اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

إعلام معركة الفلوجة 4- أفلام بمستوى جديد// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

إعلام معركة الفلوجة 4- أفلام بمستوى جديد

صائب خليل

5 حزيران 2016

 

عرض مؤخرا على الفيسبوك وغيره، عدد كبير من أفلام الفيديو الإيجابية لتعامل الحشد الشعبي مع أهالي الفلوجة، وهي تعطي الأمل بالنصر الحقيقي العقلاني والنظيف على داعش وعلى الطائفية. لكن مقاطع فيديو أخرى نشرت وإن كانت بعدد اقل، تظهر عناصر يفترض أنها من الحشد الشعبي، تقوم بأعمال أقل ما توصف به أنها طائفية وخطرة ومهينة لأهالي الفلوجة. إلا أن تلك الأفلام كانت تفتقد المصداقية كونها محصورة في مكان ضيق (يمكن أن تكون تمثيلية مثل الكثير غيرها في هذه الحالات) لكننا لا نستبعد ان تكون بعضها حقيقية ايضاً. فالحشد مخترق ويعترف قادته بهذا الأمر وقد قال المهندس أن البعض من الحشد قد سجن بسبب مثل هذا الأعمال.

 

أحد الأفلام الذي وصلني من أحد الأصدقاء يبدو ذو مصداقية عالية، فقمت بنشره في وقت متأخر أمس ثم قمت برفعه بعد ملاحظة نقاط تشير إلى احتمال لكونه مزورا. ويظهر فيه بعض أفراد من الحشد يفترض أنهم في الفلوجة أو في الكرمة، يدعون تحقيق الانتصار ويسمون اهل الفلوجة بـ  "بني امية" وأن "شيعة علي" قد انتصرت عليهم (وليس العراق على داعش)، وان الشيعة هي الأمة المنصورة. اسموا الجوامع التي امامهم "جوامع بني امية" و"جوامع الفتن والتحريض".

النقطة الأخرى هي وجود من يبدو أنه الشخص المشبوه ثائر الدراجي ضمن مجموعة الحشد.

 

والنقطة الأخيرة الأكثر خطورة هي رفع رايات وصفت بأنه "رايات الشيعة" فوق "مساجد الفساد"، وهو ما يعطي انطباعاً بأنه انتصار شيعي على السنة! ورفع الرايات على رأس المنارة يعني أن العمل مكشوف وان عددا كبيرا من الحشد قد رآه ووافق عليه، وهنا نقطة الخطورة. إضافة إلى ذلك فهو عبارة عن مشهد يصل إلى عدد كبير من السنة الذي يستطيعون رؤية المنارة وتصويرها.

 

ونلاحظ في هذا الفلم أنه أكثر إقناعاً من غيره، ويفترض ان الحشد صوره عمدا كتسجيل للانتصارات في الفلوجة. ولا يظهر في الفلم أية عملية تعذيب. وعلى العكس من بقية الأفلام، فان التصوير لم يتم في منطقة محصورة يمكن تزوير الفلم فيها بسهولة، وشمل منطقة واسعة نسبياً. كذلك ظهرت آليات عسكرية كبيرة يصعب على الممثلين أن يحصلوا عليها. إضافة إلى ذلك بدا الأشخاص في الفلم منضبطين نسبياً، فلم يسب أي منهم عائشة او عمر أو أبو بكر.

كل هذه العوامل دعتني إلى ترجيح صحة الفلم ونشره في البداية، لخطورته وضرورة التنبيه إلى خطورة مثل هذه المشاعر وهذه التصرفات وما قد ينتج عنها، وأن العبارات التي تم تبادلها تشابه العبارات المتبادلة على النت بين الناس الاعتياديين من الشيعة، وخاصة الأقل تعليما منهم. لكنها خطرة بشكل كبير عندما يتم تبينها والتعبير عنها من قبل قوات تنتصر وتحرر مدينة فيها سكانها الذين ينتمون إلى الطائفة الأخرى، ولهم سلطة هائلة عليهم لفترة من الزمن.

 

فإن صح الأمر، فكيف سيكون موقف أبناء الحشد من السنة من هذا؟ وكيف سيرى أبناء الفلوجة هذا "الفتح" والإهانة لهم ولمساجدهم؟ فحتى من يحب الحسين وعلي، وافترض ان الغالبية الساحقة من السنة هم كذلك إن لم يكن كلهم، حين ترفع رايات الحسين فوق جامعه بقوة السلاح وبحجة محاربة داعش، فسيرى في ذلك غصباً واعتداءً عليه وسيرى انه يوضع في نفس الخندق مع داعش كهدف لهذا الهجوم الذي سيبدو "شيعياً".

ماهي النقاط المشبوهة في الفلم والتي دفعتني لرفعه؟ (مع الاعتذار للأخوة الذين علقوا عليه، وما أزال محتفظا بتعليقاتهم، وسنرى إمكانية إعادة نشرها).

أولاً ان الفلم ينتهي بادعاء أنه جزء من "الإعلام الحربي". لكن الإعلام الحربي لم ينشر هذا الفلم او أية أجزاء منه.

وثانياً، يبدو ثائر الدراجي من صوته ضمن المجموعة. والموقع (المشبوه) الذي نشر الفلم ادعى انه هو وأنه كان ضمن مجموعة الحشد. لكن حتى إن افترضنا ان ثائر الدراجي كان ضمن الحشد، بعلم قيادة الحشد او بدون علمها، فهل يعقل أن يقوم "الإعلام الحربي" بتكليفه بعمل الفلم او الظهور فيه وإحراج نفسه؟

وثالثاً المنارة التي تم تصويرها مع العلم الذي يرفرف فوقها، تم تصويرها من بعيد، وليس من تحتها او اثناء رفع العلم عليها. كما أن العلم لا يظهر بوضوح يكفي تمييزه وإن كان فعلا راية كتب عليها يا حسين، او حتى علم داعش، ولا يوجد ما يؤكد ذلك سوى ما يقوله المتكلم، وهو لا يكفي.

ورابعاً، رغم ان المنطقة واسعة وأن عدد الشخوص كبير نسبياً، إلا أنها منطقة غامضة بين البساتين ويمكن ان تكون في أي مكان، حتى خارج العراق.

 

كل هذه النقاط جعلت الفلم مشكوك فيه، ومازال الاحتمالان قائمان. فإن كان الفلم مزيفاً فإننا نشهد مرحلة أكثر تطوراً في التزييف: أقل عنفاً واتهاماً، وأكثر مصداقية. وإن كان الفلم حقيقياً، فهو أمر يجب التحقيق فيه. وفي كل الأحوال فأن تحقيق مسؤولي الحشد في الأمر وإصدار توضيحات بشأن هذا الفلم امر ضروري.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.