كـتـاب ألموقع

• وقت الفعل ! -//- محمد عبد الرحمن

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: محمد عبد الرحمن

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 28 كانون2/يناير 2013 10:18

الزيارات: 1497

وقت الفعل !

محمد عبد الرحمن

اجواء محتقنة ، فوضى ، تسخين على كل الجبهات . الاخطر هو الزج بالجيش لحسم الموقف . هذا هو عين اللعب بالنار. وتكراره سوف يزيد الموقف سوءا. وقد تخرج الاوضاع عن السيطرة.

الواجب كان يحتم جعل التماس بين المتظاهرين والقوات المسلحة خطا احمر، وتبني ذلك قولا وفعلا ، والعمل دون وقوع صدام كالذي حصل امس الاول الجمعة.

والاسوأ ان لا تجري ادانة ما حصل، ولا يتم التعهد بعدم تكراره. والانكى من هذا وذاك ان تلقى الاسباب على الخارج، على مؤامرات آتية من وراء الحدود ، وكأن التدخل الخارجي ، من جانب مختلف الجهات ، قد توقف يوما. كذلك ان لا تقال كلمة مواساة لعوائل الضحايا .

المنطق يقول ان الناس خرجت في محافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك وبغداد ، مثلما خرجت وتخرج في اماكن اخرى من عراقنا ، تعبيرا عن هم وموقف وايصالا لرسالة . ورفعت مطالب قالت عنها الجهات الماسكة بالقرار ذاتها ان فيها الكثير مما هو دستوري وشرعي . والسؤال هو: ما الذي تحقق وانجز في شأنها؟

للعراقيين تجربة سابقة ستحل ذكراها في الايام القادمة. فقد احتشدت الجموع في شباط 2011 لتعلن مطالبها ،التي قيل في وقتها انها مشروعة. فيما سبق ان وصفت بذات الاوصاف التي تطلق على تظاهرات اليوم. الا ما اشبه اليوم بالبارحة !

لم تنفذ مطالب المتظاهرين في شباط 2011 ، فهل تحسنت من جراء ذلك احوال الناس، وهل جرى الارتقاء بالخدمات، وتطويق الفساد والتصدي للمفسدين؟ وهل تقدمنا في مجال حرية التعبير عن الرأي والتجمع ؟ وهل عولجت الازمة السياسية التي تعصف بالبلد ؟ ام رأينا العكس تماما، فكل هذه المؤشرات غدت " اقمش " واوضاع بلدنا صارت لا تسر احدا .

ان سياسة اللعب على عامل الوقت لم تعد تجدي نفعا ، وقد سبق ان جُربت فلم تؤد الا الى عكس ما كان البعض يتصور. نعم، ان سياسة حافة الهاوية لا تحصد النجاح في كل مرة .

ولأن عامل الوقت ليس في صالح احد ، فعلى الكل ان يتحرك لتلافي ما هواسوأ. فهل يدرك المتنفذون جسامة المخاطر التي قد يجرون البلد اليها ؟

ما زالت فرصة الحل قائمة ، شرط توفر الجدية والنية الصادقة ، والانطلاق من مصالح الوطن والشعب العليا . وهذا ما نتطلع اليه في الايام القادمة .

الامل ان تكون هذه التظاهرات بمطالبها المشروعة قد اوصلت رسالة بليغة، مفادها انه حان وقت التغيير والاصلاح .

• < السابق
• التالي >