اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• انتخابات مجالس المحافظات محطة هامة على طريق التغيير -//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

انتخابات مجالس المحافظات محطة هامة على طريق التغيير

منذ الانتخابات البرلمانية السابقة في 7/3/2010، على وجه التخصيص، لم ينقطع الحديث عن السعي لإخراج البلاد من أزمتها وإعادة العملية السياسية الى مساراتها السليمة وتخليصها مما علق بها من مشاكل وصعوبات ومعوقات، وتمت في هذا السياق العشرات من اللقاءات والاجتماعات في بغداد واربيل والنجف وغيرها، وأغدقت الوعود بقرب الحل والفرج فيما الأزمات تترى، وقد انتقل تأثيرها الى داخل الكتل المتنفذة نفسها ما تجلى في العديد من المواقف والحراك بين الكتل وحولها وتشكيل اطر بمسميات وعناوين جديدة.

وانطلاقا من شعور عال بالمسؤولية قدمت مقترحات ومبادرات عدة لحلحلة الأمور وإنقاذ بلادنا، فكانت الدعوة الى عقد المؤتمر الوطني، الذي اختزل من قبل المتنفذين واختلفوا على اسمه ومكانه وجدول عمله، وما زالت جهود رئيس الجمهورية متواصلة لعقده ولا يبدو حتى الآن ان الطريق سالك ومعبد، وكانت هناك أيضا فكرة إجراء الانتخابات المبكرة كمخرج للازمة، والتي رفضها المتنفذون، أيضا، لأسباب مختلفة وعاد البعض منهم لاستخدامها في فترات مختلفة بهدف إحراج الأطراف المقابلة دون توجه جدي للقيام بذلك.

أصبح جليا وواضحا الآن، وبعد مرور هذه الأشهر الطويلة، ان الأطراف المتصارعة ليست في وارد البحث عن حلول جذرية للازمة والانتقال بالبلاد الى أوضاع أخرى يترقبها الناس بفارغ الصبر، بل هي تسعى في أحسن الأحوال الى إدارة الأزمة بما يديم مصالحها وهيمنتها ونفوذها، وليس متوقعا من هذه الأطراف بفعل بنائها ونمط تفكيرها الحالي وآليات عملها تحقيق انفراجة حقيقية في الوضع لصالح فتح فضاءات واعدة لبناء حياة جديدة مختلفة عن التي يعيشها المواطن حاليا.

ولم تنفع في هذا الصدد مليارات الدولارات التي تضمنتها موازنة 2012 وما سبقها، في تغيير واقع الحال، وهو ما كان يعول عليه المتنفذون في تقديم صورة أخرى وردية من الانجازات للتغطية على مساوئ تواصل الأزمة السياسية العامة، فلم تقدم تلك المليارات ما يبرر صرفها حتى الآن: لا الخدمات تحسنت، ولا انتظمت الكهرباء، ولا حياة الناس المعاشية غدت أفضل، ولم يشهد الإنتاج الوطني تقدما ملموسا وخاصة في قطاعي الصناعة والزراعة، بل حتى الملف الأمني ما زال يشهد خروقات نوعية، آخرها ما حصل أيام عيد الأضحى، رغم ما يخصص سنويا من مبالغ طائلة لقطاع الأمن والدفاع، فالتعويل على النفط وموارده من قبل المتنفذين جاء بنتائج عمقت التفاوت وزادت الأغنياء غنى والفقراء بؤسا، وحصل تداخل مريب بين رأس المال وأصحاب الثروات مع المتنفذين وأصحاب القرار، كل ذلك بسبب سوء إدارة المال العام، كما الدولة برمتها.

الأزمة متصاعدة ولا أمل في حل قريب، والمتنفذون هم السبب في ذلك في سعيهم لإدامة أسسها والتقاتل من اجل استمراره ضمانا لمصالحهم ونفوذهم، التشخيص مهم في تحميل مسؤولية ما يجري على من يتحكم ويدير شؤون الدولة الآن، المتنفذون بدرجات متفاوتة، وحسب مواقعهم، مسؤولون عما وصلت اليه أوضاع بلدنا، ولا بد من ان يدرك الناس ذلك، ويعرفوا حقيقة الأوضاع، وعليهم عندئذ تقع مسؤولية كبرى في احداث التغيير، فمسؤوليتهم كبيرة ولا غنى عنها.

لم يعد كافيا التشكي والتظلم وإبداء الاستياء والقاء المسؤولية على المتنفذين والصراخ في الفضائيات وندب الحظوظ والصدور واللطم على الخدود، الشكوى وإبداء الرأي والموقف مطلوبة ولكنها لوحدها لا تؤدي الفعل المطلوب، هنا تبرز الحاجة ماسة الى فعل ايجابي والبدء الملموس بالتغيير.

وقد حان الآن وقت التغيير المطلوب وقول الكلمة الفصل والحاسمة، وردع المسيئين والفاسدين والمتلاعبين بقوت الناس، والمسؤولين عن الواقع المر الذي تمر به بلادنا، فقد جرى تحديد موعد الانتخابات لمجالس المحافظات في 20 نيسان 2013، وهي الفرصة المؤاتية لقول الحق واختيار من يعيش مع الناس همومها ومشاكلها، واثبت بالملموس وقوفه الى جانبها ودفاعه عنها وتبنى مطالبها ولإزاحة تلك الرموز التي لم تصدق الوعد.

ان انتخابات مجالس المحافظات فرصة للتقويم والمراجعة والمقارنة وكسر الحلقة المفرغة، وتحويل القول الى فعل.

فلتكن بداية سليمة وتمرينا ملموسا على طريق التغيير المنشود والذي ستكتمل ملامحه، بفعل الناس وإرادتها وتصميمها وإدراكها لمصالحها، في الانتخابات البرلمانية القادمة التي لم يعد، يفصلنا عنها الكثير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد عبد الرحمن

جريدة "طريق الشعب"

الاحد 4/ 11/ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.