اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هيبة الدولة! -//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

هيبة الدولة!

محمد عبد الرحمن

كثر الحديث هذه الايام عن هيبة الدولة ومؤسساتها وضرورة احترامها، ارتباطا بما حصل في قضاء الحويجة من فاجعة مؤسفة، وما تلاه من ردود فعل غاضبة، ضمن مسلسل تصعيدي، لا تتورع اطرافه عن صب الزيت على النار كل يوم، وينذر بمخاطر جسيمة على العراق ووحدته واستقراره وامن مواطنيه.

ليس الخلاف على هيبة الدول واهمية ذلك وضرورة تحقيق قدر مقبول من الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، وفي السياق ذاته، بين المواطنين والاجهزة الامنية، بل الخلاف على آلية تحقيق هذه الهيبة.

فالدولة في زمن الدكتاتور المقبور كان يهاب جانبها بحدود معينة، ليس لانها دولة عادلة وتحترم حقوق الناس، وانما بسبب العنف والقسوة اللذين كانت تستخدمهما على نطاق واسع، وعدم ترددها حتى عن ازهاق ارواح آلاف الناس، في مسعى لتكميم افواههم، ومصادرة حقهم في حياة طبيعية، ومعروفة نتيجة ما آل اليه مثل هذا النهج ليس في العراق وحسب، بل وفي بلدان اخرى في منطقتنا.

على ان الامور في بلدنا تغيرت بعد 9 نيسان، فما عاد ذلك مقبولا مهما كانت المبررات والدوافع، وهو مما لا رابط يربطه بنصوص الدستور الذي رسم دور وحدود كل جهة ومؤسسة، فبمقدار مراعاة ذلك والالتزام به، تتجه الاوضاع نحو الاستقرار وبناء ركائز دولة القانون والمؤسسات المنشودة، التي هي اساس الدولة المعاصرة، دولة المواطنة والعدالة وحقوق الانسان.

هيبة الدولة لا تنفصم اذن عن طبيعتها، وعن اداء مؤسساتها لواجباتها تجاه المواطنين، وضمان حقوقهم وحرياتهم، ولا عن نهوضها بدورها على نحو مقبول في تحقيق الامن والاستقرار، وتأمين شعور المواطن بكرامته، وتمتعه بخيرات بلده، ونيله ما يسد حاجاته من الخدمات والصحة والتعليم، اضافة الى ضمان حياة كريمة للجميع منذ الولادة وحتى الشيخوخة، كذلك واجبها في تحقيق العدالة والمساواة والتكافؤ بين المواطنين من دون تمييز وتهميش واقصاء، وتوفير الفرص لتولي المناصب العامة على أساس الكفاءة والنزاهة، فمن خلال هذا وحده تتوفر للمواطن شروط ممارسة حقوقه، وقيامه بواجباته، وبعكس ذلك تسود أجواء الشك والريبة وعدم الثقة وحالة الاغتراب.

وقطعا لا يجمع هيبة الدولة جامع مع تأجيج المشاعر والنعرات الطائفية من اجل مكاسب سياسية وانتخابية آنية، او مع التوجه لاعتماد تشكيلات مسلحة عشائرية واضفاء صفات رسمية عليها، او ما يجري حاليا من تشكيل "جيوش العشائر"، فمهما تعددت هذه العناوين وامثالها فانها تشكل بهدلة للدولة وليس تعزيزا لهيبتها، التي يفترض ان تتحقق على اسس اخرى سبقت الاشارة اليها.

وبدون تحقيق ذلك وغيره، يبقى الحديث عن هيبة الدولة من دون ركائز يستند اليها، وتبقى الهوة قائمة بين الدولة والمواطن، وقد تتعمق.

ـــــــــ

جريدة "طريق الشعب"

الاحد 28/ 4/ 2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.