ورقة نقدية: "حين يلتقي القدر: الكوبليه الأخير في قارئة الفنجان"// محمد حجازي البرديني
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 31 تشرين1/أكتوير 2025 12:57
 - كتب بواسطة: محمد حجازي البرديني
 - الزيارات: 517
 
محمد حجازي البرديني
ورقة نقدية: "حين يلتقي القدر: الكوبليه الأخير في قارئة الفنجان"
إعداد: محمد حجازي البرديني
تمهيد
في لحظة الكوبليه الأخير من أغنية “قارئة الفنجان”، يبدو أن الكون كله قد توقف ليشهد اجتماع ثلاثة من عمالقة الفن الكبار: نزار قباني شعراً، محمد الموجي موسيقىً، وعبدالحليم حافظ غناءً.
هنا لا نسمع أغنية فحسب، بل نشهد ميلاد معجزة فنية، وولادة أسطورة، وظهور ملحمة لا تنتهي.
الكلمة عند نزار ليست مجرد لفظ، بل نبض قلب. اللحن عند الموجي ليس مجرد نغمة، بل روح تهتف. والصوت عند عبدالحليم ليس أداء، بل اعتراف إنساني حيّ.
نزار قباني – شاعر القدر والحنين.
الكوبليه الأخير هو ذروة الشعور والحكمة في الشعر.
نزار قباني لم يكتب هنا وصفًا عاديًا للحب، بل صاغ نبوءة العاطفة النهائية.
كل كلمة وكأنها شمعة تضيء الزوايا المظلمة في القلب، وكل جملة مثل رسم مصيري على جدار الوجد.
"ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان..."
الكلمات بسيطة للعين، عميقة للقلب، تحمل كل من الشوق والفقد، وكل من الانتظار والقدرة على الرؤية. إنها لغة الخلود، لغة العاطفة الحقيقية التي تتجاوز كل زمان ومكان.
محمد الموجي – الموسيقى جسد المشاعر.
الموجي هنا ليس مجرد ملحن، بل مهندس وجداني.
لقد صاغ الألحان لتتوافق مع انفعالات النص الشعري، فتصعد مع كل كلمة، وتغوص مع كل صمت.
المقامات الشرقية عنده تصبح فضاءً للأمل واليأس معًا، والنغمات تتماوج كما تتماوج أرواح العشاق.
كل لحظة موسيقية في الكوبليه الأخير تدفع النص نحو التجلي الفني الأسمى، وتمنحه بُعدًا وجدانيًا لا يمكن لأي مستمع أن يقاومه.
عبدالحليم حافظ – الصوت بوصفه كائنًا حيًّا.
عبدالحليم هنا ليس مغنيًا، بل كائنًا حيًا ينبض بالعاطفة.
صوته في الكوبليه الأخير يمزج بين الرقة والاعتراف، بين الحنين والنداء.
يبدأ همسًا كخوف الطفل، ثم يعلو كصرخة العاشق الذي عرف الفقد، ليجعل المستمع شريكًا في اللحظة العاطفية.
كل انحناءة في صوته، وكل توقّف للحظة، يحوّل الكلمات إلى دموع موسيقية تفيض على القلب، فتشعر أنك لا تسمع أغنية، بل تعيشها.
النتيجة الإبداعية – معجزة وأسطورة وملحمة.
حين يجتمع هؤلاء الثلاثة في الكوبليه الأخير، تولد المعجزة، حيث الكلمات واللحن والصوت يصبحون كيانًا واحدًا:
- معجزة فنية: لا يمكن لفنان واحد أن يحققها؛ فالعمل يُصنع من تلاقح العقول والقلوب.
- أسطورة: الأغنية تصبح خالدة، كل مرة تسمعها تشعر وكأنك تسمعها لأول مرة.
- ملحمة: كل لحظة تصعد بالعاطفة، فتعيش الحب والفقد والشغف في آن واحد، كما لو كانت حياة كاملة في دقائق معدودة.
باختصار، الكوبليه الأخير ليس نهاية أغنية، بل ذروة الفن العربي الأصيل، حيث الكلمة تصبح نبضًا، اللحن يصبح روحًا، والصوت يصبح اعترافًا حيًّا. وهكذا تتحول تجربة الاستماع إلى رحلة وجدانية خالدة.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
962776537021
استكملت الورقة النقدية بتاريخ الخميس 2 / 10 / 2025 م.
المتواجون الان
518 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
                
						


	        	
	        	
	        	
	        	
	        	
	        	
	        	
	        	
	        	
	        	
	        	
	        	