اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وإذا أتتكم السومرية بنبأ فتبينوا ....// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

وإذا أتتكم السومرية بنبأ فتبينوا ....

صائب خليل

7 شباط 2017

 

إثر التظاهرات الشعبية العراقية في البصرة بشأن خور عبد الله(1)، نشر الموقع الإخباري الواسع الانتشار "السومرية" خبرا بعنوان "نواب كويتيون يهاجمون العراق بشأن خور عبد الله ويهددون بـ "الخيار العسكري".(2)

وتلا ذلك موجة من النشر على صفحات التواصل الاجتماعي العراقية، التي ابدى أصحابها الاستهجان والغضب والتهديد اللائق بمثل هذا التصريح.

ولكن...ولأن لي تجربة مرة مع الإعلام العراقي بكل انواعه وخاصة على النت، واعتبره واحداً من الخناجر التي تركها الأمريكان في جسد العراق، فإني ورغم موقفي المدين لسياسة الكويت مع العراق واستغلالها الفرصة بحماقة لتنفيذ مشاريع مضادة للعراق سبق لها وان ذاقت منها الأمرّين(3). رغم ذلك ذهبت لمراجعة الخبر الذي كنت قد قرأته في مكان آخر ولم اجد فيه مثل هذا التعبير. لكني للتأكد عدت وقرأت الخبر كلمة كلمة، لعل وعسى ان تكون السومرية قد اضافت قولا لنائب لم تشر إليه بقية المصادر.. عبثاً!!

وجدت أن "الكويت لن تتنازل عن حدودها وسيادتها".. و "على الحكومة تشكيل غرفة عمليات وفريق رصد لما يحدث بالعراق تجاه الكويت وعدم التساهل لمواكبة الحدث أول بأول وإعطاءه أولوية قصوى على سواه.".... و "أن الكويت التي دافعت عن حدودها قديماً وحديثاً غير عاجزة اليوم أيضاً عن ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنها"... وكذلك حماقات مثل "من الخطأ حصر تسمية الغزو العراقي بالغزو الصدامي أو البعثي، فالغزو عراقي من أعلى سلطة بالعراق وحتى أصغر عراقي مؤيد له"..

 

وجدت الكثير من الغضب والسخف، لكني لم أجد ذكرا لـ "خيار عسكري"، والذي يفهم منه تهديد بضربة عسكرية، وليس الدفاع عن البلاد عسكريا بالطبع.

لا يوجد أي شيء يشبه تعبير "الخيار العسكري" الذي وضعته السومرية بين اقواس اقتباس في العنوان، لتوحي بأن هذا التعبير هو ما ورد بالحرف على لسان أحد النواب، كما يفهم في العرف الصحفي. وللتأكد، قمت ببحث الكتروني عن كلمات "العسكري" و "الخيار" و "عسكري" و "خيار" (خشية ان يكون هناك بالفعل نص مختلف بحروفه قليلا عن العنوان).. فلم أجد أي من تلك الكلمات إلا في العنوان وفي مقدمة الخبر التي تكرره دون الإشارة إلى من قال تلك العبارة المزعومة من النواب الكويتيين!

 

الخلاصة: "السومرية" اخترعت العبارة تماما، ومن لا شيء! ولماذا تخترع وسيلة اعلام واسعة الانتشار، مثل تلك العبارة التحريضية؟ ليس الأمر خطأً أو إساءة تفسير لعبارة قريبة او مزحةً او "لأسباب سياسية" أو من اجل المال. لا أجد سوى سبب واحد لا ثاني له: التحريض على الكويت وتهييج أشد لعواطف مضادة موجودة اساساً وبهدف إثارة وتثبيت عداء بين العراق وتلك البلاد، وعلى أساس كاذب. نعم إننا لسنا راضين، لا عما تفعله الكويت، ولا حتى عما تحدث به نوابها، لكن هذا لا يعني ان نتقبل الكذب التحريضي، أو ان لا نحذر من أهدافه.

فما الذي تريده السومرية من هذا الكذب؟ ومن الذي يقف وراء صياغة الأخبار في السومرية ومن يدفع تمويلها؟ من الذي يجد مصلحته المباشرة في اثارة أكبر قدر ممكن من العداء بين اقطار الأمة العربية؟ من الذي استفاد من دخول صدام إلى الكويت؟

 

السومرية ليست وحدها طبعا في هذه المهمة، بل تكاد تكون كل قناة إعلامية عراقية كبيرة، أداة لبث التشويش في رأس العراقي وكل من يعمل بها يعمل بوعي او بدون وعي من اجل هذا الهدف النهائي. هؤلاء الصحفيون، لا يختلفون إلا في شكل الدور المناط بهم عن الانتحاريين او الدواعش او دواعش الخضراء أو “المعارضة" القابعة في الأردن، والتي ماثل سفلتها في وقاحتهم مؤخراً، "المعارضة" السورية في إبدائهم الرغبة بالعلاقة مع إسرائيل.

 

الخطوط بين خنادق معركة الحياة أو الموت لهذا الوطن واضحة. وسنرى يوما يساق فيه إلى الفضيحة وإلى أقسى العقوبات التي يستحقها، كل من استغل حال الوطن ووقف في الخندق المقابل، مهما كان شكل دوره! احفظوا أسماءهم لذلك اليوم كما تحفظ صور الدواعش، وليذوقوا غداً، عند تحرير الوطن، ما يذوقه الدواعش اليوم عند تحرير المدن!

 

(1) المئات يتظاهرون في البصرة للمطالبة بإجراء إصلاحات ورفض اتفاقية خور عبدالله

http://www.alsumaria.tv/news/193342/

(2) نواب كويتيون يهاجمون العراق بشأن خور عبد الله ويهددون بـ"الخيار العسكري"

http://www.alsumaria.tv/news/194356

(3) الكويت هل تلدغ من ذات الجحر مرةً اخرى؟

 

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/1344015442322188:0

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.