اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رسالة سلام// د. خيري العريان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. خيري العريان

 

عرض صفحة الكاتب 

رسالة سلام

الدكتور خيري العريان

 

‏ربنا لقد أصابنا من التعب ما يكفينا، وما رأينا ثقلاً على قلوبنا مثل ثقل هذهِ الأيام اللهُم هَون. ثُم هَون. ثُم هَون. ثُم أَرِح نفوسا لا يَعلم بِحَالِها إلَا أنت، وهون علينا ما لا نستطيع تحمله يا الله، واجعل لنا من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، اللهم إننا أحسنا بك الظن فاجبرنا.

الحمد لله الذي خلق فسوى ، والذي قدر فهدى ، والذي أخرج المرعى فجعله غثاء احوى، أحمده سبحانه حمد الشاكرين ، وأشكره شكر الحامدين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، خير الخلق أجمعين ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين . . .

أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، وألزموا أنفسكم طاعة ربكم ، فهي المنجية ، وهي الموجبة ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " .أيها المؤمنون عباد الله : ان ما ينتشر في بلدنا من أمور محزنه لا تسر القلب بل تؤلمه وتوجعه

 ، والتي عمل لها الشيطان الرجيم ،  وانتشار والبغضاء بين الناس ، فسادة الشحناء ، وعمت بها ربوع هذا البلد ، فأصبحت القلوب في ضيق ونكد ، وفي تعب ونصب ، وكل ذلك بسبب أطماع دنيوية دنيئة ، من أجل حفنة من تراب ، أو شبر من خراب  ، أو بضعة من غرض ،

إن مثل تلك العادات يمقتها رب الأرض والسموات ، يقول الله تعالى : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم " ، لقد قطعت أواصر المحبة والمودة بين الناس ، بسبب تلك الأطماع ، وبسبب حب الدنيا وزينتها وزخرفها وبهرجتها ، ولقد مزقت وشائج صلة الأرحام ، بسبب حب الأرض وما فيها من دمار ، يحسبون أنهم سيخلدون في هذه الحياة ، والله من فوق سبع سموات قال لهم : " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون " ، ولقد حذر المولى جل وعلا من الركون إلى الدنيا ، أو اتخاذها وطناً وسكناً ، وأنها غادرة ماكرة ، فقال تعالى : " إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون " ، هذا هو الجزاء الأوفى لمن ركن إلى الدنيا ، ورضيها من دون الأخرى ، أن يكون مصيره إلى النار والعياذ بالله .

أيها الناس : إن الإسلام يدعو أهله إلى الألفة والمحبة والمودة ، وتقوية الأواصر ، والتفاني من أجل خدمة الاخ لأخيه ، والتواضع لله ولعباده ، فمن تواضع لله رفعه ، ومن تعاظم على الله وضعه ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره ، بل كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ، هكذا جاء على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم ، ويقول ربكم تبارك وتعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " ، وقال عليه الصلاة والسلام : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، وشبك بين أصابعه " [ متفق عليه ] ، فأين تطبيق تلك الآيات ، وأين العمل بتلك الأحاديث الكريمات ، أم أننا نسمع ولا نعقل ؟ أم أننا ننصت ولا ندرك ؟ أين المحبة اليوم ؟ أين الإيثار اليوم ؟ أين الاخوة اليوم ؟ ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " [ متفق عليه ] ، لقد تباغض الناس ، لقد تلاعن البشر ، لقد حمل الجيران على بعضهم حقداً دفيناً ، وامتلأت قلوب الأرحام كرهاً عظيماً ، ما الأسباب ؟ وما الدوافع ؟ وما النتائج ؟ أما الأسباب والدوافع ، فهو الوهن ، والوهن : هو حب الدنيا

وأما النتائج ، فلا يرفع لهم دعاء ، ولا يقبل لهم عمل ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال انظروا هذين ، حتى يصطلحا ، انظروا هذين حتى يصطلحا ، انظروا هذين حتى يصطلحا . ، فيالها من خسارة فادحة ، ومصيبة عظيمة ، ونكبة كبيرة ، أن لا يرفع للإنسان عمل حتى يصفو قلبه على أخيه المسلم ، فلماذا لا تصفوا النفوس إذاً ، ولماذا لا تسموا القلوب أبداً ،  والتواضع لله ولعباده ، والتغاضي عن بعض التعديات ، والصفح عن الزلات ، ومغفرة الهفوات،

لم  لا نعفو ولا نصفح ،

 فاتقوا الله عباد الله وحسنوا خلقكم وأخلاقكم ، وابتعدوا عن الإضرار ، وإياكم والإساءة إلى الجيران أو الإخوان والخلان ، أما ترضون بجنة خازنها رضوان . عباد الله : احذروا كل الحذر من الفرقة والتباغض ، وابتعدوا عن التنافر

 من كانت له على أخيه ملاحظة ، أو رأى منه زلة وهفوة ، أو لمس من خطأ وجفوة ، فلا يعني ذلك أن يحمل عليه في صدره كرهاً وبغضاً ، وليس معنى ذلك أن يتقدم ضده بالخصومة  ، وليس معنى ذلك أن يؤلب الناس عليه ، أو يثير الفوضى ، فيكثر الهلكى ، بسبب أمر كان من الممكن أن يتدارك بالنصيحة الأخوية ، وبالمشورة والروية ، وبالتسامح والعفو والإحسان ، وغض الطرف عن المشكلات ، وإيجاد الحلول المناسبة لها

  بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ،

 

فاتقوا الله عباد الله ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور . فالدنيا جنة الكافر ، وسجن المؤمن .

أيها الأخوة في الله : في معترك هذه الحياة ، وفي هذا الخضم ومن بين أمواج هذا البحر المتلاطم ، يجب التذكير بالحديث عن إصلاح ذات البين بما يذهب وغر الصدور ويجمع الشمل ويضم الجماعة ويزيل الفرقة ، المصلحون والساعون في الإصلاح رجال نبلاء شرُفت نفوسهم وصفت قلوبهم وصحت عزائمهم وأشرقت ضمائرهم ، حريصون على حفظ الأسرار ، متنزهون ومبتعدون عن الرغبة في غلبة طرفٍ على آخر ، راغبون في خير  وغيرهم ، قال تعالى : " لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً "

 عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة " قالوا : بلى يا رسول الله قال " إصلاح ذات البين ، فإن إفساد ذات البين هي الحالقة " وفي بعض الروايات قال : " هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين "

اسأل الله العلي العظيم أن يصلح ذات بيننا وان يوفقنا لما يحب ويرضى

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الدكتور خيري العريان

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.