اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ماذا لو تأخر تحرير نينوى؟!!// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ماذا لو تأخر تحرير نينوى؟!!

 

بدأت عمليات الموصل قبل ايام وفق خطط عسكرية باسم (قادمون يا نينوى) بمشاركة قوات البيشمةركة والحشد الوطني (حراس نينوى / حالياً) و القوات العسكرية العراقية بتشكيلاتها المختلفة بالاضافة الى قوات الحشد الشعبي وان كل قوة منها خاصة البيشمةركة حررت خلال ايام المناطق المرسومة لها وتقدمت القوات العراقية حتى وصلت الى اشراف مدينة الموصل وحررت احياء منها ... وكانت كل التوقعات تشير الى سهولة تحرير المدينة وان داعش على حافة الهاوية ونهايتها تلوح في الافق وستنهزم قواتها قتلاً وفراراً وستحرر اهاليها من دنس هذا التنظيم الارهابي لينعم بحياته ...

ولكن الملفت للنظر بان مسلحي داعش يدافعون بشراسة عن مواقعهم ويبدون قوة قتالية يكاد هزيمتهم صعباً ان لم يكن مستحيلاً لان كل الخيارات واردة في مثل هذه المعارك (مع املي المنشود بان نهاية داعش قريب) لان معطيات الحرب تتنبأ بقوة مسلحي داعش في الدفاع عن هذه المدينة التي تعني تحريرها غروب شمس (داعش) الى مالا نهاية وعلينا ان ننظر الى الصورة من جوانب مختلفة و ليس من جانب مصالحنا فان للغير مصالح ومطامع لذا فأن عدم تحرير مدينة الموصل بعد بدأ عملياتها لا تبشر بالخير للعراق وللمنطقة وستتغير موازين القوى ويجب مراجعة السياسات السابقة و اعادة درجها من جديد وفق الواقع الحديث وان قدرة داعش في الدفاع عن المدينة وفق رأينا المتواضع تعني :-

-    ان قوة داعش العسكرية من المسلحين و الاسلحة هي تكاد تكون متكافئة وموازية لدولة العراق وان خططها الحربية كانت ناجحة بالاضافة الى التعبئة المعنوية لمسلحيها ويكون دافعاً لهم في المقاومة الشرسة في الجبهات الاخرى وان ادعاءاتها بالدفاع عن الموصل كانت في محلها لذا فانها تجربة صعبة للمنظومة العسكرية والامنية العراقية بعيدة عن تجربتها في الرمادي والفلوجة ...

-    ان طول مقاومة داعش عن مدينة الموصل تؤثر بشكل ايجابي على زيادة ثقة مواطني الموصل الموجودين فيها بقدرة هذا التنظيم الارهابي في مسك الارض وصد هجمات القوات العراقية وبذلك يكونون سنداً لهم بعد ان يأسوا من الدعوات بقرب تحريرهم وانزال العقاب الصارم بالدواعش ومن جانب اخر فان امل الحكومة العراقية بقيام انقلاب داخلي في الموصل ستذهب ادراج الريح خاصة بعد ما استطاعت داعش من القضاء على الانقلاب الاول في بداية عمليات التحرير وقتلت جميع من حاولوا الانقلاب على نظام حكم داعش اعطت درساً لكل من يسول له نفسه القيام بمثل هذه الاعمال التي يكون نهايته القتل .

-    ان قدرة داعش في الدفاع عن مدينة الموصل سيجبر الدول الاقليمية والدولية الى تغير مواقفها وسياستها تجاه دولة العراق من جانب ومن (داعش) نفسه ايضاً بالسلب والايجاب بعد ان كان خطراً يهدد امن العالم وربما يكون بداية لرسم الحدود وتقسيم المنطقة تحت مسميات مختلفة تحدد من يستفيد منها ومن يتضرر .

-    ان صمود داعش في الموصل تعني نهاية دولة العراق بعدم قدرتها من مسك اراضيها و اعادتها الى احضان السلطة العراقية بل يكون الحلقة الاخيرة ضمن مسلسل مشروع تقسيم العراق الذي تتبناه امريكا منذ سنوات وبوادر التقسيم تظهر بين فينة واخرى على لسان المسؤولين المحليين و الدوليين ومن مؤشرات ماذهبنا اليه اصرار تركيا وايران في الحفاظ عل موضع قدم لها في العراق بحجج متعددة منها منع قيام الحرب الطائفية او حماية مكون معين او تأمين امنها القومي وبات التهديد سلوكاً شبه يومي لهما ...

و الاهم من كل ذلك سواء  تحررت ام تأخر تحرير مدينة موصل فان الابرياء هم الضحايا و على اكتفاهم و رقابهم تجري الحروب و المعارك فانهم حائرون بين مطرقة العيش في ظل تنظيم داعش الارهابي و تشريعاته اللانسانية و القصف من كل الجوانب او سندان الهروب من منطقته و التوجه نحو المصير المجهول اما بالقتل او الوصول الى المخيمات و العيش في اسوء ضروف معاشية ينتظر ما يعطيه المنظمات و الحكومات المحلية لسد رمقه دون ان يموت و الله في عون المظلومين و مع كل الامل في القضاء على اعداء البشرية (داعش) .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.