اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• طريق مجرب! -//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

طريق مجرب!

أوضاع البلاد تسير الى التعقيد والاستعصاء ولا أمل، حتى الآن، في انفراج قريب، رغم التصريحات واللقاءات وإصرار رئيس الجمهورية على مواصلة مهمته في التهدئة والسعي لجمع الفرقاء في مؤتمر وطني يراد منه ان يكون خطوة في طريق الإصلاح المنشود.

الإصلاح لم يكن مطلب اليوم ولم يكن في أجندة القوى المتنفذة، هو ما طالبت به الجماهير، الناس في تحركاتها، تلك التي سبقت شباط 2011 وما تلاها ومازالت تنادي به، فبعد عشر سنوات أصبح استمرار الأوضاع على ما هي عليه، مع التردي الحاصل، أمرا غير مقبول.

فهناك حاجة لإصلاح الأوضاع وليس لإعادة تقاسم المغانم والمواقع، او إعادة هيكلة نظام المحاصصة الطائفية وهو ما أوصل بلادنا الى ما هي عليه، وكان أس البلاء وما تراكم بسببه من أزمات آخذة بالتناسل والانشطار.

فالحاجة قائمة الى إصلاح حقيقي، جذري، يعيد وضع العملية السياسية على السكة السليمة ويخرجها من عنق الزجاجة ويسير بها الى فضاءات رحبة، تتجه الى بناء وتأسيس شيء آخر جديد كان وما زال في صلب مطالب الناس، المطلوب إصلاح يتجاوز المحاصصة ولا يعيد أساسها بطرائق مختلفة.

المطالب عادلة ومحقة تماما وواقعية، فليس من المعقول وأمامنا تجارب الآخرين ان ننتظر سنوات أخرى لنقول بفشل نظام المحاصصة، او نغوص في متاهات يراد منها الالتفاف والزوغان عن إقامة نظام عصري، مدني ديمقراطي حديث، أخذت به شعوب قبلنا، قطعا وصلته بعد تضحيات جسام ومخاضات عسيرة، لماذا يطلب البعض ان نمر بهذا المسار العسير، الا تكفي معاناة الناس في ظل النظام المقبور؟ ألا تكفي تجارب من سبقنا، فهذه لبنان أمامنا؟.

لسنا بحاجة الى سنوات عجاف أخرى لندرك فشل المحاصصة فالنتائج واضحة جلية، ومن مآثرها هذا الاستعصاء في الحياة السياسية والتردي على مختلف الصعد!، وبالتجربة أخذت إعداد متزايدة تدرك ان المتنفذين يلعنون المحاصصة ليل نهار، ولكن في الواقع هم من أكثر الناس تمسكا بها، بل يتسابقون في ابتكار ما يديمها ويرسخها، هم مختلفون في كل شيء الا على هذا المبدأ التعيس، فهو الضامن لمصالحهم ومغانهم، وهو طريقهم لإدامة سلطتهم ونفوذهم، الم يتفقوا على رفض التعديل المطلوب على قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي، بل هم على استعداد لتكرار ذلك طالما بقيت مصالحهم محفوظة، مصانة.

المطلوب واضح وجلي، إصلاح حقيقي وليس ضحكا على الذقون وتسويفات وترقيعات لا تعمل الا على إدارة الأزمات وليس المعالجة الجذرية لأسبابها، وهذه الأسباب هي الأخرى أضحت معروفة، والتغيير المطلوب لن يأتي هبة من احد، ولن تأتي المعجزة تلقائيا، الناس هي من تجترح المعجزات والمآثر، وهذا هو الطريق المجرب والمضمون.

ـــــــ

محمد عبد الرحمن

جريدة "طريق الشعب"

الاحد 21/ 10/ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.