اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• إضاءة : ( رجعنا بخفي حنين )

حامد كعيد الجبوري

 

 إضاءة :

                ( رجعنا بخفي حنين  )

 

             المثل أشهر من أن نوضحه للقارئ الكريم ، ولربما نحن العراقيون ينطبق علينا المثل أعلاه ، فلطالما رفعنا أكفنا لله نطالبه بتغيير حالنا نحو الأفضل ، وبالطبع أن ذلك صفة العجزة ، لأننا يفترض بنا أن نتخذ موقفا اتجاه أي ظالم كان ، والله سبحانه يقول   ( لا يغير الله بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) ، ولأن الحسين ( ع ) كما قال عنه الجواهري ( الى الآن لم يشفعِ ) ، بمعنى أنه لو كان حسين آخر بزمانه وما بعده لم يخلد الحسين هكذا بقلوب الأحرار ، وسابقا قيل لفرعون ما فرعنك على الناس ؟ ، أجابهم بأنه لم يجد أمامه من يردعه عن جادة السوء فسلكها ، لذلك

فالتأريخ ملئ بهذه النماذج القبيحة التي شوهت وجه الإنسانية وآخرها الطاغية صدام حسين ، وربما أظلم شريحة من المجتمع العراقي التي وقفت إزاء الطاغوت وبرهنت قولها بعمل خالد قبالة نظام دكتاتوري ظالم ، وأمامنا انتفاضة آذار الخالدة التي قوضت النظام لولا التدخل العالمي والجوار العراقي بإخمادها ، ومثل آخر ما فعله الضابط العراقي الجرئ محمد مظلوم الدليمي الذي أعدم من قبل النظام السابق ، وما فعلته قوى اليسار العراقي الذي ملأ الدنيا تشريدا ، وليفضح أعتى نظام قمعي ، ومواقف بطولية للأنصار الشيوعيون ، وقوى دينية اتخذت من أهوار العراق ملاذا

لها  ، والأغرب من كل ذلك أن يجني ثمار ذلك الطفيليون الذي عاشوا على موائد  لا يعرف مصدرا لها ، والمثل العامي يقول ( أيجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) .

        كل هذه المقدمة إثارها حديث استمعت له من فضائية العربية مساء ليلة 17 / 9 / 2010 م مع فخامة رئيس جمهورية العراق جلال الطلباني ، الذي تفاخر أمام الملايين من المشاهدين على أنه صمام أمان العراق ، كما منحه هذا اللقب أحد مراجع دين الشيعة ، ولست بصدد ما قاله ذلك المرجع ، أو بما تفاخر به الرئيس نشوانا ، ولكن الذي جلب انتباهي قوله أن السيد عادل عبد المهدي والسيد طارق الهاشمي وغيرهم الكثير من السياسيين يملكون قصـورا في   ( دوكان ) ، وأنا أتساءل أن كان من حق المواطن العراقي التساؤل ، من أين حصل هؤلاء السياسيون على هذه القصور الفارهة بشمالنا

الحبيب؟ ، رغم أن الكرد يرفضون قولنا الشمال العراقي ، بل يستأنسون كثيرا بقولهم إقليم كردستان  ، كان لنا طاغية واحدة تملك رقاب البلاد والعباد ، وبني لنفسه قصورا في كل رقعة من أرض العراق ، واليوم لنا حكام جدد يمارسون أقبح مما مارسه سلفهم المخذول ، أضف لذلك حزبا واحدا كان يملك رقاب الناس ، واليوم لا تعرف من هو الذي يملك رقبتك ، والغريب أن هذه الأحزاب تبني أحزابها الوهمية بحطام وأنقاض العراق الذي هدموه بلا دموع التماسيح ، وإن أجرينا إحصائية شهرية عن الذين يعينون من قبل الأحزاب بأسلوب ما يسمى الدمج ، لأن دولة رئيس الوزراء قد أوقف

التعيينات التي لا يصادق عليها مجلس الخدمة الوهمي أيضا ، فالمواطن اللاحزبي لا يعين ، ومن أرتبط  مصلحيا بأحد الأحزاب الفاعلة فتعينه مضمون حتما .

       الخراب الذي حل بهذا الوطن المبتلى لا يمكن حله إلا بتغيير جذري لقيادات سياسية فئوية مصلحية ، وهناك من يدعم فكرة انتفاضة جماهيرية عارمة ، والتي ستعد من قبل هذه القيادات المستفيدة بإرهاب منظم ، وأن افترضنا هذه الانتفاضة فعلى من سينتفض العراقيون وعلى أية فئة سياسية  ، وقسم آخر يعول على الدولة المحتلة التي أطاحت بالنظام السابق والتي ربما ستلجأ الى هذا الخيار بانقلاب أبيض ، طالما وجود هذه القيادات العراقية بمكان واحد ، وهي الخضراء المحروسة ، ولكن المحتل قد حصل على بغيته بما أراد وخطط له من القسم الأكبر من هذه القيادات اللا عراقية

النهج ، مصير مجهول ، ومستقبل مبهم ، ومؤامرات  لا حصر لها ، فمن سيتصدى لإنقاذ العراق ، للإضاءة ..... فقط .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.