منوعات عامة

هل التنجيم علم؟ دراسة نفسية تضع الاجابة

شفق نيوز/ بحث علماء النفس في العوامل التي تدفع الأفراد للإيمان بالتنجيم كعلم، ودرسوا المقدمات الكامنة وراء المعتقدات العلمية الزائفة، وقد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن القدرات المعرفية ومستوى التعليم هما العوامل الأكثر تأثيراً في اعتبار التنجيم علماً.

وكشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Journal of Individual Differences" أن القدرات المعرفية ومستوى التعليم يمثلان العوامل الأكثر أهمية في تحديد نظرة الأشخاص إلى التنجيم باعتباره علماً.

ورغم الإجماع العلمي الواضح على عدم وجود مصداقية للتنجيم، لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في المجتمع المعاصر.

فوفقاً للدراسة، يعتبر ما يقرب من 30% من الأمريكيين التنجيم علماً، ويستخدم الملايين تطبيقات الأبراج.

وأجرى باحثون من قسم علم النفس في جامعة "مينيسوتا" دراسة استكشافية حول أسباب هذه الظاهرة المثيرة للجدل.

واختبر الفريق أربع فرضيات رئيسية، بما في ذلك فرضية "المعرفة السطحية" التي تربط القبول بالمعتقدات الزائفة بمستوى التعليم المنخفض وضعف القدرات المعرفية. في حين تشير فرضيات أخرى إلى أن الإيمان بالأبراج قد يكون مرتبطاً بالتشكيك في العلم، والميل نحو الروحانيات، والسمات الشخصية الاستبدادية.

واستخدمت الدراسة بيانات من المسح الاجتماعي العام (General Social Survey)، الذي يُجرى بانتظام منذ عام 1972، وشملت 8,553 أمريكياً بالغا أجابوا على السؤال: "هل تعتبر التنجيم علماً؟" مع خيارات الإجابة: "غير علمي تماماً"، "علمي جزئياً"، أو "علمي جداً".

وتم قياس الذكاء باستخدام اختبار المفردات (Wordsum)، وتقييم المستوى التعليمي بعدد سنوات التعليم الرسمي. كما تم تحديد الثقة في العلم من خلال تقارير المشاركين الذاتية عن مدى ثقتهم في المجتمع العلمي، وتم قياس التدين والروحانية باستخدام مقاييس منفصلة من أربع نقاط.

كما تم تقييم الاتجاهات السياسية على مقياس من سبع نقاط يتراوح من "ليبرالي للغاية" إلى "محافظ للغاية".

وأظهرت النتائج أن الذكاء والتعليم هما العاملان الأكثر تأثيراً في الموقف من التنجيم. فقد أظهر المشاركون الذين حصلوا على درجات منخفضة في اختبار المفردات ميلاً أكبر لاعتبار التنجيم علماً.

كما كان الأفراد الحاصلون على تعليم رسمي أكثر عرضة للإيمان بمصداقية التنجيم كعلم. وتدعم هذه البيانات فرضية "المعرفة السطحية" بقوة.

وفي المقابل، لم تجد التفسيرات الأخرى المقترحة، مثل الثقة في العلم، والتدين والروحانية، والاتجاهات السياسية، دعماً كبيراً في البيانات.

واختتم الباحثون بتحذير من قيد مهم في الدراسة، حيث سُئل المشاركون عما إذا كانوا يعتبرون التنجيم "علماً"، مما قد يعني أن أولئك الذين يؤمنون بالتنجيم دون اعتباره علماً لم يتم تضمينهم في الدراسة.

ومع ذلك، أظهرت الدراسة بوضوح أن المبادرات التعليمية التي تعزز التفكير النقدي والثقافة العلمية قد تكون الوسيلة الأكثر فعالية لمكافحة المعتقدات الزائفة.