اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

الشهيد عادل الشعرباف ضحية من ضحايا همجية البعث// عادل حبه

 

الشهيد عادل الشعرباف ضحية من ضحايا همجية البعث

عادل حبه

 

سنحتاج إلى مجلدات ضخمة لتدوين البربرية والتوحش الذي مارسه حزب البعث ضد أبناء وبنات الشعب العراقي بكل انحداراتهم القومية والدينية والمذهبية أطفالاً ونساءاً وشيوخاً، شيباً وشباباً وقوافل من الشهداء من خيرة ابناء هذا الشعب الذي اكتوى بعسف هذا الحزب. ولقد نفذ هذا الحزب وعوده المشينة ضد الشعب عند سقوطه فتحول إلى عراب وطابور خامسا لأشرس قوى الأرهاب والدمار على اختلاف مسمياتهه بدءاً من القاعدة وآخرها داعش الذي مارس نفس ما مارسه البعث من فنون الوحشية ضد العراقيين.

إن الشهيد الشاب عادل الشعرباف هو واحد من الآلاف الذين سقطوا شهداء على يد هذا الحزب الغريب. ويروي السيد عبد العزيز الشعرباف شذرات من حياة الشهيد قائلاً:

"ولد الشهيد عادل عبد المحسن الشعرباف في مدينة الشطرة عام 1948، وانتقل بعد ذلك إلى بغداد مع العائلة التي سكنت بمنطقة الأعظمية. أكمل الشهيد دراسته الابتدائية في مدرسة الارتقاء في شارع الضباط. بعد ثورة 14 تموز، شارك الثورة أفراحها وكان عمره 10 سنوات، فشارك في مسيرة الأول من أيار عام 1959. وبرزت مواهبه بالظهور فأخذ يحرر جريدة حائطية في منطقة شارع الضباط. وكان لمجلس آل الشعرباف ورواده أثر كبير في تنمية شخصيته. انتقلت العائلة بعد ذلك إلى الكرادة الشرقية، وأكمل الشهيد دراسته المتوسطة في مدرسة متوسطة العرفان، وأكمل بعدها دراسته الثانوية في الثانوية الشرقية. التحق الشهيد بعد ذلك في معهد الفندقة والسياحة وحصل على شهاد الدبلوم من جامعة بغداد. وفي الوقت نفسه كان يداوم أيضاً في معهد الفنون الجميلة – قسم المسرح. ولذلك حاولت إدارة معهد الفنون الجميلة منعه من الدوام بذريعة ازدواجية الدوام في معهدين. ورغم ذلك، أكمل الدراسة في معهد الفون الجميلة وعمل موظفاً في وزارة العدل، إلاّ أنه ترك الوظيفة بسبب الفساد المستشري فيها. قابله الوزير الشاوي وطلب منه العودة إلى وظيفته، ولكنه رفض العودة وفضل العمل في الأشغال الحرة. اعتقل وسيق إلى الأمن العامة عام 1970 بتهمة طبع بيانات للحزب الشيوعي العراقي، اطلق سراحه ولكنه ظل يتعرض للمضايقات في عمله الحر، وسرعان ما تم اعتقاله في عام 1976 بحجة الترويج وبيع الكتب المتعلقة بالفكر الشيوعي، رغم الجبهة التي كانت قائمة آنذاك بين الحزب الشيوعي العراقي

صورة في المحطة العالمية في بغداد  عام 1970 للشهيد عادل الشعرباف (في الدائرة الصغيرة) وإلى يساره أخيه الأكبر بالسدارة المهندس احسان الشعرباف، وفي الصف الأول في الدائرة الكبيرة زميله في المدرسة الدكتور محمد كبة والى يمينه شقيق الشهيد عادل – عزيز الشعرباف

وحزب البعث. وإبان الهجمة التي شنت ضد الحزب الشيوعي عام 1978، مُنع  الشهيد من السفر وتم اعتقاله وتعرض للتعذيب الشديد، حيث قلعت أظافره وحشوات أسنانه وأصيب بطلق ناري في قدمه مما سببت له حالة من "الغنغارينا". أطلق سراحه وتمت معالجته وعاد إلى ممارسة عمله في السوق، إلاّ أن أجهزة الأمن كانت تتحين الفرصة إلى أن تم اعتقاله وتصفيته جسدياً في عام 1983. ولم تتعرف العائلة على شاهد لقبره. ظل الشهيد عادل الشعرباف نشطاً في صفوف الحزب الشيوعي حتى آخر لحظات استشهاده. لقد كان الشهيد طموحاً ومولعاً بالأدب والفن، ونشر مقالات له في جريدة طريق الشعب حول الموسيقى الكلاسيكية وحول الشعر الحر والعمودي".

ويورد زميله في الدراسة وصديق العمر الدكتور محمد كبة:" أن عادل اعتقل لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهراً في عام 1970. اتذكر حادثة حيث كنت اتمشى معه في شارع أبي نؤاس، دعاه أحد المارة بأسمه، واستدار عادل وعرفه، شد على يد بحرارة وقبلني من وجنتي. لاحقاً استفسرت منه عن هوية هذا الشخص، وأجاب أنه من الأمن العامة وكان يتولى تعذيبه".

اعداد عادل حبه

 

11/7/2017

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.