اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الحوثيون فى روايات تاريخية سابقة// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الحوثيون فى روايات تاريخية سابقة

عادل نعمان

مصر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الحوثيون يقولون: ضربنا جدة بالصاروخ رداً على ضرب المدنيين العزل فى بلادنا، وليست مكة. السعوديون يقولون: ضربتم مكة وتقصدون البيت الحرام، وليست جدة. الحوثيون يقولون: نحن لا نستعدى المسلمين، ولا نتخفى وراء البيت الحرام. السعوديون يقولون: أطلق الصاروخ من مدينة صعدة ودمرناه قرب مكة، وما كان الحج إلى كربلاء ببعيد!!

 

الحوثيون يقولون: ليس منا، وكان منكم من تطاوَل على الكعبة، ويردون ومنكم أيضاً. حكايات ضرب الأماكن المقدسة فى تاريخنا الإسلامى متهم فيها الطرفان، ويغالى كل طرف فى جرائم الآخر، فقد أباحا الأعراض والأنفس وتطاولا على البيت، هكذا يقولان عن بعضهما.

 

الأمويون «من أهل السنة» والقرامطة «من الشيعة الإسماعيلية» ضربا الكعبة الشريفة بالمنجنيق وتطاولا عليها. مرّتين فى العهد الأموى، فى عهد يزيد بن معاوية كانت الأولى، وفى عهد عبدالملك بن مروان كانت الثانية. والقرامطة فى عهد أبوطاهر الجنابى كانت المرة الوحيدة. والمدينة المنورة مثوى النبى ضُربت واستبيحت مرتين، مرة فى العهد الأموى فى زمن يزيد قبل غزوه مكة وهى معنا فى المقال لارتباطها بغزو مكة. والثانية فى عهد السفاح العباسى أبوجعفر المنصور وليست معنا. نوجزها بالترتيب الزمنى..

 

أولاً: موقعة الحرة الشرقية بالمدينة. كانت المجزرة الثانية ليزيد بن معاوية بعد موت أبيه، الأولى فى كربلاء وهاكم الثانية. حين طلب عبدالله بن الزبير الخلافة لنفسه واجتمع معه قومه فى المدينة ومكة، وطلبها من أمصار الخلافة (عام 64 هجرية) أرسل يزيد جيشه بقيادة مسلم بن عقبة لردعه، على أن يبدأ من المدينة فيخضعها ثم يتجه بعدها إلى مكة (فيما قيل والله أعلم) أمهل أهلها ثلاث ليال رفضوها، فما زال دم الحسين قتيل يزيد لم يجف فى كربلاء، دخل جنوده المدينة وفتكوا برجالها واستباحوا نساءها وبقروا بطون حواملها وفضوا بكارة العذارى منها (كان جنود يزيد يجزرون أهل المدينة بالسيف كما يجزر القصاب الغنم) -قصاب أى جزار- وقتلوا سادة المدينة وأشرافها، حتى رضخت المدينة لردعه واستجابت لمطلبه. وتحرك بجيشه للحاق بعبدالله بن الزبير فى مكة.

 

ثانياً: غزوة يزيد لمكة: وجّه يزيد جيشاً ثانياً يلحق بالآخر بقيادة الحصين بن النمير وذلك فى (الثالث من ربيع الأوّل 64هـ)، لقتال عبدالله بن الزبير الذى تحصّن فى الكعبة المشرّفة، فقام الجيش بمحاصرة الكعبة، واحتمى عبدالله ورجاله بالحرم. (فيما قيل والله أعلم) الكعبة رموها بالنار واحترقت، وجوعوا من لاذ بها، وأبقوا حصارها عدة أشهر لكنها كانت عصية عليهم، لم يفكوا حصارها ويرفعوا أيديهم عنها إلا عندما علموا بموت يزيد وعادوا إلى الشام وتركوا بن الزبير يشتد عوده.

 

ثالثاً: ضرب الكعبة بمجانيق الحجاج بن يوسف الثقفى، وهو اليد الطولى للحكم الأموى. لما مات يزيد وتولى معاوية ابنه، مات صغيراً لم تتجاوز مدة حكمه شهرين وهو لم يتجاوز العشرين من العمر. واحتار أهل الشام فى اختيار خليفتهم، فمنهم من رأى مبايعة عبدالله بن الزبير الذى انفصل بالحجاز عن الخلافة، ومنهم من أيد مبايعة «مروان بن الحكم» لكبر سنه، فهو منا وعلينا وابن عم معاوية وكان وزير عثمان بن عفان وهو الذى مكن أولاد عمومته بنو أمية، وقد كانت له، ثم تلاه ابنه عبدالملك، الذى أراد إخضاع الخلافة الهاشمية فى مكة المكرمة، وكان لها الحجاج بن يوسف الثقفى واليهم على العراق، يدخل المدينة المنورة دون مقاومة ويخضعها لحكم عبدالملك، ويتوجه إلى الطائف استعداداً لغزو مكة (فيما قيل والله أعلم): ينصب المجانيق على الجبال المحيطة بمكة، يمنع عنها الزاد والزواد، تموت الأطفال من الجوع ولا يتراجع حتى أنهكت القوى، وخضعت الرقاب، يستأذن الخليفة فى الغزو فيأذن له، يضرب الحجاج الكعبة بالمجانيق، يقتل زوار البيت فى طوافهم وسعيهم فى الأشهر الحرم، يدخل الحرم يمسك بعبدالله، يحز رأسه ويرسلها إلى عبدالملك، ويصلب باقى جسده على باب زاوية الحجونى بمكة المواجه للبيت. قالوا: إن أسماء بنت ابى بكر زوج الزبير بن العوام كانت تبكى ابنيها مصعب المقتول، وعبدالله المصلوب بيد الحجاج الطاغية وتمر على المصلوب فى صباحها ومسائها فى زاوية الصلب تبكيه ولا تراه، فقد عمى موت مصعب عينيها، وحين انشدت أم المصلوب (أما آن لهذا الفارس أن يترجل) أنزله الحجاج ودفنوا ما تبقى منه، ولما علمت هدأت نفسها العليلة، وفاضت روحها ولحقت بهما ودفنوها فى قبر يجاورهما

 

رابعاً: غزوة القرامطة للبيت الحرام

القرامطة فصيل من الشيعة الإسماعيلية أو الشيعة الباطنية، استوطنوا الكوفة، عاصمة التشيع، وانتشروا منها إلى اليمن والبحرين.

 

فى عام 317 هجرية غزا قرامطة البحرين البيت الحرام وفيما قيل (والله أيضاً أعلم) أنهم قتلوا من حجاج البيت ثلاثين ألفاً ولما بدأوا الذبح بدأوا بمن تشبث بأستار الكعبة حين لاذوا بها، ويذبحون وهم يتلون كتاب الله ويسخرون ويتضاحكون، وأمرهم قائدهم أبوطاهر الجنابى باغتصاب النساء فى صحن الكعبة، وحرق بابها، وردم بئر زمزم بجثث القتلى، وفك الحجر الأسود ونقله إلى القطيف، وأقام كعبة للحج هناك وأقام الحجر الأسود فى ركنها، حتى أعيد الحجر الأسود إلى أصله فى البيت بعد عشرين عاماً.

 

روايات كل طرف عن الآخر تدعو للرثاء وللعجب، فلا مبرر لهذا مع بيت الله، ولا أصدق كل ما قيل، ولا حجة على الطير الأبابيل.

"الوطن" المصرية

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.