اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

افراح شوقي، من اختطفها؟ نظرة خارج السرب ...// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

افراح شوقي، من اختطفها؟ نظرة خارج السرب ...

صائب خليل

30 كانون الأول 2016

 

جريمة اختطاف افراح شوقي قلبت الدنيا في العراق واخرجت التظاهرات (1) التي امتدت الى الخارج امام السفارات العراقية. كما وصلت الضجة إلى الصحافة العالمية، فها هي جريدة الغارديان تخصص تحقيقا للحادث! (2)، إضافة الى انشغال الصحافة العراقية والنت تماما بالموضوع عن اية اخبار أخرى، ولكن.. دعونا ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى...

من اغرب الأشياء واخطرها في مجتمعنا، أن الجميع يشعر انه يعرف وبثقة دوافع اية جريمة تحدث، استناداً إلى نوع الضحية. فإن كانت الضحية شيعية فالمجرم سني ودافعه طائفي وإن كانت سنية فالمجرم شيعي والدافع طائفي وإن كان مسيحيا فالمجرم مسلم "متطرف"..  الخ.

وتم تطبيق هذه القاعدة على جريمة اختطاف الصحفية أفراح شوقي، فأصدرت الجهات المختلفة بياناتها بإدانة المجرمين، الذين تم تحديدهم مسبقا طبعا، بهذه الفرضية. ولأن السيدة افراح كانت تصف الحشد الشعبي بـ "الميليشيات" توافقا مع سياسة جريدة "الشرق الأوسط" التي تكتب فيها، فقد اتهمت "الميليشيات" بالجريمة في الأخبار ضمناً احياناً، وأحيانا أخرى علناً في عنوان الخبر! أما التظاهرات فرفعت شعارات حسبما يشتهي المتظاهرون، بغض النظر عن علاقتها بالموضوع. وأحد أشهر الهتافات كان "باسم الدين خطفوها الحرامية"!  فرغم أن أحدا لم يذكر كلمة يبين فيها العلاقة بين الخاطفين و "الدين"، إلا أن "مدنيون" لا يمكن ان تفوت مثل هذه الفرصة لجلد عدوها المفضل.

كذلك كانت الإيحاءات الضمنية لاتهام الحشد، والتي جاءت من خلال عبارات متكررة في الاعلام مثل "الميليشيات المنفلتة"، و "حملة السلاح خارج إطار الدولة" وغيرها.

 

كل الإدانات التي رأيتها كانت مصحوبة دائما بالإشارة إلى "تكميم الأفواه" (باعتبار أن الضحية صحفية). لكن تصفح مقالات وتقارير الصحفية افراح، تكفي تماما لرؤية سخف هذه الفكرة. فلا توجد لديها أية نصوص تستحق أو يمكن ان تثير أي رد فعل عنيف، ولم يتجاوز "ذنبها" تسميتها الحشد بالميليشيات وشهداءه بالقتلى. وهذه عبارات متداولة في الإنترنت بشكل كبير، خاصة وان الجانب الأمريكي المعادي للحشد، هو المسيطر على وسائل الإعلام كافة وليس على "الشرق الأوسط" وحدها.

وفوق ذلك فليست السيدة افراح شوقي صحفية معروفة بشكل كبير لتشكل كتاباتها أهمية خاصة. واعترف، وأنا اعتبر نفسي متابعا جيداً، أني لم اسمع باسمها من قبل ابداً. وقد قرأت لزميل آخر متابع جدا، أنه لم يعرف هذه الصحفية قبلا، فكيف تصل هذه الصحفية إلى المواطن الأقل متابعة ليخشى منها ان تؤثر على فكره، لكي نعتبر اختطافها "تكميماً للأفواه"؟

 

لماذا تم خلط الخطف بسرقات تافهة وأخذ السيارة، فكل منهما يناقض الآخر، ويوحي بأن هناك "مسرحية" كما يكتب د. عدنان عاكف مضيفاً التساؤل إن لم يكن "بوسع الخاطفين ان ينتظروا المخطوفة بعيدا عن منزلها، وتنفيذ المهمة بضجة أقل" (4)

 

أشار العديد كسبب محتمل للجريمة الى مقالة للضحية بعنوان "استهتار السلاح في الحرم المدرسي!" حول ما تعرضت له مديرة مدرسة في الناصرية من قبل أحد ضباط وزارة الداخلية. (5) لكن المقالة قديمة، تعود إلى سنتين، ولا تتهم احداً معينا ولم تأت باسم الضابط. وقد وصلني بأن ذلك الضابط قد تم القاء القبض عليه في نفس يوم جريمته. فإن صح ذلك فهو ينفي أي احتمال ان تعتبر أفراح هي التي حرضت على اعتقاله الذي سبق المقالة.

 

من هم إذن؟ كاتب المدى، عدنان حسين يعرفهم جيدا كما يبدو! بل أنه يتساءل باستغراب وفي عنوان مقالته: "مَنْ لا يعرف خاطفي أفراح شوقي؟"(6)

 لكن عدنان، وبعد ان يذكر "الميليشيات والعصابات" أكثر من مرة، ينتقل الى "المجرم المفضل" لديه: جماعة نوري المالكي! فهم كما يقول: "الذين لم يكن يروق لهم ما تقوله أفراح ... لأنه يعنيهم في المقام الأول، ... إنهم الذين نعرفهم ممن عملوا على مدى السنتين الماضيتين على إسقاط حكومة العبادي والوقوف في وجه الإصلاحات السياسيّة والإدارية التي طالب بها الشعب في تظاهراته.... فالمطلوب أن تبقى ضعيفة حتى يعود " الفرسان" إليها!

ولا يدري المرء من أين يبدأ مناقشة مثل هذا الكلام العجيب. فيجب ان نتخيل أن المالكي أخذ كلام افراح على نفسه أولاً. وأن هذا الرجل مرعوب من "إصلاحات العبادي" ثانياً. وانه يخشى أن تلك "الإصلاحات" ستجعل العراق قويا، ثالثاً. وأن ذلك سيحرمه من الوصول الى السلطة رابعاً. وأنه أكتشف أن عليه ان يخطف افراح ليصل إلى الحكم، خامساً!

لا أدرى كم من الخيال والهلوسة يحتاج المرء ليتخيل معقولية أية فرضية من هذه، دع عنك كلها، لمجرد ان يفسر الأمر بالطريقة التي تصيب من يكرهه. من الأفضل ان لا أعلق أكثر على هذا الـ ، لكيلا نفسد المقالة... ولنعد لموضوعنا.

 

لكن إذا لم تكن السرقة ولا قصة الضابط ولا المالكي ولا اسطورة "تكميم الأفواه" هي الدافع وراء الجريمة، فما هو إذن؟

 

خلال التظاهرات التي عمت إيران بعد انتخاب أحمدي نجاد، تم اغتيال ناشطة ايرانية اسمها "ندا سلطاني" بطلقة مباشرة في رأسها على يد قناص مجهول، ومثل "افراح"، لم يكن لـ "ندا"، أي تأثير يستحق بسببه ان يتم استهدافها. ولم تكن هناك اية اعمال عنف في تلك الساحة في تلك اللحظة، كما أكد صحفي امريكي كان حاضرا، وأكد بان القوات الإيرانية كانت تتجنب الاشتباك مع المتظاهرين وان الآخرين كانوا يتعمدون محاولة استفزازها، ولم تكن الشرطة تحمل أسلحة نارية.

لقد اشرت إلى هذه الحادثة وملابساتها في مقالة لي قبل ستة أشهر بعد حادثة اطلاق نار على المتظاهرين في بغداد، بعنوان "صناعة الشهداء – من أطلق النار على المتظاهرين في بغداد؟".(7)

ووفق هذه النظرية فأن هذه الجرائم مصطنعة بهدف توجيه تهمة تخلق تأثيرا سياسياً. وتحدث في أوضاع الاستقطاب الشديد، والذي يساعد على توجيه الاتهام الى الجهة المطلوبة. ولأجل هذا يجب ان تكون الضحية في خندق معادِ للجهة التي يراد اتهامها. لذلك فأن الذي يقوم بالجريمة هو من نفس فريق الضحية أو من جهة ثالثة تريد للصراع بين الطرفين أن يتجه بشكل معين! أي ان ما فعله الأمريكان أو عملاءهم هو أنهم كانوا جهة تضحي بأحد أعضائها لاتهام الجهة المعادية لها، ومن هنا جاءت عبارة "صناعة الشهيد". وتبدو قضية اختطاف افراح من هذا النوع.

 

هل هذا تحليل نظري متطرف خاص بنظريات المؤامرة، أم له أساس في الواقع؟ هل يمكن ان يقتل الضحية رفيق لها لمجرد توجيه التهمة للخندق المقابل؟ بعيدا عن حقيقة ان عالمنا يعج بالمؤامرات (8) ، فإن التاريخ يقول عن هذه النقطة بالذات انها ممكنة جداً، ولدينا وثائق رسمية على ذلك. ففي كتيب "العمليات النفسية" للمتعاقدين مع وكالة المخابرات المركزية من متمردي الكونترا، كان هناك تأكيد على أهمية الاستعداد لاغتيال شخص ما من جماعتك لخلق "شهيد" للقضية التي تعمل لأجلها عند الضرورة!.(9)

وتم التثبت من صحة ما ورد في ذلك الكتيب ولقي تغطية إخبارية جيدة من قبل الأسوشيتدبرس، وواشنطن بوست حتى أنه وخلال المناظرة الرئاسية 1984 - واجه الرئيس ريغان السؤال عن الأمر على شاشة التلفزيون الوطني:(10) فقال ان تلك النقطة تمت إزالتها من الكتيب، وبرهن بعض الناشطين كذب الرئيس وقدموا 12 نسخة حديثة لم يتم إزالة تلك النقطة منها.

وفي هذا الفيديو المهم تقرير عن هذه الممارسة لا تغطي إلا جزءا بسيطا من امثلة استعمالها، لكنه يعطي فكرة واضحة (11)

 

إذن فقتل "الرفيق" لخلق شهيد، عندما يكون الشهيد أكثر قيمة من الرفيق في الصراع، ليس غريباً، ولا يجب ان يكون الاختطاف غريباً. وقد ينتهي هذا الخطف بالقتل وقد لا ينتهي هكذا. فمن الممكن ان تظهر السيدة افراح لتعطينا سيناريو يؤكد التهمة المطلوبة وتكون "شاهداً" عليها. وليس من الضروري هنا ان تكون جزءاُ من المسرحية، فمن الممكن ان يوحى إليها بأنها كانت مختطفة لدى إحدى فصائل الحشد، بمسرحية متقنة الصنع.

لا شيء مستحيل، فعزم الخندق الأمريكي على القضاء على الحشد لا يضاهيه شيء، فهو لا يريد بالتأكيد ان يرى "حزب الله" لبناني جديد في العراق، بأي ثمن. وليس مستغرباً ان يقوم بمسرحية اختطاف او حتى قتل فعلي لاحد المحسوبين عليه، إن رأى في ذلك فرصة لتوجيه ضربة قوية للحشد. وهنا من الجدير بعملاء وأصدقاء اميركا وإسرائيل أن يتحسبوا من أصدقائهم هؤلاء، أكثر من اعداءهم، وان يحذروا أن يجدوا أنفسهم في حالة يكون فيها تحويلهم الى شهداء، مصلحة لسادتهم أكبر من مصلحتهم في حياتهم. فحيث يلعبون، لا يوجد أثر للأخلاق، وهم اول من يعلم ذلك.

 

طبيعي انه لا توجد طريقة للتأكد من صحة هذه الفكرة، وتبقى مجرد واحد من الاحتمالات، لكنه احتمال منطقي وله سوابق تاريخية وتبدو كل الظروف مهيأة لمثله ومشجعة على القيام به. فالظرف الرئيسي الذي يهيئ الجو لمثل تلك الجرائم والمتمثل بالاستعداد الشعبي لتوجيه تهم مباشرة وبلا تمحيص، موجود وجاهز للاستغلال. الدوافع موجودة والإمكانات موجودة، ولا توجد اية عوائق.

 

(ستكون هناك مقالة ملحقة عن اتجاه مقالات افراح شوقي وإن كانت لها قيمة موضوعية يمكن رؤيتها من خلال التقييم العقلاني أم أنها اكتسبتها من خلال الحادثة، ارجو ان أتمكن من كتابتها بالسرعة الممكنة)

 

 

(1) فيديوهات تظاهرات

https://www.facebook.com/Iraq2016madani/videos/607524316123484/

https://www.facebook.com/Iraq2016madani/videos/607524316123484/

https://www.facebook.com/mostameron.3172015/videos/1765127473811150/

(2)  Afrah Shawqi: Iraqi journalist kidnapped from Baghdad home

 https://www.theguardian.com/world/2016/dec/28/afrah-

(3) دعوة الى وقفة تضامنية أمام السفارة العراقية في لندن

https://www.facebook.com/groups/51515

(4)  Adnan Akif - أنت المقصود يا ريس !

 https://www.facebook.com/adnan.akif.503/posts/1394807040553146

(5) ماهي "المقالة" التي تسببت باختطاف الاعلامي افراح القيسي

http://samarra.tv/index.php/permalink/22278.html

 (6) مَنْ لا يعرف خاطفي أفراح شوقي؟// عدنان حسين

 http://www.tellskuf.com/index.php/mq/63693-de280.html

(7) صناعة الشهداء – من أطلق النار على المتظاهرين في بغداد؟

https://www.facebook.com/saiebkhalil/photos/a.

(8) المؤامرة ليست نظرية..عالمنا يغرق بالمؤامرات!

http://almothaqaf.com/index.php/qadaya2015/899823.html

(9) دليل العمليات النفسية للسي آي أي

https://consortiumnews.com/2015/03/02/playing-chicken-with-nuclear-war/

(10) CPD: October 21, 1984 Debate Transcript

http://www.debates.org/index.php?page=october-21-1984-debate-transcript

(11) القناصة تقتل المتظاهرين بهدف استثارة الجماهير

https://www.facebook.com/zahr.alnrjs/videos/1240564636026883/

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.