اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المدنيون والسير نحو إسرائيل بخطوات صغيرة// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

المدنيون والسير نحو إسرائيل بخطوات صغيرة

صائب خليل

8 آذار 2017

 

لاحظ الزميل علاء اللامي أن الكاتب عامر بدر حسون، لم يجد ما يستعين به لتأييد ما ذهب اليه من ان المحاصصة ضرورية، سوى مثال من الحكومة الإسرائيلية! وفي هذا تضمين غير مباشر، بأن النظام الإسرائيلي جيد ومثالي أو يصلح على الأقل ان يكون مرشداً لما هو صحيح.

سارع أحد أصدقائي ليكتب: "لقد كسبت الرهان"، وأسرع مما كنت أتوقع! 

وكان صديقي هذا قد قال لي ان عامر يضع اقدامه بحذر في الماء، وسرعان ما سيكتب داعيا للعلاقة مع إسرائيل!

 

ويعود هذا إلى ما حصل قبل بضعة أشهر، حين لاحظ قراء الكاتب عامر بدر حسون، توجهه الجديد نحو مهاجمة مفاهيم "الوطن" و "الوطنية" وبشكل شديد، والسخرية ممن يضحي من اجل الوطن واتهامه بالحماقة لأنه لن يحصل من تضحياته إلا على تابوت! كما انه هاجم بطريقه، مفهوم "الشعب" مفتتاً إياه بالقول بأنه ليس أكثر من "فرد + فرد + فرد..."

وقد استعان حسون بأمثلة لكتاب غربيين مرموقين لإثبات وجهة نظره، وبأنه ليس الوحيد في العالم الذي يكتب هكذا.

 

ومثل هذه المناورات الفلسفية والفكرية قد لا تكون مشكلة في بلد مستقر نسبياً، اما في بلد تعمل قوى هائلة من وراء الستار على تقسيمه.. بلد تحتل عصابات داعش وبدعم امريكي مساحات كبيرة منه، ويحتاج إلى كل تضحية يمكن ان تقدم له للبقاء على قيد الحياة، وشعب تمزقه الطائفية المصطنعة بعد الاحتلال يحتاج إلى كل كلمة تؤكد كيانه ووحدته، فإن مثل هذا الكلام لا يمكن أن يأتي عفوياً.

 

هذا كان رأيي، لذلك فإني لم اختلف مع صديقي في رهانه الذكي والمباشر، بل نشرت نص تعليقه مؤيداً.. وها قد صدق توقعه، وهاهو عامر يضع القدم الثانية في الماء الإسرائيلي. ورغم انه حتى الآن يبدو في المنطقة الضحلة الأمينة، إلا ان من الصعب الادعاء بأنه لم يقصد الدعاية لإسرائيل ضمنا بتقديمها مثالا للاقتداء به. فالأمثلة الأخرى في الدول الأوروبية التي يرى فيها العراقيون مثالا أفضل وأرقى وأكثر مصداقية، متوفرة بشكل كبير جداً، حتى أنك تجد في كل دولة منها عشرات الأمثلة على ما أراد السيد حسون ان يوصله بمثاله الإسرائيلي، عن ضرورة الشراكة أو ما يسميه المحاصصة، إن أراد الأمثلة.

 

هذه الطريقة في الدخول إلى الماء البارد ذكرتني بواحدة مشابهة نشرتها في مقالتي “التحالف المدني تماهي إسرائيلي ومراهنة ضمنية على سقوط العراق”(1)

 

 

 

وكان التحالف المدني الديمقراطي في وقتها يستعد للانتخابات بحملات إعلامية وندوات تعقد في الداخل والخارج، مسوقين بطريقهم للشخصية الناشزة عراقيا، مثال الآلوسي، فكتبت محذراً:

"لا بد من القول إن علاقة هذا التحالف بإسرائيل لا تتوقف عند مثال الآلوسي فنهاد القاضي من كردستان مثلاً لم يجد سوى إسرائيل ليقتبس منها أمثلته في الندوات الانتخابية للتحالف. ومما لا شك فيه أن هناك أكثر من مثال ومن نهاد القاضي في هذا التجمع تراقب وتنتظر.

 

وهذا التشابه الشديد بين حشر كل من نهاد القاضي من كردستان، وعامر بدر حسون، لخيارات من السياسة الإسرائيلية كأمثلة لإثبات صحة ما يرون، ملفت للنظر، ويبدو انه منسق من جهة مركزية، خاصة وأن حشر إسرائيل في القضية يبدو مفتعلا في الحالتين، فهل كان الأمر صدفة؟ يقال إنه لا توجد في السياسة "صدف"!

 

 

كتبت في تلك المقالة ايضاً: "يشعر المرء أن هناك إحساس غير معلن ينتشر كما يبدو بين نسبة عالية من أعضاء التحالف وكأنه مؤامرة تمت بدون تفاهم، يتمثل بالتساهل إن لم يكن "الرغبة" بفتح العراق أمام إسرائيل. ولأنه شعور يصعب الدفاع عنه أمام الناس لذلك لن تجده في برنامجهم ولا في تصريح لأي منهم، لكنه يتضح من بين سطور كلامهم وتصرفاتهم، ولو أنك سألت عنه في أية محاضرة لهم فسوف لن يستنكروه او ينكروه، بل يتم التهرب من السؤال وتجاهله بشكل تام. إنك تحس أن أقصى أمنيات هذا التجمع أن تمضي الجلسة بسلام دون أن يحرجهم أحد بمثل هذا السؤال!"

 

 

التعبير المجازي الذي يجمع من يسمون أنفسهم "مدنيون" يجمع خليطاً يجتمع عادة على ثلاثة محاور، الأول هو: كره الدين ورجال الدين، والثاني هو كره ما يسمونه "الميليشيات" والدعوة لنزع سلاحها، ويقصدون الحشد الشعبي بالذات، فالبيشمركه ليست ميليشيات بالنسبة لهم وهي تدخل ضمن المحور الثالث والذي هو: الولاء لكردستان. ومن هذا الأخير تتسرب علامات "البحث عن طريقة للتطبيع مع إسرائيل."

 

هذا "الهدف" الذي يتسم بالصراحة والوقاحة في كردستان، يجب ان "يلبس بوشية" بين "المدنيين"، فإضافة إلى الخوف من غضبة الجماهير التي لم تسكر تماماً بعد بمخدرات الإعلام الأمريكي، فإن الكثير من المدنيين يعانون من بقايا ضمير ورثوه من حزب شريف أو من كتاب لكاتب شريف أو شهيد من أقاربهم او اصدقاءهم سقط دفاعاً عن مبادئه، يمنعهم قبول هذا الأمر بصراحة ووضوح.

إنهم يسعون "لرشوة" جماهيرهم ببضعة اهداف جميلة مقابل القبول بتلك المحاور، مثل "حرية المرأة" و "محاربة الفساد" و "محاربة الطائفية" و"فصل السلطات"، رغم انهم يسارعون إلى أفسد الموجودين وابعدهم عن تلك الأهداف لمبايعته.

هم مستعدون للدفاع عن الذي "ضحى بولديه" (وسمعته)، ومحاولة اقناعنا بأنه فعل ذلك "لمجرد" حضور مؤتمر في إسرائيل. وهم يدافعون عن "حق اليهود العراقيين" في العودة الى العراق، ومستعدين لنشر فيديوهات هؤلاء الإسرائيليون العراقيو الأصل، يغنون المقامات ويشربون الشاي "بالاستكان" ويسكتون عن جرائم إسرائيل. لكن أكثر من هذا التقرب سيكون مخاطرة يجب ان تحسب جيدا...

الخطوات يجب ان تكون صغيرة جداً لا يشعر بها أحد، لكيلا تكون صدمة تصحي ضمائر بعضهم أو تصحي الناس عليهم. من يديرهم يدرك هذا ولا يضغط أكثر مما يجب، خاصة وأن هناك الكثير من الخطوات الصغيرة الأمينة الممكنة، ومنها استخدام امثلة إيجابية من إسرائيل كلما أمكن ذلك دون لفت النظر.

 

اختتمت تلك المقالة بالخاتمة التالية داعيا من يحضر محاضرات التحالف من الناس، إلى إحراجهم بالسؤال عن موقفهم من إسرائيل بصراحة: "دعونا لا نسكت...دعونا نزعج الذين يبيعون كرامتنا مجاناً، ونطرح الأسئلة أمامهم وأمام جمهورهم ليوضحوا موقفهم علناً لنفهم... نعم نريد كتلة لاطائفية، لكننا نريدها قبل ذلك ألا تكون إسرائيلية أيضاً!"

 

والآن أقول لهؤلاء "المدنيون" و "المدنيون وإن لم ينتموا": لا تدخلوها إلى "بغداد" عروس عروبتكم، فسوف يرى الشعب فعلتكم مهما كانت تلك الخطوات صغيرة، وإلا حق عليكم الوصف الذي تعرفون، للشاعر الذي تعرفون!

 

(1) التحالف المدني تماهي إسرائيلي ومراهنة ضمنية على سقوط العراق

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/637132119677194

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.