اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الجيش العراقي “الباسل” يهرب الدواعش مرة أخرى!// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الجيش العراقي “الباسل” يهرب الدواعش مرة أخرى!

صائب خليل

1 تموز 2016

 

الضجة التي أحدثها تضارب الأخبار والتصريحات بين القيادات العسكرية العراقية حول حجم القافلة الداعشية، وما حدث لها بالضبط وحجم خسائرها، ما تزال لحظة كتابة هذه الحروف على أقصاها، ولم يتضح أي شيء بشكل اكيد بعد، ورغم ذلك فإني اعتقد ان القضية منتهية ولا بأس من الكتابة عنها حتى قبل ان تهدأ وتستقر الأرقام.

تلك الأرقام بدأت بتصريحات كبار قيادات الجيش وطيران الجيش بـ "أكثر من 700 عجلة"(1)

تم احراق 138 منها (20% فقط) وهرب الباقي، وقال ضابط كبير جداً في الفلم ان المعركة قام بها الجيش العراقي وحده تماماً، وادعى آخر أرقاماً أخرى وقال انه بدأت عملية مطاردة للرتل الباقي في أعماق الصحراء!  وفي رواية الفلم التي لا تقنع طفلاً، تناقضات مثيرة للدهشة اشرت إليها بشكل أسئلة في المقالة.

 

في رويات أخرى هبط عدد عجلات الرتل إلى 500 تم القضاء على 450 منها، حسب قيادة عمليات الأنبار(2) وأنها تمت بواسطة القوات الأمنية ومقاتلي العشائر باسناد من طيران الجيش والقوة الجوية، حسب قائد العمليات اللواء الركن إسماعيل المحلاوي الذي اكد انه تم قتل اعداد "لا تحصى" من الدواعش.

 

 ثم نقرأ لرئيس كتلة بدر قاسم الأعرجي عن 200 إلى 300 سيارة(3)

ولم نفهم بشكل محدد تماما انه تم القضاء على هؤلاء رغم انه قال "كانت معالجتهم وحرق الياتهم فرصة ذهبية كبرى للانقضاض على ما تبقى منهم لإنهاء وجود الدواعش بصورة واقعية." وهي جملة حمالة أوجه..

 

السفير الأمريكي يقول انهم هم من اكتشف القافلة، بينما الضابط الكبير في طيران الجيش اكد أن الجيش هو من فعل ذلك.. وقال انها ليست 400 عجلة لكنها اكثر من 100، وأنه كان مسروراً لمشاركة الطائرات إف16 "العراقية"، والتي لم يأت الضباط العراقيين على ذكرها!(4)

 

ويهبط الرقم عند قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي إلى 50 سيارة و 300 داعشي.. (5) وأنه "تم احباط محاولة التسلل وقتلهم جميعاً" وأن ذلك تم بـ "قطعات الجيش وباسناد من طيران التحالف الدولي والقوة الجوية"

رويترز نقلت ان التحالف الدولي، هو الذي نفذ الضربة ولم يشر إلى الجيش العراقي، ولا طبعا إلى وجود الحشد. وانخفض عدد العربات المدمرة إلى "ما لا يقل عن 40 عربة" ومقتل 250 على الأقل.. (6)

 

 مدير القوة الجوية:نسبة تدمير الرتل 70 – 80%، في كل عجلة مقاومة طائرات، لهذا أصيبت عندي اربع طائرات ورجعت سلامات، 200 مسلح في بئر ارتوازي وقتلناهم جميعاً..

لنفرض ان 200 مسلح يمكن حشرهم في بئر ارتوازي بقدرة قادر، لماذا تم قتلهم؟ اليسوا صيداً سهلا وثميناً؟ الا يريد احد ان يعرف منهم اية معلومات تفيد في مطاردة الباقين او فهم طريقة عمل داعش او من هم المتعاونين معها من العراقيين في الفلوجة وغيرها؟(8)

 

اما العبادي، القائد العام للقوات المسلحة، فيخفضها إلى "مجموعة من السيارات" ... حيث أعرب “عن استغرابه من الشائعات الهائلة التي تطلق وان بعض الداء كان من الداخل مبينا ان يوم امس شهدت بعض المبالغات بوجود 700 سيارة لعصابات داعش حيث ان الحقيقة ان هناك مجموعة من السيارات للعصابات الارهابية وتم ابادة الدواعش الذين حاولوا الهرب بعد ان حوصروا لانهم لم يكونوا يتوقعون هذه الهزيمة وعدد القتلى من الدواعش كبير(9)

في الحقيقة أن كلمة "مبالغات" غير مناسبة.. فالنسبة بين "أكثر من 700 عجلة" التي قالها الضابط الكبير و "مجموعة من السيارات" التي يقولها العبادي، ليس فقط "مبالغة"، بل هو كذب صريح ومخيف، وفي موضوع خطير يفترض في اية دولة ان يتم اعتقال من ينشرها، لكن المشكلة أنه يجب اعتقال الكثير من الضباط الكبار في هذه الحالة، وربما يكون العبادي ايضاً ضمن المعتقلين.

 

لاحظوا انه ليس كلام كبار ضباط “الجيش العراقي الباسل” وحدهم متناقض، ويناقض كلام العبادي، وإنما حتى العبادي يناقض نفسه وفي نفس الجملة. فنجد هناك "مجموعة من السيارات" فقط، من ناحية، لكن "عدد القتلى من الدواعش كبير!"، من الناحية الأخرى! وأنه "تم ابادة الدواعش الذين حاولوا الهرب بعد ان حوصروا" من جهة، و "بعضهم نبحث عنهم" من الجهة الأخرى...!

 

وفي مكان آخر يسخر العبادي من الرقم، ويقول: سووها 700 سيارة..هذا جيش وين كان هذا الجيش؟ ليش ما قاتل بالفلوجة؟ لماذا خسروا إذا كان عندهم 700 سيارة؟(10)

 

إذن كان القائد العام غاضبا وساخرا من قواده ويتهمهم بعمل دعايات مغرضة! لكنه طبعا لن يفعل شيئا تجاههم!

الآن: ما هو عدد السيارات وما هو عدد القتلى؟ هل نصدق الجيش بأنه هو من اكتشف الرتل وقام بالعملية لوحده، ام السفير الأمريكي الذي يقول العكس تماماً؟ هل تمكنوا من "إبادة" الهاربين كما أكد البعض ام ان بعضهم هرب إلى "عمق الصحراء" كما يلوكها البعض الآخر؟ كم هي نسبة ما دمر من الرتل؟ 20% أم بين 70 -80%.. أم تمت إبادتهم؟ هل وجدوا من دخل "عمق الصحراء" فعلاً وأبادوهم؟ هل كان 200 منهم محشوراً بالفعل في بئر ارتوازية أم أن هذا تحشيش؟ وإن لم يكن تحشيش فلماذا قتلوهم ولم يأسروهم؟

 

 كانت هذه هي الأسئلة التي تبادلها الناس على الإنترنت في الفيسبوك وغيره بكثرة وتبادلوا الحديث عن مختلف التصريحات. لكنها في الحق أقل الأسئلة أهمية! لقد ترك السؤال الوحيد الهام في كل هذا، وهو: أي ضياع يعيش هذا البلد؟

 

ما أهمية ان تحطم 200 سيارة أو عشرة سيارات لداعش، أمام حقيقة ان البلد ضائع تماماً ولا يمكن لأحد فيه ان يعرف شيئا عما يجري؟ هل هناك مثلا أي رقم يمكن ان نثق به، أو أي متحدث يمكن ان نعتمد عليه، بضمنهم رئيس الحكومة العبادي؟ ربما الشيء الوحيد الذي يهمنا ان نعرفه هو هل تمكنت نسبة كبيرة من داعش من الفرار؟ وكيف يمكن لرتل سيارات أن يفر في الصحراء المكشوفة من كل هذه الطائرات وطائرات التحالف؟ هل من مبرر لهذا التشاؤم وهذا الإحباط والتنكيل بـ "جيشنا الباسل"؟

 

حسناً، علينا قبل ان نركب حصان الاعتزاز بالوطنية، ان نتذكر أن "جيشنا الباسل" له سوابق كثيرة. فترك داعش يفلت بهذه الطريقة ليس جديداً، وسبق أن تم ترتيب انسحاب "داعش" من تكريت بتعاون العبادي مع قوات التحالف، قبل اقتحامها من قبل الحشد، فلم يجد فيها احداً. وهي لا تختلف أيضاً عن انسحاب القاعدة بعشرات السيارات المحملة بالسجناء الذين أطلق سراحهم من سجن أبو غريب قبلها، ودون ان يجد لهم أحد أثراً.

لكن ما يذكرني به رتل داعش الذي هرب إلى "عمق الصحراء"، هو حادثة مماثلة حين انسحب رتل "القاعدة" بعد مهاجمة عنه قبل ثلاث سنوات، إلى "عمق الصحراء" ولم يمسك به أحد. ففي مقالة لي عن الهجوم كتبت: "ما يستغرب له أهالي عنه أن فوج الحماية من الجيش يعسكر على بعد 3 إلى اربعة كيلومترات من المدينة، ولم يتدخل نهائياً، ولم يدخل المدينة إلا بعد انسحاب المهاجمين بحوالي نصف ساعة، وانهم بقوا يطلقون النيران في الهواء، أو للتمشيط، لمدة تقارب ساعة بعد ذلك.. وفي الصباح فقط، بدأت هليوكوبترات تبحث عن المهاجمين." (11)

أما في هذا الحادث فيبدو من ظلال الشمس على الضباط، ان "المطاردة" في "عمق الصحراء" قد بدأت ظهراً

 

السنياريوهات مكررة بالضبط إلى درجة الملل. الاختلاف الوحيد هو انه في هذا التسرب الأخير، كان هناك خلل ما لم يتم ضبطه، فأوقع فريق المحتالين في مشكلة حين لم يستطيعوا تأليف القصة المناسبة بسرعة كافية. فلا يوجد أبله يمكن ان يصدق أن قائد طيران الجيش سيخترع الأرقام العجيبة من نفسه ويعلنها في الإعلام بدون إطلاع قائده العالم لقواته المسلحة، وموافقته على الإعلان.

 

وتأكيدا لهذا الكلام وجدت تصريحاً لوزير الدفاع خالد العبيدي يذكر فيه ان عدد العجلات "688 عجلة" وأنه وجه بتكريم الضباط الذين استهدفوا الرتل وطالب بترقيتهم، مؤكداً أن هذه الضربة "قصمت ظهر العدو".(12)

 

فأين هذا الرقم – 688، من "مجموعة من السيارات للعصابات الإرهابية"؟ ماذا سيحل بالضباط الطيارين؟ هل سيكرمون من قبل وزير الدفاع ويوبخون من القائد العام للقوات المسلحة؟ :) بل إلا يعني هذا ان غضب القائد العام للقوات المسلحة واتهاماته وسخريته، موجهة إلى وزير دفاعه ايضاً؟

 

إذن ما هي الحقائق وما هي الأوهام؟ أراهنكم أن الحقيقة هي ان داعش خرجت معززة مكرمة تحت حماية طائرات الـ إف16 لقوات التحالف الداعشي للعبادي، فمثل هذا التخبط يدل بشكل قاطع أن الأمر كله كذبة غير مرتبة جيداً، وبالتالي فليست المشكلة في "الدقة" او "المبالغة".. هناك مؤامرة، ومؤامرة كبيرة جداً يقودها قواد الجيش العراقي في مختلف صنوفه! وان الترقيات والأراضي التي يوزعها وزير الدفاع فليست سوى رشاوى الصمت! أما البضعة جثث وبضعة سيارات فربما كانت بـ "نيران صديقة" بالخطأ، أو لعها كانت لنفر عراقي شهم تمت تصفيته فوراً، وربما عرضت جثته باعتبارها من جثث داعش!

 

وما العجب؟ قبل ان يقفز أحد رافعا سيف الوطنية بوجهي، دعوني اسألكم: أليس هو هذا الجيش الذي سلمت قياداته الرمادي والفلوجة وقبلها تكريت والموصل وكركوك؟ أليست قياداته من سلم الغزاة في كل من هذه المدن، أسلحتها كاملة؟ فلم العجب؟ وما الذي تغير فيه؟ هل تمت معاقبة أي من الخونة لنقول أن هناك شيئا تغير، أم أن العكس قد حصل؟ فإن كان خونة الموصل قد قلقوا على سلامتهم قبل ان يطمئنهم المالكي، فإن خونة الأنبار كانوا مطمئنين تماما لما سبق لهم رؤيته من سلامة من سار على هذا الطريق قبلهم! ومثلما كان القائد العام للقوات المسلحة يذعن لتوجيهات من يوجه داعش في الحكومتين السابقتين، فأن وزير الدفاع خالد العبيدي، شخص مغرق في الفساد حتى أذنيه كما ثبت بالدليل القاطع وامام مجلس النواب والتلفزيون، ولا تزيده المحاولات الإعلامية المحمومة لتلميعه هذه الأيام إلا شبهة وتأكيداً على خطورة دوره.

 

هذه هي قيادة الجيش، ويجب ان لا ننسى الحقائق. والحقائق هي ان الحشد هو من بدأ التحرير، وان الجيش لم يحرك ساكنا لا عندما دخلت داعش ولا عندما استولت البيشمركة على المدن والقرى وحقول الثروات. الأمريكان الذين صرحوا بأن داعش لن تهزم قبل 30 عاماً، لم يكن لديهم سلطة على الحشد مهما اخترقوه، ولذلك فهم حريصون جدا على استبعاده. أما الجيش فلهم سلطة كاملة على قياداته كما تبين الأحداث المتوالية التي نعرفها جميعا.

 

هل يحق لنا ان نتفاءل بالنصر؟ لماذا؟ لا قيادة الجيش تغيرت ولا السفارة تغيرت، فلماذا إذن وبأي حق يحق لكم ولنا ان نتوقع شيئا آخر غير تكرار ما قدمه لنا من هزائم وكوارث؟ نعم لقد استشهد الكثير من الجنود والضباط من الجيش، لكنه يبقى مؤسسة قام بريمر بتأسيسها ووضع على رأسها من يريد، وتحت سمع ونظر قادة لا يهمهم إلا رضاه عنهم. فمن يعتقد ان أميركا تريد الخير للعراق، فله ان يعترض، اما من يؤمن انها وراء داعش ودمار المنطقة لحساب إسرائيل، فعليه ان يكون واضحا مع نفسه. فهذا الثعبان لن ينفث في العراق إلا السم، وأن كل من هو قريب منه مشبوه وخطر، وأن من المستحيل لمؤسسة يؤسسها إلا ان تخدم اجندته، واجندته للعراق تكرار المشهد السوري والليبي، ونحن نرى خطوات اجندته في العراق كل يوم بوضوح أكثر. 

 

(1) صائب خليل - معركة طيران الجيش: تسعة أسئلة بلا ترك! صائب خليل في...

 https://www.facebook.com/saiebkhalil/videos/1123704737686594/

(2) عمليات الانبار توضح تفاصيل تدمير 450 عجلة لـ"داعش" جنوب الفلوجة

 http://www.alsumaria.tv/news/172615/

(3)  بدر النيابية : تسلل 300 سيارة للدواعش وعوائلهم عبر الصحراء الى السعودية

 http://kulalakhbar-iq.com/hi/?p=12113

(4) السفير الامريكي حول "التسهيلات الائتمانية" للعراق وقصف رتل داعش

http://alghadpress.com/ar/news/58887/0

(5) عمليات الجزيرة: مقتل 300 ارهابي وتدمير 50 سيارة بإحباط محاولة تسلل غرب الرمادي

 http://www.alsumaria.tv/mobile/news/172646/

(6) مقتل 250 من الدولة الإسلامية في العراق خلال غارات بقيادة أمريكا

 http://ara.reuters.com/article/topNews/idARAKCN0ZG02P

(8) مدير القوة الجوية: 200 مسلح في بئر ارتوازي وقتلناهم جميعاً

https://www.youtube.com/watch?v=T8_ubcfNfjI&feature=youtu.be

(9) بيان ‏المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء‏

 https://www.facebook.com/IraqPMMediaOffice/posts/543674662483900

(10) العبادي: دعايات جعلت منها 700 سيارة

https://www.facebook.com/hanan.alfatlawey/videos/1025334397535647/

(11) صائب خليل - آخر ما ورد من أخبار الهجوم على عنه

https://www.facebook.com/saiebkhalil/photos/a.350693164987759.83177

.320945874629155/579272252129848/?type=1&theater

(12) وزير الدفاع يكشف عن عدد عجلات "رتل داعش"

 

 http://www.non14.net/73238/

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.