اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• لماذا لا أٌحبّذُ إستعمال الكنى؟ -//- سالم عيسى تولا

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

لماذا لا أٌحبّذُ إستعمال الكنى؟

سالم عيسى تولا

الكنى جمع كُنية ، يدّعي مستعملوها بانها من علامات الاحترام والتوقير للمخاطب . والكنية تعني في اللغة ، ذكر اسم العلم مسبوقاً بواحد من الأسماء الخمسة ، كأن نقول : أبو عدنان وأم نزار وأخو رقية ، والأسماء تتغير وتختلف حسب الزمان والمكان والأديان والمذاهب والقوميات والظروف السياسية وغيرها .

إن إستعمال الكنى ، يحذف أو يخفي أو يتلاشى اسم الشخص المعني ، ويعوض عنه باسم ولده أو إبنته ، وبهذا ينسى الشخص نفسه ، فإسم الشخص هو الدالة الكبرى والدامغة لمعرفة الأنسان منذ خلق آدم وحواء .

هناك شيء آخر قد يكون الأغرب والأتعس ، هو مناداة الشخص بكنى جاهزة لا علاقة له بها ويتألم حين سماعها ، كالرجل الذي لا ينجب ينادى بـ ( أبو غائب ) ونفس الشيء بالنسبة للمرأة .

والأنكى من كل هذا وذاك ، يخاطب الشخص باسم ولده المفقود أو المعوق أو المتوفي ، بعملنا هذا ننكأ جراحات الشخص الذي يحاول جهد الإمكان وبكل الوسائل نسيان مصائبه .

نقطة أخرى تكون الأصعب والأسخف ، ان كنية الشخص تقتصر على الولد الكبير فحسب وعلى الذكور دون الاناث ! اللهم استر ! ماذا سيكون رد فعل الأخوات والأخوة الآخرين ؟ الا تسبب إحراجاً لهم تكون نتيجه خلق الفتنة والتفرقة والبغضاء قد يصل إلى الإقتتال بينهم ؟

مشكلة أخرى اكثر تعقيداً وأصعب حلاً : عند الشخص الذي يقترن بأكثر من واحدة سواء بسبب الشرع أو بسبب وفاة الزوجة ، وأنجبن بنين وبنات ، فن الطبيعي ان الزوجة الثانية أو الثالثة أو غيرهما ، تريد وتبذل جهوداً مشروعة او خبيثة في سبيل ان ينادى الرجل باسم ولدها وإبنتها ، إذا فشلت محاولاتها الإعتيادية ستلتجيء إلى جميع الوسائل الشيطانية ، في أكثر الأحيان ستكون النتائج وخيمة على جميع أفراد العائلة ، وخاصة إذا لم يكن الرجل حازماً قوياً وزوجته أصغر منه بعقود ! فيضطر إلى تلبية مطاليبها التي ستولّد عدم الأحترام والكراهية بين الأولاد وأبيهم وبين الزوجات أنفسهم ، وتبدأ المؤامرات والمكائد تحاك في السر والعلن .

شيء آخر ( أخشى أني قد أطلت ) ! من هذه الخزعبلات الموروثة التي نعمل بها دون تفكير وتمحيص وفقدان الشجاعة في عدم الأخذ بها ومحاربتها ، هو إن المجتمع يضع كنى جاهزة للكثير من الأسماء من أيام الطفولة والرضاعة ، وعلى الوالد أن ينفذها دون جدال ! فأبن محمد هو جاسم وابن جاسم هو محمد ! وابن علي هو حسين شئت أم أبيت ! وأبن يوسف هو يعقوب وبالعكس وأبن سلمان هو داود ، وابراهيم أبو خليل ووليد أبو خالد وكريم أبو حاتم وهكذا دواليك .

هناك بعض أصحاب الرتب والمهن ، فالشرطي أبو اسماعيل والجندي ابو خليل والشجاع أخو خيتة ! . إن نتائج القيام بهذه السفاسف وتنفيذها دون تفكير ، تؤدي بنا إلى غلق حرية الفكر والأبداع حتى في إختيار أسماء لأولادنا وهي لاتقل ضرراً عن المخدرات التي تخدر عقل الأنسان وتجعله يعيش على الهامش وكأنه آلة مسيرة من قبل الآخرين حتى لو كانوا أمواتاً ! .

قبل أن أكمل الموضوع لابد لي من ذكر مشكلة أخرى ، هي وجود أسماء طويلة ومركبة ومن الصعب أن يكنى الرجل بها كاسم يزدندوخت والشباع وعبد يشوع وعبد القهار وعبد المهدي ومحمد علي .... تاريخنا زاخر بأسماء لامعة متألقة ، لها معانٍ جميلة وجِرس رائع وسهلة اللفظ والكتابة تذكرنا وتحفزنا على حرية الفكر وربما إلى البطولة والكرم والشجاعة وعمل الخير ومحاربة الشر . أما الذي يدعي بأن استعمال الكنى يدل على الإحترام ، فلا نفع في الاحترام الذي يلغي الأب واسمه .

قبل أن أنتقل إلى الأقسام الأخرى من هذا البحث ، لأحاطة الموضوع من كل جوانبه ، هو الأجابة عن التساؤلات التالية : - متى وجدت هذه الكنى ولماذا ؟ هل توجد في اللغات الأخرى وعند شعوب أخرى ؟ أو ما يماثلها ؟ متى بدأ استعمالها عندنا نحن الناطقين بالسريانية ؟

كل هذه الأسئلة وغيرها ، سأجيب عنها في العدد القادم ، إذا أعجبك الموضوع واستفدت منه أيها القاريء العزيز ، فانا أجهد نفسي وأسهر الليالي من أجلك انت ، وليس من جلي أنا ، فأنا أعرف هذه المعلومات جيداً ولا حاجة لي في تكرارها ، في حالة إحساسي وتأكدي بأني أكتب لنفسي ، ثق بأني سأكسر قلمي وأمزق أوراقي وأسكب حبري وأرميها في أقرب صندوق للنفايات !

أرجوا أن تتصل بإدارة الصحيفة في حالتي الإيجاب أو الرفض كي أختار لك مواضيع مشوقة واكثر فائدة ، فالذاكرة مازالت – والحمد لله – متقدة ، وأمكانية العطاء ما زالت في أوجها !

وشكراً لك عزيزي القاريء أولاً وآخراً فأنت زادنا ولك محبتنا .

التعليقات   

 
0 #1 وليد 2015-11-11 14:50
الاستاذ سالم عيسى تولا مبدع فيما يكتب. وانا بحاجة الى كتابه ترجمة رحلة بنيامين الثاني اذا ممكن تعطوني اميله اتواصل معه وشكرا لكم
 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.