اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الشيوعيون العراقيون لا يحتفلون بميلاد ماركس!// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الشيوعيون العراقيون لا يحتفلون بميلاد ماركس!

صائب خليل

6 مايس 2017

قبل ان انشر مقالي بمناسبة عيد ميلاد ماركس أمس، زرت موقع الحزب الشيوعي على النت، أملا بالحصول على معلومات قد تثري المقال. فقد تصورت ان المناسبة لا بد ان تكون قد طغت على الصفحة من قبل الحزب بشكل رسمي ومن قبل اصدقاءه من الكتاب الكثيرين، لكن يا للعجب، لا توجد أية مقالة او إشارة لهذه المناسبة! ذهبت لتصفح طريق الشعب فلم يكن هناك شيء ايضاً! لم يكن هناك أي ذكر لماركس على الإطلاق ولم أجد الكلمة حتى بالبحث الالكتروني في الموقع وصفحات طريق الشعب..

 

هل يفترض بالشيوعيين العراقيين ان يحتفلوا بماركس بالضرورة؟ أم انهم يخافون ان يتهموا بتبعية شخص "أجنبي"؟ هل اعتبر ضمن "التطور" ان يترك ماركس لشأنه؟ لكن اليس هو الرجل الذي لولاه لما كان هناك حزب شيوعي عراقي ولا أي حزب شيوعي آخر؟ ألا يستحق مثل هذا ان تقال كلمة عنه؟ اليس عدم احترام المناسبة دليل على عدم احترام القضية كلها وعدم احترام التضحيات التي قدمت من اجلها؟

الحقيقة ان هذه الحالة لا تقتصر على الحزب الشيوعي العراقي. فيكتب د. اسعد أبو خليل معلقا على كتاب السيدة عايدة الجوهري فيقول إن "ما قامت به الجوهري في كتابها، كان يجب أن تقوم به الأحزاب الشيوعيّة العربيّة — أو ما تبقّى منها. لكن تلك الأحزاب لا تزال تعاني من ارتباك فظيع أصابها جراء سقوط الاتحاد السوفياتي، ولأنها رفضت أن تخوض حرباً دفاعاً عن اليسار وحقّه في الوجود. تحوّلت تلك الأحزاب في معظمها إلى أحزاب ليبراليّة مائعة، ولا تجرؤ على رفع صور رموز الشيوعيّين ما خلا تشي غيفارا — وفقط بسبب بهاء طلعته. "(1)

 

هذا النقص لا يقتصر طبعا على تذكر "ماركس" بل يعم كل ما ينتظر من الشيوعيين ان يكتبوه. فالساحة مفتوحة لبعض الهواة الذين يروجون للرأسمالية بأكثر اشكالها وحشية، دون ان يجدوا من يردهم، والشباب القارئ لا يملك إلا ان يوافقهم، مهما كان كلامهم مخالف للحقائق وللتاريخ، فليس هناك من يعرف الرد. ومن كان يفترض ان يثقف الناس بأفكار حزبه، كأقل ما يفترض به، مشغول عن ذلك بأمور أخرى تماما.

 

الموقع المفضل لليسار العراقي الرسمي هو موقع "الحوار المتمدن" الذي كشفنا أكثر من مرة علاقته المشبوهة بإسرائيل، والذي تتكون 90% من مقالاته اليسارية من مقالات عن "تطوير" اليسار والشيوعية أو الهجوم عليها باعتبارها هي ومن يؤمن بها، شيء جامد من الماضي الديناصوري. ويعج الموقع بالمقالات التي تبجل الليبرالية وأميركا، بالمقابل. وأكثر من ذلك يعج الموقع بشيطنة الإسلام والمسلمين ويسخر من العرب في الكثير من مقالاته، دون ان تمنع تلك المقالات، رغم ان الموقع يرفع شعار أن من حقه ان يمتنع عن نشر اية مقالة دون ان يعطي سببا لذلك! وأنه قد استعمل ذلك "الحق" مراراً وتكرارا، لمقالات ازعجته.

 

ولو استثنينا عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة من اليساريين الذين بذلوا جهدا هائلا لسد النقص، وجلهم إن لم يكن كلهم ممن تركوا الحزب، لما وجدنا اية ادبيات شيوعية تتحدث عن تاريخ اميركا الأسود وتاريخ الرأسمالية الدموي وتنبه الشباب لخطر من يحتل بلادهم. وأكثر من ذلك لا يأت ذكر إسرائيل على بال مثقفي الحزب اطلاقا، بل ان اكثرهم يهب للدفاع عنها بحجج مختلفة! حتى ان بيان التضامن الذي أطلقه الحزب مع المضربين الفلسطينيين اثار في المتابعين بعض الدهشة والأمل! وهكذا ترك الشعب والشباب بشكل خاص، فرسية سهلة لإعلام شديد العدوانية والكذب، ودون اية مساعدة من اليسار تستحق الذكر، حتى ولو لتأخير الأثر التدميري للأوهام التي يروج لها ابواق اميركا مثل عبد الخالق حسين وغيره وأدوات الإعلام التي تسيطر على العراق تماما.

 

إن المرء ليتعجب هل حقاً لا يدرك الشيوعيون الخلل الرهيب الذي هم فيه؟ أين ذهب كل ذلك العنفوان وكل تلك الثقافة وكل تلك التضحية التي تضرب بها الأمثال؟ نعم اننا نفهم ما مر به الحزب، لكن هذا الاستسلام المرعب والسلبية التامة، بل المنحازة الى الجهة المعاكسة أحيانا، تصيب المرء بالدوار ويحار في تفسيرها المفسرون!

لا أدرى ما الذي يحدث بالضبط، فالهبوط أكبر من التفسير. فأنا أذكر أن الحزب الشيوعي أتُهم يوماً بأنه تحول الى "نادي ثقافي"، واعتبرت في وقتها تهمة قاسية، اما اليوم فنحن لا نجد حتى هذا النادي الثقافي!

 

(1) الصوابيّة اليساريّة في زمن طمس الصراع الطبقي | الأخبار

 

http://www.al-akhbar.com/node/276779

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.