اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

آسيا القارة الجامعية- الرياضة معجزة الصحة// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

آسيا القارة الجامعية- الرياضة معجزة الصحة

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

عندما اطّلعتُ على إحصاء «منظمة الصحة العالمية» عن وفاة نحو خمسة ملايين شخص سنوياً بسبب الخمول البدني وعدم التَرَيّض، زال تأنيب الضمير الذي أشعر به كلما أكتب عن تماريني الرياضية، وسياقة دراجتي الهوائية. فالعدد الكبير للقتلى والمقعدين بسبب الحروب في المنطقة وحول العالم أقل بكثير من عدد قتلى الخمول البدني. وتُعرّف «منظمة الصحة العالمية» النشاط البدني بأنه «كل حركة جسمانية تؤديها العضلات الهيكلية وتتطلّب استهلاك قدر من الطاقة، بما في ذلك الأنشطة التي تزاول أثناء العمل، واللعب، وأداء المهام المنزلية، والسفر، وممارسة الأنشطة الترفيهية». ويؤكدُ تقرير «المنظمة» ازدياد احتمالات الوفاة بين الأشخاص الذين يعانون من نقص النشاط البدني بنسبة الثلث تقريباً، مقارنة بالأشخاص الذين يزاولون النشاط البدني. ومفاجأة التقرير في معاناة مواطني البلدان المرتفعة الدخل نحو ضعفي أمراض نقص النشاط البدني في البلدان المنخفضة الدخل. والنساء أكثر معاناة من الرجال.

 

وينبغي عدم الخلط بين مصطلحي «النشاط البدني» و«التريّض»، حيث يمثل التريّض فئة فرعية من النشاط البدني تخضع للتخطيط والتنظيم، وتتسم بالتكرار، وتهدف إلى تحسين اللياقة البدنية، أو الحفاظ عليها. وأي نشاط بدني آخر يزاول وقت الفراغ، أو عند الانتقال من مكان إلى آخر، أو كجزء من عمل الشخص، يعود بالفائدة على الصحة، والنشاط البدني، سواء أكان معتدلاً أو شديداً، يُحسّن الصحة. وفيما يلي عناوين أحدث التقارير العلمية بهذا الصدد: «التمارين الرياضية تبطئ عملية الهرم»، و«لماذا التريُّض جيدٌ للقلب»، و«الركض يمكن أن يجعلك أذكى»، و«الجرعة الصحيحة من التريض تطيل العمر»، و«الركض نافع للركبتين»،، و«15 ألف خطوة مشي يومياً رياضة جيدة»، و«امشِ، وهروِل، وارقص: كلها جيدة للدماغ الذي يهرم».

 

والآن لا أشعر بتأنيب الضمير للكتابة عن تمرين «اللقلق» الذي أبدأ به نهاري كل يوم، وهو الوقوف على قدم واحدة، والمراوحة بين القدمين. وكنتُ في بداية ممارستي للتمرين أقف بين كرسي وحائط للاتكاء عليهما عند فقدان التوازن. وبعد سنتين من الممارسة اليومية أستطيع الوقوف على قدم واحدة، وأعدّ إلى الستين، وأكرر ذلك على القدم الأخرى، وما زلت أقف بين الكرسي والحائط، إنما للإسناد النفسي والاتكاء عليهما، عند الضرورة القصوى. والرياضة كالصلاة نُعمِّرُ بها أجسادنا وأرواحنا، وتجنبنا فقدان التوازن، البدني والروحي، وتعزز ثقتنا بأنفسنا. وفقدان الثقة بالنفس من أكبر مشاكل كل عمر وخصوصاً الهرم، الذي يجعلنا نتكئ على العصا دون سبب. والمشاعر الإيجابية، حسب تجارب طبية عدة، تحمي حتى من أمراض السرطان والسكري، والكآبة طبعاً.

 

وتمرين «اللقلق» الذي يستغرق نصف ساعة صباح كل يوم، تعلمته من شقيقتي الحاجة «أم سعد»، التي تواصل، وهي في عمر الحادية والتسعين، التمارين الرياضية السويدية بعد صلاة الفجر، وتتضمن الهرولة في حديقة منزلها. وتريّض «أم سعد» كالصلاة، تحدٍ يومي لضعف البدن وتراخي العزيمة، وهي نموذج لما يسميه تقريرُ «أكاديمية كليات الطب الملكية» في بريطانيا «معجزة الصحة». وتذكر أستاذة الطب «سو بيلي»، رئيسة الأكاديمية، «لو أن النشاط البدني كان دواءً لاعتُبر عقار العجائب، لذلك فأنا أشجع كل شخص أن ينهض ويصبح نشطاً». واعتمد تقرير الأكاديمية على عشرات التجارب والبحوث في عدة بلدان أوروبية على مدى 12 عاماً كشفت أن التريّض المنتظم يحول دون أمراض الخَرَف، وبعض أنواع السكري والسرطان، والكآبة، وأمراض القلب، وأمراض عدة أخرى، ويقلل مخاطرها بنسبة 30%. وعندما نعرف أن أمراض الخمول وعدم التريّض تكلف حكومة بريطانيا أكثر من 20 مليار دولار سنوياً، ندرك أهمية تأكيد التقرير على «دور الأطباء في الترويج للتريّض».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.