اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• مسميات تفوق أجندتها

وليم بيت نهرين

مسميات تفوق أجندتها

 

      كثرا ما تستوقفني المسميات التي ألاحظها ضمن وسائل إعلام شعبنا وفي مختلف قنواته المرئية والمسموعة والمقرئة كالتي " كاتحادات جمعيات رابطات نسويه وشبابية وطلابية آشورية ، كلدانية ، سريانية " ومراكز وتجمعات وروابط وغيرها التي تصب معنوياتها في بوتقة منظمات المجتمع المدني, وعلى مثيلاتها من الأدبية والثقافية والاجتماعية بمختلف تسمياتها ومسمياتها. كل يافطة على حدا ينضوي تحت شعاراتها أعضاء معنيون قد لا يتعدون في أحسن الظروف عدد الأصابع. وجميعها تهدف لغاية واحدة " الازدهار والتقدم لشعبنا في مختلف الميادين الحياتية " هذه المسميات المبعثرة لم تعد تناسب مع المرحلة التي يعيشها شعبنا من حيث نضوجه بحقوقه تحت تسمية موحدة.

     كثرة هذه العناوين تفوق أحيانا أجندتها التي يفترض أن تكرس لخدمة الواقع المدني في الوطن، والحقيقة أن كثرة تعدادها لدى جالياتنا في دول المهجر تفوق قدراتهم كل في تخصصها.

    هذا في الوقت الذي فيه من الواجب لَم تشرذمات كل فئة نسويه أو شبابية وغيرها من المجاميع الثقافية والأدبية في وحدات خاصة بشؤون كل منها تعبر عن رأي الجميع وترعى مصالحهم  تحت تسمية موحدة بدلا من عدة تسميات متشظية هنا وهناك لا تقوى على خدمة حتى رموزها المتفرقة.

     أن تشجيع هذه الظاهرة تعد سابقة سلبية أن لم أقول خطيرة على وحدة شعبنا، وقد يخالفني البعض هذا الرأي ويقول أن التعددية حالة صحية وصحيحة. ولكن أقول أن الحراك الايجابي للحالة المتعددة تكمن صحتها في تنوع الأفكار والآراء لذات الهدف. بخلاف تعدد المسميات لنفس الغاية!.

       هذه الكثرة العددية المتكررة عناوينها لأصل الغاية الواحدة. أن أهملت دون معالجة واقعية تترك عناوينها المبعثرة انطباعا واحدا دون نظير آخر. ألا وهو ( اللامبالاة للحس الشعبي الواحد أصلا ) فهل حقا أن المسميات تحول دون التقارب والتعاون من اجل استثمار الجهود المدنية بالشكل المقنع. أم أن المكاسب الذاتية لها أدوارها في كل مؤسسة تسعى إلى امتيازاتها الخاصة على حساب التكاتف. ففي الوقت الذي فيه كان ومازال شعبنا يتعرض إلى المضايقات التعسفية ويستهدف وجوده المستقبلي على يد العصابات الإرهابية في وسط وغرب وجنوب العراق،  في ذلك الوقت كان يجب أن يفضي بالجميع الناشط في هذه المؤسسات المدنية إلى التعاون المشترك إحقاقا لحقوق شعبنا بدلا من التفرقة التي تشهدها هذا الساحة المهمة التي ينبغي أن تكون القدوة النموذجية للتقارب.  

    أن مؤسسات شعبنا من الأندية والمراكز الاجتماعية والثقافية والتي اعتلت عصرها الذهبي أبان عقد السبعينيات بكل صروحها التاريخية والذي اضطهد شعبنا على أساس شموخها خلال حكم النظام البعثي البائد في الثمانينات من القرن المنصرم، مازالت تلك الصروح في أذهان الحاضر والتي لا يمكن نسيان معطياتها الثمينة التي وهبت كل جهودها من اجل الأفاق الرحبة للفترات التي ظنت ستليها على ذات المنوال المتقارب.      

    فإذا كان الحقل المدني لشعبنا حقا يريد تعويض تلك الفترة الذهبية من خلال ممارسات ميدانية ، عليه أن يدرك أن التعويض لا يمكن أن يحل بديلا لساحة ملأتها مسميات لصروح جفت من روح التقارب الذي هو أساس كل نجاح.

      فهل شعبنا في حاضره هذا بحاجة إلى كل هذه الصروح التي تقوض مسمياتها على أساس التباعد وتجعل واجهته الحضارية صور تعلوها التشتت. وإذا كانت الأنشطة الفكرية في هذه الميادين الإنسانية تتفاعل على أساس التفرقة فمن الأفضل التضحية بتفادي مسمياتها في تسمية موحدة لكي لا تعرض وجودها المشتت شعبنا إلى مزيد من الهزات.

    

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.