اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ملف خاص عن المرحوم جميل روفائيل بذكرى وفاته الرابعة ( القسم الاول)

 

 

ملف خاص عن المرحوم جميل روفائيل بذكرى وفاته الرابعة ( القسم الاول)

 

من هو جميل روفائيل وأين ومتى ولد ؟

الكاتب والصحافي جميل روفائيل جبو مرقوس, مواليد (لا يوجد تاريخ مؤكد كحال كل القرى العراقية قبل أكثر من نصف قرن) ولكن التقريبي 15 كانون الأول عام 1936 (أما في سجلات النفوس فهو 1939) في قرية تللسـقف (تلازقيبا) في سهل نينوى 25 كيلومترا شمال آثار مدينة نينوى.

درس الإبتدائية في تللسـقف والمتوسطة في الموصل ودار المعلمين في بعقوبة وكلية التربيـة وعلم النفس في بغـداد ودراسات عليا في الصحافة والعلاقات الدولية في بلغراد / يوغسلافيا.

تخرج من دار المعلمين سنة 1956 وعين في مدرسة كري اسحاق – ناحية تلكيف (انذاك) التي افتتحت حديثا ليصبح مديرا لها, بعد ذلك نقل الى مدرسة خانة صور في سنجار وبقي فيها حتى اعتقل اثر انقلاب 1963 الاسود.

تزوج سنة 1958 وله ولد واربع بنات, اثر انقلاب 8 شباط 1963 اعتقل لانتمائه السياسي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وبقي موقوفا الى ان حصل انقلاب عبد السلام عارف ضد البعث في 18 تشرين الثاني من نفس العام حيث اطلق سراحه بعد ايام من الانقلاب المذكور وفصل من وظيفته, بقي مفصولا الى سنة 1967, عمل خلال هذه الفترة باعمال متواضعة جدا كعامل لدى المقاولين او عامل تنظيف وغيرها من الاعمال لكي يعيل عائلته الى سنة 1966 عندها عمل معلما بعقد في مدرسة الراهبات في بغداد, اعيد الى وظيفته سنة 1967 وعين في مدرسة فيشخابور لواء الموصل (انذاك) لينتقل بعدها الى مدرسة باقوفة وفي سنة 1970 نقل الى بغداد ليدخل هناك معترك اخر وهو العمل الصحافي.

عاش مع الصحافة منذ تمكنه من القراءة والكتابة، وهو في الإبتدائية كان يستعير من المقهى (التي كان صاحبها من أعمامه) والتي يجلس فيها المعلمون، الصحف التي كانت تأتي يوميا من الموصل للمعلمين نتيجة اشتراكهم بها، كان ياخذ الصحف مساء ويقرأها ليلا ويعيدها صباحا إلى المقهى، في الخامس الإبتدائي عمل نشرة حائط وكذلك عندما كان في الصف السادس كان يشرف على نشرة حائط شهرية للمدرسة .. وعندما انتقل إلى المتوسطة في الموصل كان يذهب يوميا بعد الدوام إلى المكتبة العامة لقراءة الصحف والمجلات واتجه نحو كتابة الشعر والقصص القصيرة، وفي الثانوية في بعقوبة كان عضوا في هيئة تحرير مجلة الثانوية الشهرية المطبوعة، كما كان يراسل صحيفتي (البـلاد) و(الحـرية) اليوميتين الصادرتين في بغداد بأخبار طلابية وغيرها،

وهكذا استمر حاله في مواضيع متنوعة وصحف متفرقة حتى عام 1970 حيث تخلى عـن مجالات الشعر والقصة وانصرف للصحافة حيث أصبح محررا في جريدة الثورة لسان حزب البعث العراقي وعمل في قسمي المنوعات والتحقيقات مسؤولا عن الأمور الثقافية والتأريخية والآثارية وفي الوقت نفسه كان يكتب في صحف ومجلات عراقية أخرى كما عمل في برامج متنوعة في إذاعة وتلفـزيون بغداد، وكان في هيئة تحرير مجلة "قالا سوريايا" للجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية في بغداد ومجلة (موردنا آتورايا - المثقف الآثوري) للنادي الثقافي الآثوري ببغداد، ومعدا لبرنامج المجلة الثقافية السريانية في تلفزيون كركوك الذي كان له برنامج يـومي باللغة السريانية، وأيضا أصبح لفترة مسؤولا عن صفحة الثقافة الآشورية في جريدة التآخي وهكذا حتى عام 1979 انتقل الى يوغوسلافيا حيث استطاع الحصول على قبول في الدراسات العليا من كلية العلوم السياسية بجامعة بلغراد ، وإضافة الى الدراسة واصل عمله مراسلا لجريدة الثورة وصحف ومجلات عراقية اخرى وإذاعة بغداد، وبعد انتهاء دراسته بقي في يوغوسلافيا مراسلا لوسائل الإعلام العراقية، طرد من يوغوسلافيا (صربيا) بطلب من السفارة العراقية فيها منذ منتصف عام 1993 وانتقل الى مقدونيا ومنع عليه دخول يوغوسلافيا (صربيا). نشر اسمه ضمن لائحة الصحفيين العراقيين الهاربين الى الخارج والمرتدّين التي اصدرها عدي عام 1996، انتقل منذ 1990 للعمل في جريدة الحياة الصادرة في لندن مديرا لمكتبها في منطقة البلقان وراديو مونت كارلو الفرنسي مراسلا له في منطقة البلقان، إضافة الى خبير شؤون منطقة البلقان لراديو بي بي سي لندن، كما عمل في الوقت نفسه، وفي فترات متفرقة في عشرات محطات الإذاعة والتلفزيون العربية في الدول العربية والأجنبية .

اسس موقع تللسقف كوم سنة 2004.

ــــــــــــــــــــــــــ

الذكرى الرابعة لرحيل الأستاذ جميل روفائيل

بروف دكتور: جعفر عبد المهدي صاحب

أوسلو – مملكة النرويج

الراحل جميل روفائيل محبوب الجميع

(البروف ميرليوب يفتيتش)

 

تعرفت على هذا الاعلامي البارز وزميله الاستاذ بيتر يوسف، نهاية سبعينيات القرن الماضي حيث تعرفت عليهما في بغداد بواسطة صديقي الأخ الصحفي حسين زيدان الذي كان يعمل معهما في صحيفة واحدة. وعندما ذهبت الى يوغسلافيا عام 1981 للدراسة على نفقتي الخاصة وجدت جميلاً أمامي مسجلاً في قسم الدراسات العليا في كلية العلوم السياسية في جامعة بلغراد. اتذكره رحمه الله عندما رآني في اليوم الأول من وصولي يوغسلافيا، كيف استقبلني ذلك الأستقبال الحار ودعاني الى الغداء في بيته الكائن في شارع سكدارليا وسط بلغراد وأصر على مرافقتي الى مصرف "الانفيست بانكا" في شارع الملك ميخائلوف، رغم ارتباطه بموعد آخر، إذ قام في الترجمة لفتح حساب لي وهي من المهام الأولى والضرورية التي يجب على الطالب عملها عند وصول بلد الدراسة لأول مرة. وفي اليوم التالي صاحبني أيضا بالذهاب الى كلية العلوم السياسية إلا انني سجلت أخيراً في كلية الحقوق بنفس الجامعة وبقي هو في كلية العلوم السياسية.

إن أولى سجايا جميل روفائيل التي جعلته محببا للقلوب هي طيبة نفسيته وحبه لعمل الخير وسعيه الى مساعدة الآخرين هذا بالاضافة الى صراحته التي كان يتمتع بها في زمن قلت فيه الصراحة. إنه الإنسان المسالم الوديع الذي كان موجوداً في كل مناسبة من مناسبات الجالية العراقية في يوغسلافيا إذ كان يصور ويؤرشف بحكم مهنته الصحفية.

وقبل بضعة أشهر وجدت صورتين تجمعنا مع جميل روفائيل، الأولى بمناسبة زفافي في بلغراد عام 1984 والثانية عام 1986 بمناسبة حفل حصولي الماجستير من كلية الحقوق. إن آرشيفي المصور يحتوي على العديد من الصور التي تجمعنا مع المرحوم وفي مناسبات مختلفة جرت خلال عقد من الزمان عشناه سوية إلا ان تلك الصور بقيت في آرشيفي الذي تركته في مدينة الزاوية الليبية بعد رحيلي المفاجئ عنها.

إن رجل طيب الذكر من طراز جميل روفائيل يتذكره حتى الأجانب الذين يعرفونه، ففي فبراير شباط من هذه السنة ذهبت الى بلغراد لحضور حفل تقليدي الوسام الفضي الذي منحه لي فخامة رئيس جمهورية صربيا السيد تومسلاف نيكوليتش. وخلال الزيارة التقيت بالعديد من الزملاء والأصدقاء الصرب ومنهم المستشرق الشهير البروف رادى بوجوفيتش الذي خص جميل روفائيل بالذكر الطيب وتطرق الى خصاله الحميدة التي جعلته شخصا لاينسى عند اصدقائه ومعارفه، والشئ نفسه قد حصل عندما التقيت بالبروف ميرليوب يفتيتش أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة بلغراد، ومن جملة عبارات الدكتور يفتيتش (الراحل جميل روفائيل محبوب الجميع). إن هؤلاء الأساتذة الأجانب لا يمدحون أحداً من فراغ، فهناك العديد من العراقيين الذين اكملوا الماجستير والدكتوراه في صربيا لا يتذكرهم أحد بقدر تذكر الوجوه البارزة والتي لها اهتمامات عامة كالمرحوم الأستاذ جميل روفائيل.

إن صندوق بريدي الألكتروني يحوي العديد من رسائل التهنئة التي كان يبعثها لي في الأعياد الدينية، ولا ابالغ ان قلت كانت تهاني جميل روفائيل تسبق تهاني الآخرين وهو الرجل المسيحي وانا المسلم ابن النجف. تلك أيام كان رجالها يتعمدون ببيرغ العراق وراية العراق خفاقة في وجدانهم واحاسيسهم، فالعراق هي كلمة المرور لاي مثقف عراقي وهي تسبق كل العناوين الأخرى التي طفت اليوم على الساحة العراقية كالطائفية والشللية والمذهبية وغيرها من المفردات السيئة الصيت.

لقد غادرت يوغسلافيا صيف عام 1990 بعد نيلي الدكتوراه حيث توجهت للعمل في ليبيا  أنا وزوجتي الدكتورة وسن عبد الرزاق بجامعة الزاوية. وأنقطعت عني أخبار جميل روفائيل الى أن وصلتني منه رسالة الكترونية يخبرني بأن شرطة  نظام الرئيس ميلوشتفيتش قد أخرجته من صربيا فاختار الاقامة في العاصمة المقدونية سكوبيا.

لقد رحل جميل روفائيل الى جوار ربه قبل خمس سنوات، ويعد رحيله خسارة للواقع الثقافي العراقي الذي هو بحاجة الى الأقلام الوطنية الشريفة والشخصيات الصحفية الفذة والعقول النيرة، كشخصية جميل روفائيل.

لتسمعنا روحك الطاهرة يا جميل ونحن نحيي الذكرى الرابعة لرحيلك... نتضرع الى الخالق العزيز الحكيم ان يجعل مثواك الجنة... وسيبقى ذكرك الحسن في قلوبنا ما دمنا أحياء نرزق. فسلام منا على روحك الطيبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة وفاء للكاتب والصحفي والاعلامي المرحوم جميل روفائيل لمناسبة الذكرى الرابعة لرحيله

جرجيس يونان خوشابه

رئيس تحرير جريدة بيت نهرين

الجريدة المركزية لحزب بيت نهرين الديمقراطي

4/10/2013

وجدته رجلاً كبيراً بسبب تواضعه واحترامه لرأي المقابل

نعم انه شخصية عالمية ووطنية وقومية بكل معنى الكلمة

ربما لا أجد كلمات أو عبارات لأعبر عما يجول في اعماق قلبي من محبة واخلاص ووفاء تجاه هذا الانسان الذي بذل جل حياته من اجل ايصال الكلمة الصادقة والصوت الحر المعبر عن الحقيقة والحياة الحرة الكريمة الى جميع اصقاء العالم، وذلك من خلال عمله في عدة وسائل الاعلام العالمية وتأدية واجبه بكل أمانة وصدق واخلاص .

بكل اسف انني تعرفت على هذا الانسان ذو القلب الكبير والمتواضع والبسيط في الفترة الاخيرة من حياته، ولكن عندما ألتقيت به لاول مرة في بلدته تللسقف الذي احبها كثيراً، كأنما أعرفه منذ عدة سنوات بالرغم من انني كنت اعرفه من بعيد دون معرفة شخصية من خلال قراته التقارير الاخبارية في العديد من الاذاعات العالمية، وعندما تناقشنا وتبادلنا الحديث في المواضيع التي تخص شعبنا وقضيته العادلة، وجدته رجلاً كبيراً بسبب تواضعه واحترامه لرأي المقابل رغم تجربته الكبيرة في مجال الاعلام والصحافة والكتابة والسياسة وانه يستمع ويحترم رأي الجميع، وجميع هذه الصفات جعلته قريباً الى قلبي وان هذه الصفات العظيمة يجعل الانسان ان يحترمه وان يجله ويدخل القلب من اوسع الابواب.

نعم انه شخصية عالمية ووطنية وقومية بكل معنى الكلمة، عالمياً لكونه صحفياً ومراسلاً معروفاً لدى العديد من وسائل الاعلام العالمية والعربية من خلال عمله في اذاعات عالمية مثل (BBC ) و(مونتي كارلو) والعديد من الوكالات العالمية والعربية الاخرى كمراسل في دول البلقان وخصوصاً في جمهورية يوغسلافيا السابقة، وبعدها استقر الامر به في مقدونيا ممارساً عمله الصحفي والاعلامي بكل جدارة في هذا البلد الغير معروف لدى العديد من الناس.

وشخصية وطنية لانه احب وطنه العراق من خلال اعماله وهذا واضح في مقالاته في العديد من الصحف الوطنية والقومية واعماله سواء على مستوى اللقاءات أو في مجال وسائل الاعلام الالكترونية الاخرى بسبب بعده عن الوطن والاحداث الوطنية. وأكبر دليل على ذلك محاربته من قبل النظام البعثي البائد حتى وهو في المهجر خارج الوطن فعندما كان في يوغسلافيا السابقة مارس النظام ضغوطات على الحكومة اليوغسلافية من اجل طرده من بلغراد خصوصاً وان علاقات النظام مع يوغسلافيا كانت قوية جداً. فاضطر الى ترك بلغراد والتوجه الى سكوبيا في مقدونيا التي انفصلت عنها, هذه الرواية سمعتها من المرحوم جميل شخصياً، ومن جانب اخر لاننسى انه تربى في عائلة وطنية مناضلة ومعارضة للنظام البائد من خلال انتمائهم الى الحزب الشيوعي العراقي منذ بداية تأسيسه، وانه كان يعتز بوطنه العراق وحضاره اجداده العظماء في سومر وبابل واشور وفخوراً بأجداده الذي بنوا حضارة علمت الانسانية والبشرية الكتابة والعدالة والفن والبناء والعلوم العسكرية.

أما شخصيته القومية، فأن اعجابي زاد بهذا الانسان عندما تعرفت به وألتقيته وللمرة الاولى في بلدته تللسقف وكان ذلك بعد سقوط النظام بعدة سنوات، فبالرغم من بعده عن الوطن رأيت الوطن في وجدانه وافكاره وقلبه وانه يتحدث عن طموحات وافكار قومية ومشاريع يرغب القيام بها وخاصة في منطقة سهل نينوى وبلدته ولكنه يحتاج الى من يسانده ويساعده من اجل انجازها لانه يريد ان يعمل شئ يخدم شعبه وبلدته تللسقف، وانه انسان لا ينتمي لاي طرف سياسي بل عمل لأمته وقضيتها العادلة، لهذا السبب كان رجلاً قومياً كبيراً. وانه كان يناصر الحق والذين يعملون بأخلاص من اجل قضيتنا العادلة، وبالرغم من عدم انتمائه الى حزب بيت نهرين الديمقراطي، ولكن كان يقول بأن هذا الحزب هو الأقرب الى قلبي وفكري وهذا ما ذكره في احدى من مقالاته في وسائل اعلام شعبنا.

رابط المقال:

http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_

content&view=article&id=372:2010-03-25-12-16-53&catid=38:ja&Itemid=63

وفعلاً كان قريباً من الحزب ودائماً كانت الاتصالات معه مستمرة وخاصة من قبل السكرتير العام للحزب ومسؤول الاعلام المركزي، وكان مستعداً لاقصى الحدود لعمل كل ما كان في وسعه من اجل الحزب، وعندما فتحنا مقر الحزب في تللسقف كان هو وشقيقه الاستاذ باسم روفائيل أول المتعاونين معنا بسبب مواقفهم القومية من اجل شعبنا وبلدتهم تللسقف.

وبعد تحرير العراق من النظام الدكتاتوري الفاشي اشتاق الى الوطن وقرر العودة من الغربة والعيش مع احبائه واهله في تللسقف ليقضي بقية حياته بين احضان الوطن ومع اهله وهذا كان حلمه الاخير ليخدم شعبه وقضيته القومية بعدما ذاق الامرين في بلاد الغربة القاسية بعيداً عن احبائه واهله. وقرر ان يبني داراً صغيراً على قطعة ارض تعود للعائلة في بلدته تللسقف ليستقر فيه بعد العودة من مقدونيا، ففضل ان يكون داره الجديد هذا مقراً لحزب بيت نهرين الديمقراطي لحين ترتيب اموره والعودة النهائية.

لكن القدر جاء عكس توقعات الجميع وعكس احلامه الجميلة وخطفه عنا كلمح البصر وهذه هي مشيئة الرب ينبغي الخضوع لها وكل شئ مر بسرعة، فعندما اخبرني الاستاذ باسم وقريبه صفاء الياس عن مرضه وحالته الصحية فاجعني الخبر بأن حالته الصحية تسوء يوم بعد يوم، فبعدها تكلمت معه هاتفياً لأطمئن على حالته الصحية فأنني رأيت رجلاً لايريد ان يستسلم للمرض وقال لي بأنه بخير وانه اجرى بعض الفحوصات ولازالت النتيجة غير معروفة، ولكنني شعرت من خلال كلامه وصوته بانه في وضع لايرثى لها.

وبعد أيام معدودة هاتفني الاستاذ باسم وأنا كنت في السيارة مع بعض الرفاق لحضور اجتماع في مدينة دهوك. وقال لي بان الاستاذ جميل روفائيل قد فارق الحياة وان اخي في المانيا يرتب الامور من اجل استرجاعه الى تللسقف، فعلاً كان خبراً نزل علينا كالفاجعة لاننا لم نكن نتوقع سماع خبر كهذا وبهذه السرعة، لانه كان متوقعاً ان يعود لحضور المؤتمر الذي يعده المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي كان عضواً في اللجنة التحضيرية فيها.

وبرحيله خسر شعبنا انساناً وقومياً وكاتباً وصحفياً واعلامياً عظيماً قل نظيره همه الاول والاخير وطنه وشعبه وقظيته القومية وان يعيش الانسان في وطنه بحرية وكرامة وان يتمتع بكافة حقوقه الدستورية.

فألف تحية ورحمة لروحه الطاهرة، مهللين للرب ان يسكنه فسيح جناته وان يجعله من الاخيار ليرث ملكوت السموات.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

رجل لا يُنسَ

طلال حسن

جميل روفائيل .. نجم تللسقف الساطع .. الرجل الذي لا يُنسى .

 

المربي ، الإعلامي ، المناضل .. جميل روفائيل.

وكيف يُنس من نهض بهذه المهام بشرف واقتدار؟

نعم، كان مربياً، وقد أدى رسالته التربوية بنجاح وإخلاص وتفوق.

وكان مناضلاً، عُرفَ بوعيه المتقدم، ونشاطه، من أجل ما يؤمن به، وما يحقق آمال شعبه وطموحاته من أجل التقدم والسلام.

وكان إعلامياً متميزاً ـ مجدداً، له حضوره، وتفرده، حققَ في هذا المجال رسالتي التربية والنضال، وعلى نفس الطريق، طريق الشعب العراقي، بكل أطيافه وألوانه الخلاقة.

قبل أن ألقاه، تناهت إليّ إشارات عنه وعن نضاله وتميزه، في بيئة لها خصوصيتها، في قرية تللسقف ومحيطها، سواء من السريان أو الأخوة الايزيديين.

التقيت به، لأول مرة، في دير مار اوراها، بمناسبة عيد هذا القديس، وعرفت أن جميل روفائيل، هو التجسيد الحيّ لما تناهى إليّ عنه، المربي ـ المناضل، والإعلامي، وكان وقتها ـ ربما في بداية السبعينات ـ في أولى خطواته على طريق عمره .. الإعلام.

وتابعت صعوده على هذا الطريق، حتى رأيته على القمة، يتردد صوته المتميز من إذاعة مونتيكارلو.

هذا بعض .. الراحل الكبير .. جميل روفائيل .. نجم تللسقف الساطع .. الرجل الذي لا يُنسى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل الصديق والزميل الصحفي والاعلامي البارع جميل روفائيل

لطيف ﭙـولا

تشرين الاول 2013م

الصديق والزميل الذي بقي معي حتى بعد رحيله اللأبدي.. اتصل بي هاتفيا يستفسر عن رأي باللقاء الذي اجراه معي مباشرة عبر الموبايل لأذاعة مونتيكارلو, ثم استطرد قائلا بانه قادم الى الوطن وسوف يستقر هنا.. وكان يتكلم بمرح طفولي وبصوته المتميز ويقول سوف لن نتفارق بعد اليوم.. ولم تمض  إلا ايام قليلة اتصل بي الصديق العزيز الاستاذ باسم روفائيل, قلت له أبشر! هل وصل استاذ جميل؟ قال بصوت منخفض وليس كعادته, سوف ياتي ولكن هذه المرة محمولا!. قلت ماذا تقصد؟ قال جميل مات البارحة! وبعد يوم او يومين سيجلب رفاته لنودعه الوداع الاخير.. اجل هكذا وبكل بساطة وتواضع وهدوء يرحل صديقنا العزيز ومن غير وداع.. فقد بكيته شعرا .. لن انسى صديقي جميل مثلما لم انس اصدقائي الاوفياء في زمن اصبحوا عملة نادرة جدا جدا.. واشعر من دونهم كانني وحيد.. ولا يسعني هنا وبمناسبة ذكر لرحيله الا ان انشر له بعض ما كتبه لي وما كتبته له ليبقى ذكرى صداقتنا التى لم تشوبها مصلحة شخصية ولا انانية كانت صداقة من نوع خاص وزمالة صحفي لصحفي واخوة تقدمي لتقدمي عرفني عن كثب كما عرفته منذ اوائل السبعينات التقينا في الصحافة وفي النوادي الاجتماعية وكان يفهمني اكثر من غيره... وفي يوم تابينه القيت قصيدة امام الحاضرين في الخيمة لاعبر عن صدق مشاعري للصديق العزيز المرحوم جميل روفائيل الذي جعلني ابكيه شعرا (ستنشر القصيدة في القسم الثاني من الملف).

بعض من الرسائل المتابدلة بيننا

تهنئة في العيد وهذه تحاياه وامنياته :

تحية وشكر من جميل روفائيل

أخي العزيز الفاضل لطيف ﭙولا المحترم

إن عباراتك أروع من أن توصف وكلماتك تبعث الأمل على رغم ما يواجهنا من مسببات الشجون وحقول الأشواك.. لأنها  البلسم الذي يضمد كل الجراحات..

قليلون هم من يملكون مثلكم كل الروائع والمواهب وتبدعون بها جميعا، إضافة إلى ما تتحلون به من أفكار أصيلة وآراء جليلة ومواقف راسخة لم تستطع عواتي الزمن زعزعتها، وهي تعطي ثمارها اليانعة المفيدة دائما.

أخي الكريم لطيف.. بورك أملكم بأن نحتفل في الأعياد القادمة سوية في مهرجانات ربيع نينوى الخالدة وإنهاء معاناة المهجر والغربة.. إنها أمنية البقاء وإعادة الشمل إلى روعته وبهائه والحفاظ على إرث الآباء والأجداد والصمود والشموخ والعيش الرغيد تحت سماء سهل نينوى وهوائها العليل وخيراتها التي لا تنضب وعطاءاتها التي لا تتوقف.

وكل عيد أخي لطيف أنتم وشعبنا الكريم بألف ألف خير ارجو ان اسمع منك شيئا عن هذا العيد .

أخوكم جميل روفائيل

 

الجواب.. من لطيف ﭙـولا الى الاستاذ والصديق العزيز جميل روفائيل:

أجل يا صديقي جميل روفائيل انها القيامة ....

انها القيامة من بين انياب آكلي لحوم البشر

انها اليقظة في دهاليز الظلام

انه حب الحياة المشرأب في وطني

في صحارى الامل.

انها الحرية المقيدة بسلاسل الإرهاب،

انه التوق للسلام المخضب بدماء زكية،

انها احلام الربيع لشعب اُحرقَـت حقوله

ونُحِـرت عصافيره

ونـُتفت ازهاره

وقـُتلت ابتسامة اطفاله .

ولكن... من اجل ان لا نفنى !

لابد ان نحتفل بالميلاد

ونزرع الامل ..في الخريف !

سيأتي الربيع

ويعود تموز ...

والمسيح ..

من فوق الصليب

يصنع القيامة...

ورغم كل هذا الدمار..

ولابد ايضا ان ابعث لك وللاخوة في المهجر التهاني القلبية المنفلتة من شدق هذا الخضم الهائج .. كما نحتفل كل يوم في سهل نينوى، تاكيدا على اصالتنا وحبنا للحياة والمستقبل اننا نرسم المستقبل على شفرات الحراب وبين انياب الوحوش التي تفتـك بنا ستة وعشرون قرنا ونحن نصلي ..ليغفر لها !!!!!!

مع تحيات

اخوك لطيف ﭙـولا

 

ولما اهملت فضائياتنا نشيدي الوطني, الذي الفته ولحنت وقدمته مع فرقلة كرملش لمؤتمر عينكاوة الأول 2007 م,  لم اسمع صوتا واحدا لا من قريب ولا من بعيد يدافع عن نشيدي وعن حقنا المهضوم إلا صوت المرحوم جميل روفائيل الجهوري الذي اطلقه من بعيد, وفعل فعله. واليكم المقالة التي نشرها المرحوم دفاعا عن نشيدي وعن مؤلفه والفرقة التي ادته بشكل رائع:

مقالة للاستاذ المرحوم جميل روفائيل نشرت في موقع طيباين TEBAYN يوم الاثنين 20 -8 -2007 وموقع تللسقف تناول فيها لطيف ﭙـولا ونشيده القومي.. جاء فيها:

بداية لا أقدم لطيف ـولا كشخص عادي، وانما من منظور انه احد القلائل الذين عرفتهم ويتمتعون بجمع مواهب عدة في آن واحد ويبدعون فيها كلها، فهو أديب باللغتين السريانية والعربية، نثرا وشعرا، وهو فنان يعزف على عدة آلات موسيقية تراثية رئيسية، ويلحن ويغني مستوحيا الانغام الكنسية والشعبية ذات الاصالة والارتباط بواقع شعبنا التاريخي والقومي والثقافي والاجتماعي.

وإضافة الى كل هذا فهو على الرغم من عدم ارتباطه الحزبي حاليا مع اي طرف لشعبنا وغيره فهو من المؤمنين بوحدة شعبنا من دون التخلي عن اعتزازه الراسخ بالتراث الاشوري القومي والتاريخي... ومع كل هذا فإن لطيف يفتخر بافكاره اليسارية التي التزمها منذ الطفولة ...

لقراءة المقال كاملا اضغط على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view

=article&id=32413:aa&catid=38:ja&Itemid=63

عندما توفت اختي حليمة ﭙـولا كتب المرحوم الاستاذ جميل هذه المقالة

المنتصرون على الموت

حليمة موسى اسحق پـولا

بطلة من أجل الحرية

جميل روفائيل

 

صورة المرحومة حليمة اثناء صراعها المرير مع السرطان

الكل يموت, وقليلون هم اولئك الذين ينقشون اسماءهم على قلوب الشعـراء ليغدو كل حرف قصيدة خالدة يرتلها القلب بنبضاته على مدى الايام والسنين . ومن اولئك الخالدين الراحلة المناضلة حليمة موسى اسحق پـولا التي حفرت اسمها في صميم قلب اخيها الشاعـر لطيف پـولا, وفي ذاكرة كل من عرفها عن كثب, من اصدقاء واقارب وجيران ورفاق في الحزب الشيوعي العراقي وعبر مسيرة النضال الدموية والتي عانت من ماساتها الرفيقة حليمة, ودفعت ثمن ذلك كل حياتها بتضحياتها اليومية في الكفاح والكدح من اجل سد رمق اولادها الذين تكفلت في معيشتهم ومعيشة زوجها الذي كان في غياهب السجون والاختفاء عبر ثلاثين عاما من زواجهما , وتحملها العـذاب مع عـائلتها واخوتها منذ انتكاسة ثورة 14 / تموز 1958 الخالدة .

لقراءة كامل المقال اضغط على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_

content&view=article&id=32414:aa&catid=38:ja&Itemid=63

 

ــــــــــــــــــــــ

جميل الذي ودعنا قبل اوانه،،،، تحية

سعيد شامايا

كم اجتهد ليعدّ نفسه مبكرا مساهما في حقل وطنه رغم الرياح التي كانت تدفعه في غير مسعاه لكنه ظل مؤمنا انه زارع في حقل ابيه بعدته القروية المشحونة بطبعه الفلاحي المؤمن بمزاياه القروية في المثابرة دون كلل. وعبرنا 8 شباط منهكين مجروحين .

كانت بداية السبعينات صعبة على الشباب الذين انغمروا في العمل السياسي مبكرا في حياتهم بايمان ان لا مفر من الدنيا الا ان ترسو على الشطآن التي رسمتها لهم مدرستهم وان النكبات تجارب زائلة، وكان صديقي جميل منهم اكتوى بنار القمع الذي طال المناضلين في مؤامرة 8 شباط 1963المشؤومة وكنا نلتقي لنعيد ما فاتنا في السنين السوداء، لكن الاجواء ايضا كانت مشحونة بمحاذير وفقدان الثقة لكنه كان يحاور ويداور انه لن ولم ينأ عن مدرسته!! فجأة لاحت فرصة ان تستثمر جهود مخلصة ممكن ان تحرث في حقل الاخر الغير موثوق به، ودرسنا الامر (والذي اوحى بشيئ من الاطمئنان وجود المرحوم د. يوسف حبي حامل الفكرة) والتحق جميل مترددا او في داخله مكرها ليعمل متابعا اعلاميا في جريدة الثورة وظل تردده يعيق من اندفاعه ونحن من حوله نسهل له ما يخص شعبنا (حينها الناطقين بالسريانية) من تاريخ وتراث وموروثات شعبنا ينقلها صحفيا واذاعيا وكان النظام (بقياد البعث) يومها بحاجة اليها كشهادة حسن السلوك ليكفر عن ما اقترفه في شباط الاسود ونجح جميل في هذا الحقل وقلقه دائب في التأكيد انه ما ابتعد او خان او تلوث ونحن نصدقه، وجاته الفرصة ونجح في الابتعاد الى خارج الوطن ليعمل في ذات المجال ونجح وتألق وانا في صومعتي اتابع اخباره وكأنه يهمس اطمئن يا صاحبي لا زلت على الخط سائرا في حقل آخر، ولم تنقطع اخباره بل كانت مفعمة بوعود كلما حانت فرصة او انفتح طريق، وحين حل التغيير الكبير عاد زائرا يحمل اثقالا من الوعود والاحلام، وكانت تشغلنا حينها مشاركة شعبنا في التغيير لينال حصته وهو المغبون الاكبر وكانت ساحتنا مرتبكة بحاجة الى وحدة العمل والرأي وتوافق رأينا ان نخرج من خضم الممارسات التي فرضت نفسها احيانا يروج لها من لا يستحق ان يكون سياسيا وتأسست احزاب ومنظمات، يومها دعيت الى المؤتمر التأسيسي للمنبر الديمقراطي الكلداني كانون الاول 2004 وكنا على اتصال برأي موحد اننا شعب واحد وقومية واحدة وبررنا اختلاف الاسماء في الفترات التاريخية بالاندماج القومي لان شعبنا ظل صائنا لمعتقده ولغته وجغرافيته رغم قسوة الفترات التاريخية وكانت دراسته الى المؤتمر وحدتنا والاندماج القومي. لقد كانت تقلقنا الاسماء التي اتخذها البعض معبرا الى المواقع وكانت اللقاءات مشحونة بالمشاريع والاحلام بعيدا عن الانقسام والصراع  الذي اتخذ بعض اخوتنا اسماءنا التاريخية مادة له.

ولكن رحل جميل في اوج قدراته الابداعية كناشط قومي مؤمن بالوحدة وكإعلامي فتح قلبه لكل طارق ان خبرا او مقالا اومشاركة فعلية في اي مؤتمر يقربنا من بعضنا.

اهنأ يا صاحبي برحيلك بعد ان تركت ذخرا قوميا وانسانيا واهنأ لانك بعيد عن صراع الاقلام التي تشغل ساحتنا التي تستنجد دوما بمناخ وبيئة صالحة لتجمعنا لا لتفرقنا ، تحية لذكراك.

صديقك سعيد شامايا

 

ـــــــــــ

المرحوم ابو نجاح  في نظري

شوكت توسا

 

كان انسانا عميق الثقافة وعلى الفطره من دون التولع بالتصنع والسفسطات. رجل يقول ما يختمر في ذهنه من دون اي سيطرة خارجيه او مانع طارئ.

أعرف المرحوم استاذ جميل منذ اواسط الستينات من القرن الماضي في القوش, حيث وقتها وانا شاب  كانت الاخت ايلشواع شقيقته التي احببناها من عمق قلوبنا  وهكذا زوجها العزيز عبدالله, كانا يسكنان لاكثر من عامين في دار المرحوم ابراهيم حيدو مقابل دارنا بالضبط, ونتيجة تردده في زيارتهم  وتبادل زياراتنا مع العزيزين عبدالله وايلشواع كان يأتينا برفقتهم في الليل وحينها تعرفنا عليه عن كثب.

ان عملي كمدرس ومعاون في ثانويه الطليعه بتللسقف في نهايات السبعينات قربني اكثر اليه من خلال تدريس اولاده رغم انه كان خارج البلاد في ذلك الوقت.

وفي العام 1991 عندما عزمت على السفر مع عائلتي, التقيت بنجاح نجل المرحوم جميل في عمان ودعوته لاكثر من مره الى بيتي ثم بعدها افترقنا ولم اعد اعرف عنه اي خبر.

إلتقيت به ( وكان العزيز باسم روفائيل هو الذي رتب لنا ذلك اللقاء) في تللسقف  والقوش فبعد ان عادت علاقتي بالمرحوم جميل مرة اخرى لتتجدد وتترسخ اثناء وجوده في سكوبيا, من خلال حوارات كانت تدار عبر فضاء الانترنيت بدأنا مشوار جديدا من الاتصالات تلفونيا والكترونيا, كان الرجل رحمه الله  دائما ومن شدة محبته يدعونني لزيارته في مقدونيا حيث عمله في مدينة سكوبيا, ولم يحصل لي الشرف بزيارته في مكان عمله, لكننا في الاخير اتفقنا على لقاء يفضل ان يكون في القوش او تللسقف, وفعلا تحقق لنا ذلك عام 2007, حيث اتصلت باخي باسم وهيا لنا فرصة اللقاء في داره وبحضور العزيز لطيف بولا.

كانت بحق ساعات جميله لكن ليس اجمل من مطلع المرحوم جميل الذي كنت اتشوق واستلذ في سماع افكاره وسلاسة اسلوبه.

اما تواضعه, فالرجل رحمه الله كان معروفا بتواضعه مع الصغير والكبير وذلك ناتج عن ثقافة اكتسبها خلال نشاطه السياسي السابق وممارسته لمهنة الصحاف التي كان يحبها.

هذا قليل من الذي يجب ان يقال بحق المرحوم ابي نجاح الذي ما زلت احس باني افتقد شخصا كريما وحليما.

رحمه الله

ـــــــــــــــ

 

تجربتي الصحفية مع الاعلامي الكبير المرحوم جميل روفائيل

بقلم / عصام شابا فلفل

 

من منا لم يعرف ذلك الصوت الرخيم الذي كان ينطلق عبر اثير اذاعة البي بي سي واذاعة مونتكارلو.. من منا لم يكن يتشوق لسماع خبر او تقرير اخباري او موضوع تاريخي عن العراق من اثير تلك الاذاعات.... اذن كلنا كنا نستمع ونتشوق لسماع تلك التقارير او الاخبار، وخاصة حين كان يختمها بعبارة (جميل روفائيل.. خبير الشؤون اليوغسلافية.. بلغراد).. لم تكن تجربتي في عالم الاعلام والصحافة مع جميل روفائيل من قبيل الصدفة ، لأني كنت متشوقا جدا لرؤية هذا الرجل واللقاء به وجها لوجه.. خاصة وانا لم اتشرف بلقائه مرة رغم كونه صديقا حميما لوالدي.. وحدث مرة عام 1977 وكنت حينها طالبا في اكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد، حدث ان كتبت موضوعا قصيرا او بعبارة اخرى خاطرة تتراوح بين النص الشعري وخلجات نفسية، وذات مساء دعاني احد الاصدقاء الى سهرة في نادي حمورابي في الكرادة.. لبيت دعوة صديقي وحضرنا الامسية، واذا بشخصية انيقة تدخل النادي فقام الكثيرون لمصافحته.. سالت صديقي. من هذا الرجل.. قال.. الا تعرفه.. قلت كلا.. قال.. انه الصحفي والكاتب جميل روفائيل... نهضت مسرعا وعلى الفور وذهبت اليه وسلمت عليه وقلت له, انا فلان.. ففرح جدا بلقائي ودعاني الى الجلوس جنبه.. وبعد لحظات تجرأت واخرجت الورقة التي كتبت بها الخاطرة وقلت لها.. اتسمح لي بقراءة هذه الاسطر.. قال لي.. تفضل.. وحين قرات تلك الاسطر استغرب جدا وقال متعجبا.. ابني انت شاعر ويمكن ان تكون صحفيا.. لم لا تنشر نتاجاتك... شرحت له الموقف بعدم نشري تلك الكتابات واستاذنت منه.. وحالما تركنا النادي .. انقطع كل شيء ولم اسمع اي كلمة عن جميل روفائيل الا من خلال الاذاعة.. ومرت سنوات طويلة الى يوم سقوط النظام.. وحينها تجرأت ومجموعة من مثقفي تللسقف على تاسيس اول جريدة في سهل نينوى وكانت السهل الاخضر، وبعدها بشهر واحد اصدرنا جريدة اخرى وكانت نجم تللسقف، واتصل حينها شقيقه الصحفي والاعلامي باسم به يعلمه بهذا الانجاز، فطار فرحا بهذا الخبر وارسل لنا مكافأة نقدية لصحيفة نجم تللسقف وكانت (400) دولار كدعم مادي ومعنوي لاصدار احد اعداد الصحيفة.. بعدها باشهر قليلة عاد الى مسقط راسه تللسقف واستقبله الفنانين والشعراء والصحفيين واستضافته العديد من القنوات الفضائية والصحف والمجلات.. وقمت انا بزيارته الى منزله.. وكم كانت فرحتي كبيرة حين قابلته.. وكم كان فرحا حين رانا نحن الصحفيين... كان يامل ان تكون تللسقف منبرا اعلاميا حقيقيا يخدم المنطقة خاصة وابناء شعبنا عموما.... واستمرت لقاءاتنا اثناء فترة تواجده في تللسقف.. وقد زودني بالكثير الكثير من تجربته الاعلامية والصحفية... وعلمني اصول الصحافة الصادقة والهادفة.. تعلمت منه الصدق في نشر وتحليل الخبر.. علمني اصول كتابة التقارير الاخبارية واصول صياغة الحوار الصحفي والقصة الصحفية ومدلولات الصحافة الحديثة و... و.. الخ, وبعد ايام ترك ارض الوطن بعد ان ودعنا جميعا بكلمة وهي (شوفو انا راح اروح . وبعون الله ما راح اطول شهرين وارجع لبلدي واعيش بي بقية عمري بين اهلي وزملائي واحبابي) .. ودعنا جميل روفائيل وهو على يقين بانه سيعيش بقية عمره في ارض ابائه واجداده.... نعم لقد عاد جميل روفائيل فعلا الى ارض وطنه بعد شهرين من وداعه لنا كما تنبأ هو.. ولكن كيف عاد....؟؟

كنت حينها والعديد من الادباء والشعراء والصحفيين في مدينة اربيل نحضر مؤتمر الادب السرياني الذي يقيمه اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق.. وفي مساء اليوم الثاني من المؤتمر رن هاتفي واذا بشقيقه الاعلامي باسم يهاتفني قائلا( عصام.. خابرني جميل ويوم 15 تشرين الاول راح يجي للعراق وبعد ما يرجع ابد).. من فرحتي صرت اغني ونقلت الخبر الى السادة المؤتمرين الذين فرحوا جدا بالخبر وقالوا .. لا بد من زيارته في بيته اذا عاد .... وفي تمام الساعة الخامسة فجر تلك الليلة.. واذا بباسم يهاتفني ليقول لي( عصام... لقد مات جميل بالسكتة القلبية....) لم اعرف ماذا افعل من هول الصدمة.. قمت على الفور واخبرت الاديب نزار حنا الديراني والشاعر زهير بهنام بردى بالامر.. واثناء انعقاد الجلسة الصباحية للمؤتمر تفاجأ الجميع بهذا الخبر المؤلم .. نعاه في الحال كل من الاستاذ فاضل ثامر والاستاذ حسين الجاف والاستاذ ابراهيم الخياط والاستاذ ناجح المعموري، وكتب عنه الشاعر زهير بهنام بردى قصيدة مؤثرة جدا.. اذن .. لقد رحل جميل وترك وراءه رصيدا كبيرا جدا من التقارير والاخبار والحوارات الصحفية...

جميل روفائيل, تمر اليوم ذكرى رحيله الرابعة وكأن الامور حدثت البارحة.. رحمك الله يا ابا نجاح...

مقالي عن المرحوم جميل روفائيل – الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content

&view=article&id=29641:aa&catid=45:his&Itemid=50

ـــــــــــــ

في الذكرى الرابعة لرحيل الكاتب والصحفي جميل روفائيل

جميل فرنسيس زورا

مدير تحرير جريدة طريق السلام

 

لم أكن من سكنه قصبة تللسقف، في السابق، ولم أولد فيها، ولكني كنت، أقدم إليها زائرا إلى بيت جدي في العطلة الصيفية، متجشما عناء السفر إليها من محافظة البصرة، والكل يعلم، وبسبب ظروف الحكم في العراق خلال فترة الثمانينات من القرن المنصرم، وبسبب الحرب العراقية الإيرانية، كانت هناك قيودا صارمة تفرض على حرية التعبير والرأي، وعلى الصحافة، ومن يعمل في الصحافة، أو من يكتب مقالا، أو شعرا، أو يؤلف كتابا، أو يتصل بشخص ما من خارج البلد، حتى لو كان له قريبا أو صديق، إذ كانت الإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات محدودة، ومكرسة لخدمة وتمجيد النظام، فكانت الوسيلة الوحيدة للتنفس والاطلاع على أخبار البلد والعالم من خلال متابعة، والاستماع إلى إذاعة مونتي كارلو، إذ كنت من المستمعين والمتابعين لها، وكان في مساء كل يوم يأتي صوت جميل روفائيل في نشرة الأخبار، وتفاجأت عندما علمت بان هذا المذيع الإخباري والصحفي الفذ هو من أهالي قرية تللسقف، قرية آبائي وأجدادي في شمال نينوى، وبذلك ازداد حبي وتعلقي بهذا الإنسان أكثر، وخاصة عندما حدثني كل من عمي كوركيس، وعمي أدور زورا، بأن جميل روفائيل كان زميلا لهما في الدراسة الابتدائية، وكان دائما يأتي إلى بيت جدتي في تللسقف أيام الطفولة والدراسة الابتدائية، والثانوية، وبذلك أصبحت أكثر شغفا للاستماع إليه مساء كل يوم عبر المذياع، وهو المتنفس الوحيد آنذاك .. بعد أحداث 9- 4- 2003 ، والتغيير الذي حصل في العراق، حيث نشطت حركة وحرية الصحافة والإعلام، وتنوعت الصحف وانتشرت القنوات الإخبارية، والمواقع الالكترونية، وكذلك انتقلت للسكن في قرية تللسقف، وزاولت كتابة الشعر والقصة، وعملت في عدة صحف، منها جريدة السهل الأخضر، ومجلة الجوهرة، ومديرا لتحرير جريدة طريق السلام حتى اليوم، مما توجب علي أن التقي الصحفي جميل روفائيل، وحصل لي هذا الشرف لعدة مرات خلال وجوده في تللسقف، وجلست معه وتحاورنا، وتعلمت منه الكثير، وكذلك قرأت له عدة مقالات في موقع تللسقف الذي قام هو شخصيا بإنشائه، ومن خلال موقع عنكاوة كوم، وتعجبت كثيرا من الدقة والحبكة القوية من ما يكتبه، ومن التركيز والموضوعية، وسلامة اللغة والتعبير، واستفدت كثيرا من تجربته العميقة ونصائحه، إذ كان رحمه الله دائما يقول، اكتب مائة سطر، واختار سطرا واحدا وانشره، والتقط مائة صورة، واختار صورة واحدة من أفضل ما لديك وانشرها، حقا تعلمت واستفدت منه الكثير، إذ كان كاتبا وصحفيا فذا، ومدرسة بحق.. وعندما رحل عنا، كانت مراسيم جنازته مهرجانا كبيرا، إذ عجت قرية تللسقف بالمئات، لا بل بالآلاف من المفجعين والمعزين من شتى أنحاء المعمورة، من داخل وخارج العراق.. لقد فقدناه، أنسانا كبيرا، وكاتبا وصحفيا مرموقا من بيننا، ليرحمه الله ويسكنه فسيح جناته ..

ــــــــــــــ

لمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل علم الصحافة جميل روفائيل .. لم اجد افضل من اعيد نشر مقالي عنه والذي كتبته بتاريخ 8-5-2005

جميل روفائيل, ابن بلاد الرافدين وصداه في العالم

ريمون كانون

 

قبل عدة أيام وأنا أراقب احدى الفضائيات الناطقة بالعربية ، واذ في فضائية قناة العالم اتصال هاتفي على الهواء بين المذيع في المحطة المذكورة وبين جميل روفائيل .

 

كان المذيع قد طلب من الأخ جميل روفائيل استشارته ليزوده بأخبار وتحاليل عن الوضع في دول البلقان، بوصفه الخبير في شؤون البلقان وحينما رأيت صورة الأخ جميل روفائيل في شاشة قناة العالم وتحتها اسمه ولقبه المهني كاتالي: جميل روفائيل - الخبير في شؤون البلقان. وبعدما أصغيت الى المحادثة وتابعت البحث في بقية الفضائيات، وتوقفت لأعيد شريط ذكرياتي مع هذا الانسان، وتذكرت ما يلي :

 

قبل أشهر قليلة سمعت صوته في احدى غرف البالتولك التي لايدخلها إلا نادرا لضيق وقته، وظلت من يومها كلماته ترن في آذاني. وعندما اكتشفت أن جميل روفائيل له زاوية خاصة في موقع عنكاوا كوم، حيث ينفرد بالكتابة تحت عنوان: بصراحة. ومن ثم جاء مقاله ما قبل الأخير في موقع عنكاوا كوم، ذلك المقال الذي هز أوساط الكثيرين من أبناء شعبنا يومها  (شعبنا .. تفاقم المصالح ومأساة الوحدة) نظرا لقوة مقاله والذي قوته تكمن في صراحته، وحدث ما حدث بعد ذلك .

 

وفي كل يوم يمر وأنا أنتظر اللحظة التي أتمنى أن ألتقيه، في كل يوم أرى أن مشاعري وطموحاتي وأفكاري يكتبها بالجرأة التي أنوي قولها، وليس بامكاني القيام بذلك نظرا لظروفي الخاصة.

 

اكتشفت حقا أن الأستاذ الفاضل جميل روفائيل، أنه رجل عظيم: مطالعاته مستمرة، عطاءاته الى جريدة الحياة، وأخذه من جميع وسائل الاعلام وكل ذلك ليجعل من جميل روفائيل عملاقا بالصحافة. اذا تميز جميل روفائيل في المجال الاعلامي وعلى المستوى الدولي بجدارة وقدرة على الوفاء بتأمين الخبر المطلوب كالخبز الطازج والحار. ومن جانب آخر اذا اقتربنا من جميل روفائيل أكثر، فسنرى بأنه متميز أيضا في أمانته وحبه لقوميته الكلدواشورية، وأصداءه منتشرة عبر صفحات الانترنيت ولمواقع عديدة، ثم ناهيك عن الصحف العالمية. ويبقى دوما ينطق كلمة الحق وان كانت كلماته تنثر شظايا، انما ليست مؤذية لمن يحب الصراحة والحقيقة في الكثير من الأمور.

 

 

أضف تعليق


شؤون تلسقف

قضايا شعبنا

اخبار عامة

علوم وتكنولوجيا

منوعات عامة

حوارات وتقارير

محطات طبية

2024

صورة

  

تللسقف/ تلا زقيبا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.