اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الكويت هل تُلدغ من ذات الجحر مرةً اخرى؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الكويت هل تُلدغ من ذات الجحر مرةً اخرى؟

صائب خليل

6 شباط 2017

 

على تداعيات مشكلة خور عبد الله قــال النائب الكويتي وليد الطبطبائي، إن "مشكلتنا مع الجار الشمالي العراق أزلية، وليست مرتبطة بشخص صدام حسين أو عبد الكريم قاسم، أو غيرهما، فهناك من يصطاد في الماء العكر بيننا وبين العراق".

وصدق النائب الطباطبائي، لكنه عكس الأمور. فمن يصطاد في الماء العكر، هو صديقهم أميركا، ويفعل ذلك في المياه الكويتية العكرة وليس في العراق. ولعل من المناسب ان نذكر هنا، ومن تجارب شخصية لي ولكل من عرف الكويت قبل غزو صدام لها، بأن الكويتيين كانوا اكثر دعما لصدام حسين من العراقيين مئات المرات. ففي الوقت الذي كان العراق يفور كراهية بهذا الدكتاتور، كان من غير الممكن ان تنتقده داخل الكويت، وبسبب الشعب وليس الحكومة الكويتية! وكلنا يعرف الشاعرة التي طلبته للزواج!

ثم انقلب الأمر على الشعب العراقي بعد دخول حبيبهم ارضهم، فصار الشعب هو المسؤول عن الاحتلال!

 

لا شك بأن صدام حسين مسؤول عن الاحتلال ومآسيه، لكن ليس وحده. فقد تم التحضير لهذا الغزو من قبل أصدقاء الكويت الأمريكان، بحث السعودية والكويت وبقية الخليج على رفع مستوى تصدير النفط حتى صار سعر البرميل بضعة دولارات! وكانت هذه الدول تخسر في الحساب الاقتصادي من هذا الاجراء، لكنها كانت تنفذ دورها في خطة معدة لتدميرها هي ايضاً، دون ان تعلم. كان الهدف تسليط الضغط على صدام حسين المثقل بالديون والمالك لجيش شديد القوة لا يعرف ما يفعل به، إلى التورط في الكويت.

ورغم ان صدام حاول مراراً ردع الخليج عن المشاركة في المؤامرة عليه ودعاه لتخفيض تصدير نفطه، إلا ان محاولاته باءت بالفشل، فارتكب حماقته الكبرى وسقط في الفخ، فواجه فك الوحش الذي كان ينتظر، فأباد جيشه ودمر بلده، وتركه متداعيا لعقد من الزمان تحت العقوبات حتى "نضج" ليتم احتلاله بشكل مباشر.

لكن صدام لم يسقط في الفخ فوراً، وكان من الضروري للأمريكان تشجيعه على ذلك. وقد قامت السفيرة أبريل غلاسبي سيئة الصيت بتنفيذ خدعة تشجيعه لدخول الفخ. وفي مقالة لي قبل 9 سنوات، بعنوان "أبريل غلاسبي كذابة" كتبت:

"وحسب ما نشر في الصحف وقتها عن مقابلتها مع صدام حسين انها بادرته بالقول:

"لدي تعليمات مباشرة من الرئيس بوش لتحسين العلاقات مع العراق، ونحن نتفهم رغبتكم في رفع اسعار النفط، والذي تسبب في مصادمتكم مع الكويت.....وانك قد نشرت قوات كبيرة في الجنوب......لهذا تسلمت تعليمات بسؤالكم، بروح الصداقة وليس المعاكسة ان تخبرونا عن نواياكم. لماذا حشدتم قواتكم بهذا القرب من الحدود الكويتية؟

فشرح صدام لها موضوع الخلاف ومحاولات حله، ثم اضاف: "لكن ان لم نتمكن من الحصول على حل، فمن الطبيعي اننا لن نقبل الموت".

وعن الحل المناسب برأيه اجابها صدام:

 لو اننا تمكنا من الاحتفاظ بكل شط العرب، موضوع حربنا مع ايران، لأمكننا ان نتفاهم مع الكويت. لكن ان كان علينا ان نختار بين الاحتفاظ بنصف شط العرب او العراق كاملاً، فسنضحي بكل شط العرب للدفاع عن حقنا في الكويت، لنحتفظ بالعراق كاملاً كما نرغب به. ما رأي الولايات المتحدة في هذا؟

ليس لنا رأي في صراعاتكم العربية – العربية، مثل خلافكم مع الكويت، وان الوزير (الخارجية) بيكر وجهني الى توكيد التعليمات التي قدمت الى العراق عام 1960, بأن اميركا ليست مهتمة بمشكلة الكويت" (صدام يبتسم)

 

في اليوم التالي (26 تموز 1990) سأل الصحفيون الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية: "هل ارسلت الولايات المتحدة اي نوع من الرسائل الدبلوماسية الى العراقيين حول وضعهم لـ 30000 مقاتل على الحدود الكويتية؟ هل كان هناك اي نوع من الاحتجاج تم ايصاله من قبل حكومة الولايات المتحدة؟" فكان جواب ماركريت تاتوايلر:"ليس لدي اي علم بمثل هذا الاحتجاج".

وقبل يومين من الاجتياح العراقي، اي في 31 تموز 1990, شهد جون كيلي، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، امام الكونغرس بأن "الولايات المتحدة ليست مرتبطة بأية التزامات بالدفاع عن الكويت، وليست لديها اية نية للدفاع عن الكويت في حالة مهاجمة العراق له."

 

وكان هذا بمثابة الضوء الأخضر الذي ينتظره صدام حسين، وهكذا سقط في الفخ. وفي الثاني من آب، اي بعد ثمانية ايام من مقابلة غلاسبي، دخل صدام الكويت.

بعد شهر من ذلك تمكن صحفيون بريطانيون من الحصول على شريط ووثائق المقابلة بين غلاسبي وصدام، وقبل مغادرة غلاسبي للسفارة حاولوا مواجهتها بالمعلومات التي حصلوا عليها للتأكد من صحتها:

الصحفي الأول (حاملاً الوثائق بيده): هل هذه الوثائق صحيحة، ايتها السيدة السفيرة؟ (السفيرة غلاسبي لاتجيب)

الصحفي الثاني: " لقد كنت تعلمين ان صدام سيجتاح (الكويت)، ولكنك لم تحذريه ألا يفعل ذلك. لم تقولي له ان اميركا ستدافع عن الكويت. قلت له العكس – بأن اميركا لا علاقة لها بالكويت"... (صمت)

الصحفي الأول: "لقد شجعت العدوان إذن، ماذا كنت تفكرين وقتها؟"

السفيرة غلاسبي: "من الواضح انني لم افكر, ولم يفكر احد اخر ايضاً، بأن العراقيين سيأخذون الكويت كلها"!

الصحفي الأول: "هل تصورت انه سيأخذ "بعضاً منها" إذن؟ كيف يمكنك ان تفعلي ذلك؟؟ صدام قال لك انه ان فشلت المفاوضات فأنه سيتنازل لإيران عن هدفه (شط العرب)، لأجل الحصول على "كل العراق، بالشكل الذي نريده عليه"، وانت تعلمين ان ذلك يعني ان ذلك يشمل الكويت، والذي طالما اعتبره العراقيون جزءاً تاريخيا من بلادهم"!

السفيرة غلاسبي: لا تجيب بشيء وتندفع مبعدة الصحفيين عن طريقها لتغادر...

صحفي: "لقد اعطت اميركا الضوء الأخضر للاجتياح إذن. على الأقل فأنت تعترفين إنك أعطيت الإشارة الى صدام بأن بعض العدوان امر مقبول – بأن اميركا لن تعارض احتلاله لحقل الرميلة النفطي والشريط الحدودي المتنازع عليه وجزر الخليج (بضمنها جزيرة بوبيان) – مناطق ادعى العراق ملكيتها"؟

السفيرة غلاسبي لا تجيب وتغادر في سيارة ليموزين كانت تنتظرها.

بعد سنتين، أشير في برنامج "NBC News Decision ‘92s " الى قول مرشح الرئاسة الأمريكي روس بيرو في عام 1992: "قلنا له (صدام) بأنه يمكنه ان يحتل الجزء الشمالي من الكويت، وحين اخذ الكل، جن جنوننا. وان لم نقل له ذلك فلماذا لم نسمح لـ "لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية" ولا "لجنة مجلس الشيوخ لشؤون الأمن" ان ترى التعليمات المكتوبة للسفيرة غلاسبي"؟

(انتهى المستقطع من مقالتي "أبريل غلاسبي كذابة")

ما ورد أعلاه يثبت بما لا يقبل أي جدل، بأن دخول صدام الكويت كان مؤامرة أمريكية ابتدأت بحث الكويت على الإضرار بالعراق، وانتهت بتدمير البلدين ودخول جيوش اميركا اليهما، وحل أزمتها المالية الحادة... وهو ما يحدث اليوم بالضبط!

هذا هو من يصطاد في الماء العكر، وعلى الجانب الكويتي وليس على الجانب العراقي.

 

ردود الأفعال السياسية الكويتية على رفض الشعب العراقي للإجحاف المستمر الذي تعرض ويتعرض له من سلب أراضيه وخنقه في منافذه البحرية، كانت متضاربة. فقد انقسمت بين مهددة للعراق وساخرة من العراقيين، وبين أخرى متفهمة لما يراد للبلدين.

 

إن التحجج بتقسيمات الأمم المتحدة، التي نعرف جميعا من يسيرها اليوم ومن يفرض قراراتها، ليست حجة كافية. كما انها ليست حجة ان سفلة العراق الذين وقعوا للكويت ما تريد قد فعلوا ذلك. فصدام الأسير في خيمة صفوان لا يمثل العراق ولا مصالح الشعب العراقي ولا كذلك هوشيار زيباري، أحد الد أعداء العراق سماً وحقداً، ولا القادة الأذلاء الآخرين الذين لا يختلفون عن صدام حسين في استعدادهم للتخلي عن كل شيء من اجل بقائهم في الكرسي، منذ اول رئيس حكومة وإلى اليوم. ويشارك النواب الكويتيين في تبريرهم للقرارات الجائرة بخنق العراق، عراقيين معروفو التوجهات والدوافع، ومنهم ذاك الذي يسمى بـ "لص الجادرية".

كما ان هناك اعتراف واضح بهذا الظلم وتلك المؤامرة على العراق، من بعض النواب الكويتيين وما يراد للبلدين من صدام جديد. فينقل علاء اللامي عن وليد الطباطبائي قوله في لقاء صحافي سنة 2011 إنه يعارض بناء ميناء مبارك الكبير قبالة المياه العراقية، وأنه يطالب الحكومة الكويتية بنقل هذا الميناء إلى مكان آخر لقطع دابر الأزمة التي تسبب بها بناؤه مع العراق.

 وأشار تقرير إلى توجس المواطن الكويتي من مؤشر ميناء مبارك الذي يراه "لا يبشر بخير"، وهو كذلك بالفعل. فموقع الميناء وتوقيت بنائه وكل ما يحيط به، يشي بالغاية الوحيدة التي أنشئ من اجلها: خنق العراق والتسبب في ازمة جديدة تضع البلدين تحت رحمة أميركا وإسرائيل.

 

 

ما الذي يتوجب على العراق عمله؟ أولاً يجب وضع الحقائق امام الشعب: هناك ظلم شديد قد وقع عليه وعلى بلاده، ومعظم هذا الظلم والخسائر قد ذهبت ولن تعود.

ثانياً ليست الكويت مجرد دولة صغيرة يمكن الهجوم عليها عسكريا، فهي رغم حجمها، كافية لتقديم الحجة اللازمة بالتسبب بالكوارث للعراق، كما حدث أيام صدام حسين.

ثالثاً، ان الأمم المتحدة اليوم في يد الولايات المتحدة وإسرائيل، ويجب عدم التعويل عليها بشيء او الثقة بها بأي شيء دون مراقبة.

رابعاً، هذا لا يعني ان ليس هناك ما يمكن عمله. فالضغط الاقتصادي والسياسي على الكويت، ممكن دائما، ويمكن ان يتسبب في ضغط داخلي كاف لإسقاط هذا المشروع الذي يهدف إلى وضع هذه البلدان في صراع دائم. فميناء مبارك لا مستقبل له إلا بموافقة العراق على مشروع القناة الجافة والربط السككي بين البلدين، ويجب ان يعمل الشعب العراقي على ان لا تتم هذه الموافقة ابداً! وأن يفهم الكويتيون وغيرهم ان مصالحهم تقتضي مراعاة مصالح العراق، وأن لا سبيل إلى الأولى دون الثانية.

خامساً، ... إنما الحل يبدأ، كحل كل أزمة أخرى، ان يستلم الشعب العراقي السلطة في المنطقة الخضراء أولا، من أجراء اميركا، او يجبرهم بالضغط على الإذعان له! فبدون ذلك لن يكون هناك سوى المزيد من الخسائر والهزائم والكوارث..

 

مصادر

شرح وزير نقل سابق لمشكلة خور عبد الله

https://www.facebook.com/100007954500250/videos//

 

علاء اللامي - ثورة النواب الكويتيين ضد تظاهرات البصرة: مؤسفة

https://www.facebook.com/allamialaa/posts/1300072446720015

 

نواب كويتيون يطالبون حكومة بلادهم بالتحرك تجاه "الاستفزازت العراقية"

http://www.shafaaq.com/ar/Ar_NewsReader/d73229b3

-8c42-426a-8270-d69dceb22d2d/

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.