اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رثائي على شَبابِكِ -//- شعر: لطيف ﭙـولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

رثائي على شَبابِكِ

لطيف ـولا

بمناسبة يوم المراة

8 آذار

بسبب الحروب وتبعاتها ,والهجرة وماساتها ,والملاحقات والاغتيالات والسجون والاعدامات وتردي الاوضاع الاقتصادية والبطالة ,كل ذلك, ومنذ عقود, سبب آلاما واوجاعا ودمارا للشعب العراقي ,وتحملت المراة العبء الاكبر من هذه الاوجاع والمصائب .. عانت المراة من الترمل والعـَنس  والتيتم والهجران والاضطهاد بسبب تلك الاوضاع القاسية ... كانت نسبة الذكور قبل هذه الاوضاع التي المت بالعراق منذ 1980 م تفوق نسبة الاناث ,وعليه لم تكن في العراق مشكلة اسمها العنس ..بل كان هنالك قانون يشجع الشباب على الزواج من اليتيمات لكي يـُعفى من اداء الخدمة العسكرية . وعليه كان الشباب يبحثون عن فتاة يتيمة تنقذه من العسكرية ولكن بعد حرب العراقية الايرانية وحرب الخليج والاوضاع المتردية وهجرة الشباب ادى الى بقاء الاف الفتيات دون زواج ..وهذا  الامر الخطير ادى الى كارثة نفسية واجتماعية وطنية وانسانية ظلت آثارها ,ولا زالت تتفاقم وتعاني منها المرأة العراقية بالذات .. ومن هذا الواقع المأساوي للمرأة كتبتُ قصيدة ,واهديتها الى زميلة عظيمة عانسة .. طلبت مني ان أقرأها لها .. فقرأتها لتجهش في البكاء !  كل دمعة من عينيها تذوب جبلا من الصخور ! الا ان الطـُغاة الذين سببوا لها هذه الماساة لا تنال من قلوبهم الدموع  , بل تزيدهم انتشاءا .. واليكم قصيدتي :

لطيف ــولا

رثائي على شَبابِكِ

لطيف ــولا

من ألــومُ وقد فاتـك العُمرُ

وأنت الهوى  والصَـبا  والكبرُ

يا عشتارَ الـعراقِ ِ قد  ذُلِلتِ

أنتِ الخِصبُ والنماءُ  والطـُهرُ

حامتْ حولك الفرسانُ  لهـاثا

فلا خلا  منـك قلب ٌ أو  شِعرُ

كـنتِ قِـبلة الصادِ   للعشاقِ

ومتـى طاب دونك  السمرُ ؟

أنتِ كنزٌ لـلروح  فيك  تسمو

المفـاتنُ والقِـوام  والشَـعرُ

بهجـة القـلبِ , نَشوة  الحلم

مربضُ الأجيال , مجدكِ سِفْرُ

خالبـةُ العـقولِ ِ   ورشـدِها

تُذكي الرِجالَ , مِن وَحيكِ الفكرُ

يا بحـرَ  ودٍ  يـغيث  الحياة َ

ومِن ثغركِ  الرُضابُ   والخَمرُ

حَـلّ في رياضكِ القيظ جورا

وشابَ  حـُسنكِ الظمأ   والقفرُ

مـا لزهور ِ وجناتِك  ذوت  ؟

ولأنـسامِك  يهــفو   الوترُ

رَحَـل ربيعـُك  دون  خصبٍ

في لظى العَنسِ يُـفتقد  القطرُ

صارت مواسمُ عرسِك  مأتما

فبئسَ حَـظاً  صـاغهُ   القدرُ

أحلامُـك أضغـاثُ  محتضرٍ ٍ

ومِن  البـؤس ِ قد  هدّكِ الفقرُ

لا أنت  زوجٌ , لا أمٌ    رؤومُ

لمن تفيضُ  العيونُ  والصدرُ ؟

صام الفرسانُ  من غير  إيمان ٍ

لا دعــاء ٌ يَـشبِهُم  لا نُذُرُ

هوى السيفُ  على الحبِ  أرداه ُ

بيـن مُـقعدٍ, أوعلاهُ عـَفرُ

جـفَّ عـودكِ تبـَدَدَ  العطرُ

بانت غضونٌ  ويبسَ  الجذرُ

منك كان يُجنَى رحيـقَ الشهدِ

ولِجيـدكِ  الحَلـيُّ والتـبـرُ

تمـضي السنونُ , ليلٌ لا يمرُ

نـارُ الجوى  يضرمها السهرُ

يـائـسة َ لا ينجيـك أمــلُ

يـأفـلُ  الشبابُ يضنيك هَجرُ

مخدعك  شوكٌ من دون كرى

وكلُ وثيـر ٍ دون الحبِ جَمرُ

فاستجدي الحبَّ من كلِ ضنين ٍ

ماحِـلِ ِ الجـذع  ِ,مـا له ثمرُ

فـلا رجـاءٌ يـُغْني مِن  ثَمَدٍ

وغليـلَـكِ  قد لا يرويه  بحرُ

صـعبٌ أن  أرى  كل خريدةٍ

مكبـوتَةٍ  ولا ينـجيها  صبرُ

في أتـون ٍ قـد أوقدها  الربُ

على مفـرق العمـر ِ تنتـظرُ

انشـدُ ! وهـل يواسيك شعرُ ؟

أرثـي شبـابـاً ودَمعِي حبرُ

ليـلُـكِ عشتـار ما  له فَجرُ  !

لـكِ العـذابُ ولباريك الأمرُ

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.