اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وحيد كوفلى .. قائداً فقدناه// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

وحيد كوفلى .. قائداً فقدناه

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

11/2/2017

استيقظ اهالي محافظة دهوك صبيحة يوم الجمعة المصادف 3/2/2017 على وقع خير اليم هز وجدانهم وحادثة لا تصدق وهي وفاة القائد (وحيد كوفلى) قائد قوات الشهيد (اكرم كوفلى) لمكافحة الارهاب اثر جلطة دماغية وسرعان ما انتشر الخبر بين الناس وعلى شبكات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم.

ان الكتابة عن شخص افدى بروحه لوطنه صعب للغاية لأن القلم يعجز عن التعبير وتقف كل المعاجم والقواميس حائرة امامه وأية كلمة يتم اختيارها ولايعرف من اين يبدأ وفي اية نقطة تنتهي لأن هؤلاء الابطال هم من يسجلون التاريخ بدمائهم الزكية ويناظلون من اجل الحرية لأوطانهم...

ان وطننا كوردستان مليئ بهؤلاء الابطال وعلى مر التاريخ وسجلوا اروع الامثلة في الفداء والتضحية ودخلوا قلوب الناس من اوسع الابواب ولا نبالغ في الكتابة عنهم وانما هي نقل الحقيقة وحق مشروع و واجب على عاتقنا لكي لا يذهب ما قدموه سدى, مهما يكن من الامر فأن حاجة المجتمعات الى القيادة تأتي في المقام الاول وان لمستوى المجتمع في تحقيق طموحاته والوصول الى اهدافه المنشودة علاقة طردية مع القيادة الفاعلة والمؤثرة ..

ان بوادر القيادة ظهرت في شخصية (وحيد كوفلى) منذ نعومة اظفاره عندما كان لاعباً ضمن فريق شعبي لكرة القدم في منطقة سكنه في محلة الشفاء بمحافظة دهوك وكذلك عندما كان طالباً في مدرسة الدراسات الاسلامية وحتى بين اصدقاءه واقرباءه فلم يكن يرضى إلا وان يكون في المقدمة عند كل عمل وخلال انتفاضة ربيع 1991 لعب دوراً بارزاً في تحرير المنطقة وتألق اسمه وبات نجماً لامعاً وترك اثار بصماته في احداث تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الحركة التحررية الكوردية وكثيراً ما كانت الرياح تهب بما لا تشتهيه السفن فان حياته المتواضعة جعل منه قائداً صلب الارادة وذو عزيمة قوية يرسم الحياة بريشة تمتزج بالوان زاهية ليكون لوحة فنية جميلة.

هذا الانسان الذي خلقه الله ليكون مختلفاً عن بني جنسه في كل تصرفاتهم وسلوكهم لانه اراد منه ان يكون قائداً لنفسه ولغيره بنى على الشجاعة والجرأة وسرعة اتخاذ القرار وقوة الذاكرة وحسم المواقف وحسن التدبير مقومات شخصيته الجذابة فلم يكن للخوف مكاناً في قاموسه او اليأس والملل من النضال حيزاً في قلبه .. لقد كان كبيراً في قلبه متواضعاً وواثقاً من نفسه على تخطى الصعاب وتحقيق المنجزات فقد كان مع القادة قائداً ومع عامة الناس واحداً منهم يحب خدمة الناس دون تميز في اللون والقومية ودرجة القرابة واختار لنفسه (الخادم) كل همه ان يكون شهيداً من اجل الوطن وطلب من الخالق منحه هذه الشهادة ليكون بين اقرانه السابقين وفي جبهات القتال مع داعش الارهابي كان كالاسد مقاتلاً شرساً لايرحم من يواجهه يدفع بقواته الى الامام ويرفع من معنوياتهم عرف كيف يقاتل ويخاطب الاعداء حتى انه اصبح صياد الدواعش واسم زرع في نفوسهم الخوف والذعر اكثر من خوفهم من الطائرات والقنابل لقد كان انساناً يشتهى بارودة سلاحه ويتنفس عليها في الدفاع عن كرامة ارض الوطن وملاحم تلسقف وشنكال وسد الموصل شاهد على اهمية وجوده بين المقاتلين وقد امتزج خوف الاعداء منه وتواضع وحب الاقرباء له في شخصيته التي قل مثالها قادراً على حذب الناس اليه من الشباب والنساء وحتى الاطفال لان مساعدة المحتاجين من الفقراء والمرضى كان من اجلَ اهدافه وجعل الدفاع عن حقوق عوائل الشهداء والجرحى نصب عينيه ولايكاد يخلو حديث له إلا ينثنى على ارواحهم وعوائلهم..

وكان الامل يشع من وجهه ومن خطواته رسم دربه نحو العلى وبصوته الجهورى هز عروش الطغيان وانار انفاق الظلم وعلى اكتافه حمل المسؤولية العظيمة لانه قرر ان يخدم بلده.

بوفاته خسرنا بطلاَ من ابطال بلدي وفقدنا عزيزاَ ومثابراَ زرع في نفوسنا القوة والعزيمة للدفاع عن ارض الوطن وكرامته وسيظل اسمكم نبراسا في سماء كوردستان.

لقد عرفناكم انساناً بكل معنى الانسانية وكوردياً يحمل هموم الكوردايه تي وقائداً شجاعاً وقريباً مهموماً متواضعاً ومقاتلاً شرساً غير خائف متكلماً بارعاً محترفاً يعرف قدر غيره يعلم كيف يتصرف ... واخيراً لقد عشت قائداً وتوفية محبوباً عزيزاً وبفراقك حزن القلوب واذرفت الدموع نعاهدكم على السير في دربكم لخدمة الوطن والرحمة عليكم و دخول الفردوس الاعلى دعائنا لكم ولكل الشهداء واننا لفراقكم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله وإنا اليه راجعون.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.