس بن شيخ حسين ال عبد الله في قريتهم وهم اولاد (جماعة وحده).. كانت الرسائل فيما بينهما متواصلا سرا وكتمانا.. فيسمعها وهي في رطيقها للبستان : 

أنده وگول أحاه      حبچ خديجه

بالگلب تثگب نار صارت حريجه

وحينها تبتسم ويردفها بالبيت الثاني :

من كثر فيض الشوگ        ما نايم الليل

صاحي وغفت مبخوت  حت نجمة أسهيل

وتجيبه هالله هالله ... ويردفها قائلاً :

أنشد خديجه         شلون للرايح وجاي

ما أحيه لوما اهواچ وانتي الهوى وماي

وتلفت فلم يشاهد احد ؛؛ فشمر لها رسالة وولى مسرعا .. وحينما رجعت خديجه للبيت وفي العصريه تنجمع عندهم بعض صديقاتها " الحديثات " وهي قد اسرتهن بعشقها ، ل عبيس وتمد يدها الى فتحت زيگها لتخرج رسالة عبيس من بين نهديها وتضحك وهن يتبسمن ويسمعانها بعض الكلمات الغزليه الريفية ( خيعونچ ، نهيالچ ، يابختچ خديجه،،، لاخ ) وهي تقرأ بتلذذ وتعيد كل بيت مرتين وتتناغم بالقائه حيث تحسسهن انها مذابه بحبه واشتياقها للقائه وبعد ما انتهت جلست الحبايب .. يودعنه ويتمنن لها تحقيق امنيتها بالزواج منه .. وفي تلك الليلة وعلى ضوء الفانوس الضئيل حيث اهلها كلهموا في غفوة وهي حليفة الحب كيف تهجع وتنام ، سحبت من تحت وسادتها دفترها المدرسي والقلم في يدها لتكتب رد على رسالته ولقد كتبت له معاناتها واشتياقها وحلمها ان تحتظنه وتنام معه كشريكة للحياة ويكونون عائله وابناء بررة باهلهما ولقد ردت على دارميات عبيس التي سمعتها منه ولقد كتبها في رسالته ايضا فوجب عليها ان تجيبه :

يعبيس أهل الشوگ كلهم   بچفه

وشوگي إلك فيض أعجز اوصفه

وكتبت له الثاني :

دونك حياتي بعيش ما أرضه لحظه

وعونه الگعد وياك      ياكبر حظه

واردفته بالثالث :

يعبيس أمن الشوگ بگليبي   چانون

وتعده بيه الشوگ ليله اعلى مجنون

وتمر الايام والاشهر والفصول تواليا والعشق يتجذر ويتشجر وارف الاغصان وظلاله متسعة وكان عبيس يتحمل هذه المعاناة ففي كل صباح كان يذهب والشتاء برده قارص ويعبر النهر الفاصل بينهم وبين جامعة أهل خديجة حبيبته لكي يلتقيها غلسة ويبثها لواعج اشجانه وعاذاباته وصبره على نار حبها وهب ايضا تبادله هذه الزفرات والآهات وتشكو له سهر الليالي ونشوة اللقاء .. كان يرتجف بردا قارصا يسري في عظامه وقلبه يلتهب بنيرانه فهو يحمل الضدين نار العشق وبرد الشتاء القارص .. وقبل ان يفترقا همس لها " خديجه يا روحي وحياتي خديجه .. كافي طگت روحي وصبري فاض بي وتعده حدوده شتگولين يالعزيزة ؟ وتلعثم بالكلام يابعد عمري اقرأي رسالتي هذه وانتظر منك الجواب " ثم ودعها والى اللقاء ورجع عابر للشط ألى اهله ينتظرها لترد على طلبه في الرسالة ولقد دون فيها بعض من ابيات شعره :

لجن عيناچ اعبر الشط ؛؛؛؛ وأنه   بروح   عز اشتاي

وعدي الخطر خط بخط ؛؛؛؛ اطلب  النار   اطنن   ماي

خديجه و ذهب  يتمشط ؛؛؛؛ شعرها  وتيهتني   سراي

خديجه وليلي من يختط ؛؛؛؛ بريج    بدنيتي   وضواي

حسن يلهث   ولا يفحط ؛؛؛؛ تذهل    للمشه    والجاي

خديجه وشگ   يتوسط ؛؛؛؛ لگلبي   وساكنه    عيناي

خديجه والهوى امحنط ؛؛؛؛ گبلها   ولا إله     كل راي

وهي   الخلته    اتگلط ؛؛؛؛ عليه وصفت    كل أهواي

إلها بروحي الف مهبط ؛؛؛؛ وألف مسكن بنص  أچلاي

 

خديجه أخذتها الغبطة والفرح وابتهجت كل اعضاء جسدها وأخذت تتلمسه وتحلم كيف سيكون لقائها مع حبيب العمر والانتظار والأمل الذي تنشده في حبها وهو فارسها المقدام وأخذت تكتب وتعيد قرأت رسالته وهي بين الحقيقة والاوهام ومدنفها عبيس طلب منها الجواب تحديد اليوم الذي تريده لكي ياتون الخطابة وما عليها إلا مشورة امها ومن ثم ابيها واخوتها.. خديجه صارت الثواني عليها سنين ومرت ومتى يطر الفجر لكي تتحدث مع امها وتخبرها بالذي جرى بعد قراءة رسالة عبيس .. وفي الصباح الباكر ووالدتها ستجر التنور وفي المعجانه عجينها جاهز للخبر اسرت أمها بالخبر فباركتها واقسمت لها:" ابنيتي خديجه وحگ تنور الزهره يافرحتچ عندي اكبر من يوم زفوني لأبوچ ".. وبعد الافطار الصباحي تم الكلام مع ابوها ولحين أخذ موافقة اخوتها واهلها الآخرين وبعدها تم تحديد يوم الخميس كالعادة المتبعة في المنطقة.. ذهبت خديجه بعدما كتبت رساله جوابيه لغبيس، وكانت على جرف الشط  تملأ " المصخنه " بالماء وتبديها لكي تغلب على وقتها  وتغني ما بينها وبين نفسها :

 

وبحجتك يالماي      لاترس وبدي

الگصد شوف هواي والعذر عندي

 

وهي تنتظره في الجهة الثانيه للشط .. ومن بعيد لمحها فعبر لها مسرعا وأخذ الرساله بفرح غامر بروحه وهو راجع يقرأ فرفع يديه للسماء واشارلها بالموافقه وهي لا زالت تملأ المصخنه وتبديها،لاهية، ساهية، لا تعرف كيف ستكن تدابيرها في ليلتها الأولى مع حبيب العمر.. عبيس كان مشغولا وملحاحا على والده لكي يسرع في المشيه لخطوبتها وتحديد يوم زفافهما فلقد فقد صبره .. وبعدما تمت الخطبة ورجوع " المشايه " والده والجماعة، اخبروه بالموافقه ويافرحه الما تسع الارض عند عبيس ولقد حدد والده يوم الخميس القادم سيتم زواجهما ولكي يجهزوا ما للعروس وللعريس من تجهيزات ومهر وملابس وغيرها.. وبدأ الاهل وعبيس بالتحضيرات لتلك الليلة حيث سيلتقي ب( چتيلته) خديجه بعد حب تعدى سنين صبر وشوقا وأملاً وعذابا.. وكان الخميس حيث الاهل والخلان والبنادق تطلق نيرانها للسماء بهجة وفرح وكيف لا فهو أبن الشيخ والعنوان والهلاهل تملأ الصبوين وخديجه هذه المزهريه الجميلة الرائعة كوردة عباد الشمس متفتحه جيئ بها من دارهم بزفة عبر النهر" مشاحيف و كعوده "وطراده امامهم فيها هودج خديجه والنسوان معارفها وحبايبها يردحن ويهوسن وخلفهم الزلم تتشامر بطلاقات بنادقهم وهوساتهم " وهذا اليوم الچنه انريده " و" بنت الشيخ لأبن الشيخ جبناها " بعدها طلب والده من الزفافيف الدخول للمضيف لتناول العشاء وبعدها يأخذون عبيس " المعيريس" ليدخلوه على زوجته معشوقته خديجه.. بالصلوات والهلاهل والحلوى " چكليت وملبس" واهليه على رأس عبيس ينثر. ادخل عبيس على زوجته وهي في حجرتها الجديدة التي بنيت من الطين ، أللبن.. هكذا كان الريف واهله يسكنون في بيوتهم " الشيوخ " الفلاحين لا يمكن ان يبني بيته من الطين " تلك الأيام " سعادته لاتوصف وهو رأى خديجته ضوءاً يتلألأ ولم يصدق نفسه أن حلمه قد تحقق وخديجه ما بين يديه الآن. تعانقا واحتظنها بشوق كغريق من خلال الماء مدت له يد لتنقذه من هذا العناء والصبر والأنتظار خديجه معه في ليلته الكبيره.. هدء عبيس لكن خديجه احست بتعب فقالت:"عبيس احبيب أحسن بنفسي تعبانه" ؟ تبسم عبيس ورد عليها:" هذا يحصل لكل عروس فتمددا معا على ( چربايتهما ) ومن عادة اهلنا ان وقت الفجر بعد ما يؤذن رجل كبير في الديره تستيقض " وضحه أم عبيس" كالعادة تصلي ومن ثم تجهز عجينها وستجر تنورها لتحضر فطور الصباح للمعازيب والعادة ان العريس يضع" المنديل الابيض الموسوم بالأحمرار" دلاله على عفة العروس..وضحه لم تجد هذا المنديل بل انها وجدت عبيس مد يده من خلال شباك غرفته وفيها ورقة،ولقد طلب من أمه وضحه ان تعطيها الى ابيه الشيخ حسين آل عبد الله وهو جالس في المضيف حيث تتوافد عليه الناس لأعطاء الواجب ( صبحة ) العروس كالمعتاد عرفا اجتماعيا. كان عبيس بإشد الحزن والدموع تتصبب من عينيه بفيض على وجنتيه.. ذهبت وضحه وبيدها الورقه وصوتت على أبنها " يمه نوماس يمه تركي " فسمع صوتها وركض لها نوماس.. امتعظ وانكمش قلب شيخ حسين وتسمر بحاله واحس بشيء غريب قبض انفاسه فتعوذ الشيطان وسمى بالرحمن ولكن ينتظر الخبر من نوماس ، فتح الورقه شقيقه نوماس وقرأ ما فيها لكن لم يفهم منها شيء وناولها لوالده  وقال " بويه شنهي هاي ثلاث چلمات بيها مكتوبه" من عبيس اخذها والده شيخ حسين وقرأ هذه الكلمات الثلاثة ( ماتوانه ؛؛ ماتوانه ؛؛ ماتوانه ) رفع عقاله عن رأسه وكابر بعدم ان تنزل دمعته من جفنها ولكنه ازفر وشخب بزفيره آهاته وقال

" اشعلوا  النار واذهبوا لجلب " المومن" ليقرأ القرآن" استفسر نوماس من ابيه لماذا " يا بويه " وبصوت مخشوشن ومحزون رد عليه " افعل ما اقوله لك " وفعلا تجمعت الناس في المضيف وهم يرون ان الفرح والعرس  انقلب إلى فاتحة وحزن والنسوة يملأن المكان باصواتهن البكائية والمحزونة.. غيمة الدنيا بعيون شيخ حسين وجماعته ولكنهم لازالوا يتسألون ما حصل وما هو كتبه عبيس في الورقه.. فطرق بوجهه للأرض وسحب شهيق طويل ونفث زفيره بشخب وحرارة وحزن مكبوت واوضح : أن الروقه التي ارسلها عبيس لنا مكتوب فيها ثلاثة كلمات( ماتوانه ؛؛ ماتوانه ؛؛ ماتوانه ) فعرفت ان عروسته خديجه قد توفيت

وما كتبه وقاله في ورقته عبيس هذا معناهن وانشد :

 

الوكت من گبل هسّ ماتوانه

ويبويه القدر  عنهه ماتوانه

يبو عبيس   اوليدك ماتوانه

لمن ماتت   خديجه بين أديه

 

وفعلا نصب مجلس الفاتحة وكانت الحسرة خنجراً ساماً في قلب الفرح في تلك الساعات المؤلمة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.