اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عسكرة المنطقة بداية لتقسيمها// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عسكرة المنطقة بداية لتقسيمها

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

2/7/2017

 

تعد القوة العسكرية الركيزة الاساسية لبناء أي كيان سياسي مهما كان الاختلاف في المسميات وذلك لحمايتها من التهديدات الخارجية والمؤامرات الداخلية، ومن جانب آخر لتطبيق الافكار التوسعية التي يمتلكها ذلك الكيان على حساب المناطق الاخرى, لذا فأن قوة الدولة تكمن في قوتها العسكرية بالعدد والعدة وذلك لأن فكرة الاحتلال والاستيلاء و تحقيق الاطماع لزم الانسان منذ وجوده، وان بروز فكرة الامن القومي كمصطلح في بداية القرن المنصرم ارتبط بشكل وثيق بمدى امتلاك الدول للقوة العسكرية ودرجة تدريبها ونوع الاسلحة ودخولها في تحالفات عسكرية وبعدها توسعت لتشمل جوانب اخرى مثل الامن الاقتصادى والاجتماعى والثقافي والسياسي و..... الخ, وكثيراً ما كانت الدول تقترب من اشعال فتيل حروب دامية لولا خوفها من دمار المنطقة وخرابها ولكن في مرات عديدة خرجت من اطار سيطرتها ولجأت الدول الى استخدام القوة العسكرية معلنة حرب شرسة باعتبارها الشكل النهائي للعلاقات فيما بينها لحل القضايا العالقة  وكانت تنتهي هذه الحروب بتغير في ديموغرافية تلك المنطقة وتخلف وراءها الدمار والامراض والتشرد ومشاكل الثأر والانتقام والاهم من ذلك تغير في خارطة المنطقة فكانت نتيجة الحربين العالميين في القرن الماضي ظهور كيانات سياسية جديدة بعد اختفاء السابق منها وان الدول المنتصرة في الحروب تحافظ على نفوذها بانشاء المعسكرات لقواتها داخل الاراضي التي تحتلها لكي تستطيع فرض سياستها وحماية مصالحها.

ان منطقة الشرق الاوسط كانت موضعاً للصراعات منذ القدم بين القوى المتصارعة لذا فأن التغيير في الحدود والانظمة السياسية الحاكمة سمة بارزة لهذه المنطقة بل واكثرها شيوعاً.

فعلى سبيل المثال لا الحصر عند احتلال بريطانيا للعراق عام 1917 ومن اجل بسط نفوذها لجأت الى عسكرة المنطقة بأنشاء معسكرات عديدة في الجنوب والشمال والوسط في سبيل حماية الكيان الذي انشأه  بعد انهيار (الرجل المريض) الدولة العثمانية وكذلك فعلت امريكا عند حرب تحرير العراق عام 2003 حيث بنت معسكرات لقواتها في مناطق عديدة ولكنها اضطرت الى سحبها عام 2011 مدركة بخطورة قرارها وانها تركت وراءها اثار جمة، وبعد ظهور داعش كجماعة ارهابية على انقاض الجماعات الارهابية السابقة ولكنها بزي وتخطيط مختلف حيث اعاد الانسان الى العهود القديمة دون اعمار وتاريخ ورفاهية وسيطرتها على اراض واسعة في العراق وسوريا لأسباب مختلفة ومتعددة دخلت امريكا الى العراق تحت غطاء التحالف الدولي لمحاربة داعش لتحقيق الغرض السابق من دخولها بعسكرة المنطقة وحماية مصالحها وأعادة رسم المنطقة.

ان فكرة عسكرة المنطقة تتفاقم يوماً بعد آخر فبعد ان كان مقتصراً على الدول الكبرى حيث بدأت الدول الاقل وزناً في التأثير على العلاقات والسياسة الدولية تحذوا حذوها وتنشر قواتها العسكرية في العديد من المناطق في سبيل اطماعها التوسعية مثل ايران وتركيا والسعودية, حيث باتت المنطقة شبه عسكرية فلا يكاد يخلو دولة من وجود معسكرات لدول اخرى سواء بالاتفاق او الاضطرار او ان الحاجة تقتضي ذلك.

وان الدول تتسابق وتتصارع فيما بينها ويظهر ذلك بشكل واضح بين كل من امريكا وروسيا في العراق وسوريا، وان وجود هذه المعسكرات تجعل الابواب مفتوحة امام اشعال فتيل الحروب بصورة مباشرة او بالوكالة وان هذه الدول تدافع بشكل مستميت عن وجودها العسكري في تلك المناطق باعتبارها جزءاً مهماً من استراتيجيتها العسكرية والامنية ضد التهديدات الخارجية والداخلية ولنها لا تجني للمنطقة سوى الدمار والخراب ومزيد من حقن دماء الاطفال والنساء والتشرد، وان بناء المعسكرات كانت ولاتزال بداية لاعادة رسم المنطقة وتقسيمها وفق منطق القوة الحاكم, لذا فان التاريخ دائماً في تجدد والسؤال الذي يفرض نفسه هل ان العسكرة الحالية سيكون بداية لتأسيس دولة او كيان كوردستاني مستقل او يذوق الكورد مرارة ماذاقوه من قبل ويقعون فريسة للمصالح والاتفاقات السرية خلف الجدران، هذا ما سيكشفه الايام القادمة.... ولكن الامل والتفاءل يرسمان على جبينهم هذه المرة لقدرتهم على قراءة احداث المنطقة وفق ما يروق لهم وبذلوا المزيد من الجهود في استثمار هذه الفرصة كما انهم قد خرجوا من العزلة السابقة نحو آفاق رهبة ونجحوا في جذب انظار العالم المتمدن واثبتوا جدارتهم في محاربة الارهاب وحماية الامن العالمي.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.