اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مرض العوّز الثقافي.. وهول الكارثة// عارف الماضي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

مرض العوّز الثقافي.. وهول الكارثة

عارف الماضي

 

 

سمعنا كثيرا عن مرض العوّز المناعي... وبكونه مرض عضال يمثل اخطر امراض العصر السائده ...  يتفشى في القارات الاكثر عوزا وجهلا وفقرا كالقاره السوداء.. ولاتسلم من اشراره حتى القارات البيضاء و الصفراء... ويعتقد المختصين ان اساءة  اشباع  الحاجه  الجنسيه, وسوء التغذيه هما السببان الرئيسان لانتشاره. لكننا لم نسمع بالمره بمرض لايقل عن الاول هولاً, يصنع من نهار الارض  ليلاً بهيماً, يستقدم النكد والحزن والاسى والبلاء  من وراء  الجبال ليحول وديانها الخصاب  الى يباب.. ومياهها الصافده الى  سراب, ولكي يستبدل الحب  بالكراهيه و المودة والاخاء الى حقد ودماء... انه مرض العوّز الثقافي المقيت, والذي استوطن في عقول وابدان الكثيرين, سواء من يقطن في بلاد مابين النهرين او ما حولها,  بل في  بلدان شاسعه في مغارب الارض ومشارقها. ان تشخيص الداء ضرورة لابد منها لتخصيص الدواء, فكان فايروس نقص المناعه قد تم  التعرف على تركيبه الوراثي , حتى توصل العلماء الى الطريق الامثل الى  تنشب انيابه واكتشاف سبل علاجه... رغم وعورة الطريق وغلو الثمن, اما مرضنا الاجتماعي و الذي يجتهد الفقهاء في تحديد مسبباته , فهو وبلا شك اصل مشكل شعوبنا  وسر بلائها فهذا الفايروس الكوني الخطير ذو امتدادات تاريخيه تغور في جوف العصور  تحمل معها كل  تناقضاته واصطراعاته  0

عندما  نتخذ من العراق أنموذجا لتفشي هذا الوباء  وللبحث في الاسباب  الحقيقيه لنموه , فالامر  يقودنا الى تعليل  الهبوط في تلك المنظومه الثقافيه و التوعويه العراقيه و الذي بدأت بوادرها الاولى تزامننا مع بدء الحرب العبثيه مع ايران والتي  دامت  ثمان سنوات اُهلك فيها الحرث والنسل, وكعادة كل  نتاجات الحروب فقد تدهورت كل القطاعات وكان لقطاع التربيه و التعليم والثقافه حصة الاسد من كل ذلك فأنخفض المستوى العلمي الى مستويات مترديه, وارتفعت مستويات البطاله وزادت مؤشرات الفقر وارتفع منحنى الامراض بخط يقترب من المسير العمودي, وتقهقر القطاعان الزراعي و الصناعي  الى مراكز مؤلمه . ولكننا وقبل  الخوض في سجالات هذا الموضوع المتشعب الشائك , علينا ان نضع القارئ  في طاولة مقاصدنا في معنى مفهوم الثقافه, وعلينا ان نؤكد  بأننا لانقصد اللوان الانتاج الثقافي المعروفه كا الشعر والقصه والروايه او المسرح او الفن التشكيلي او غيرهما, ولكن مسارات مقاصدنا تستهدف القدره الكليه العقليه واسلوب تفكير الغالبيه من مكونات الشعب موضوع الدراسه, حيث اننا نعتقد وبمايشبه اليقين ان المشكل الكبرى في العراق هي  مشكل سلوكي ,اجتماعي, فكري ,ثقافي  ذو اصول قبليه عريقه ومذهبيه فطريه ترعرعت في هذا الوسط الغذائي البيئي  و الذي وفرت  الحروب العبثيه المتلاحقه اجواء  خصبه آمنه ومثاليه لنموه وتكاثره, مما سهل ركوب الناس وبحجم تلك الاغلبيه في عربات القطار الخاطئ منحرفا عن خط سير العلم والرقي و التطور اسوء بدول العالم المتحضر , الى خطوط يكتنفها الظلام و الغموض ظانا ان هذا القطار هو الطريق الامثل الى الجنه!!!.

ولكننا وفي هذا  المجال لانجد سببا في التقليل,  من فضاعة الدور السلبي الفاعل للكثير من الخطباء والواعظين واللذين اصبحوا اليوم يمتلكون قنوات اتصال عديده مرئيه ومسموعه ومقرؤه , وبفعل ما تُدر عليهم من اموال طائله اغلبها, مجهولة المصدر, حيث حققت هذه الاصوات ومن مختلف المذاهب و المشارب  ضربات رادعه للثقافة و المثقفين,  وهي تحاول جاده في اطفاء سراج العلوم و المعارف , ولكي تصنع اجيال تليها اجيال من الفدام و المتخلفين.0

 ان السكوت و المهادنه ومجاملة جلسات الباطل لا يمثل الا خيانه كبرى وخذلان  لهذا الشعب  من قبل المثقف العضوي  و الذي نتطلع له بأن يكون (مثقفا متمردا ) لا (مثقفا مهادناً), وانسانا  صلبا غير  رعديدا, فالتغيير الواعد الخلاق و الذي يتطلع له عشاق  الحريه و البناء و الرخاء , يحتاج الى عقول متوقده عابره لأفيون الطائفيه المقيته ,لا تُبكيها كوابيس النوم, ولا تُضحكها احلام اليقظه.

اننا نرى ان مسؤولية تطويق هذا الداء الاجتماعي الخطير تقع بالدرجه الاولى على عاتق المثقف الحقيقي (المتمرد), فهو المعني الاول بمكافحة هذا الداء وأن كان مستفحلاٌ, ولكون الجهاز الحكومي العراقي وبواقعه الممزق المتشظي لايملك الاراده المطلوبه لتوفير العلاجات الازمه لتطويقه.

 

          عارف الماضي

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.