اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مار ميخا نوهدرايا// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مار ميخا نوهدرايا 306- 415

لطيف پولا

 

رغم ظلام الدهور ومجازر السيوف واستهتار الطغاة وثقل عهود الظلام والقهر تبقى افكار وافعال الرجال الأفذاذ كالمشاعل تنير دروب الأجيال, قد تفنى اجسادهم المتعبة المحترقة كالشموع لكن نور عطاءهم ينتقل من جيل الى جيل. وهذا هو سر خلود  الانسان الذي يكرس حياته من اجل الاخرين ويميزه عن الذي لا يعمل الا لنفسه ولذاته. وقد قلت في ذلك:

كل الناس تخطُ وقد تُذهِّبُ  الأقـلامَ

والشمعُ إن لم يذبْ فلا يُبددُ الظلامَ

قد تنخدعُ الناسُ فــتـتـعـبـدُ ألأصـنـامَ

وتبقى المشاعلُ تهتكُ الليلَ والأوهامَ

 

 ومن هذه الحقيقة يبرز دور الراهب الجليل مار ميخا النوهدري في نشر الايمان والعلم والفضيلة في القوش قبل اكثر من ستة عشر قرنا ولا زال مصدر اشعاعه ينير الاجيال. وهذه المقالة المتواضعة والمختصرة تسلط الضوء على جانب من حياة ذلك الراهب الجليل مار ميخا النوهدري.

 

الراهب والطبيب والمربي الجليل مار ميخا  النوهدري

في مشهد من فيلم (ملامح تاريخية ودينية من القوش) الذي انجزناه عام 2001م. شمل معظم تاريخ القوش عبر سبعة وعشرين قرنا, ومنه تاريخ مار ميخا النوهدري.

شرح وتعليق وشعر وترتيل وغناء وعزف على العود لطيف پولا. تصوير: الصديق العزيز جلال فرج كليا, وايفان جلال كليا. مونتاج: أنمار عسكر, عصام قلو, غسان اسعد.

والملفان والمربي والآسي الكبير الراهب مار ميخا النوهدري ولد في بداية القرن الرابع (306م) في قرية بانو هدرا (معلثاي), دهوك القديمة. كان من عائلة ثرية. انخرط في سلك الرهبنة وتتلمذ على يد الراهب الشهير أوجين في جبل ايزلا القريب من مدينة نصيبين (في تركيا). مكث في هذا الدير زهاء عشرين عاما. كان متعاطفا مع الفقراء والمظلومين. عندما توفي والده ترك له ثروة طائلة وزعها مار ميخا على الفقراء. وبعد تعرض الرهبان للإضطهاد والاديرة للتخريب في زمن يوليانس الجاحد (361م) هرب من نجى من الرهبان ومنهم مار ميخا, وفي نفس السنة ولنفس السبب هرب الرهبان من دير زقنين مع الراهب الشهير ما متي الذي اتخذ مغارة في جبل مقلوب في آثور صومعة له. اما مارميخا النوهدري فتوجه الى اورشليم ومنها والى دير في جبل سيناء, ثم ترك الدير وراح يتبتل في براري صحراء سيناء يقتات من الأعشاب لمدة عشرين عاما. وهنالك, كما ذكر في قصته, أوحي اليه ان يتوجه الى القوش في نينوى كما أوحي الى يونس صاحب الحوت من قبله. جاء مار ميخا الى القوش وسكن في كوخ متواضع وراح يعالج المرضى وخاصة الاطفال الذين كانوا ضحايا لوباء فتك بهم. جمع الالقوشيون وسكان المنطقة عموما اموالا شيدوا له ديرا ليصبح مدرسة خلدت اسمه الى هذا اليوم, درس فيها اجدادنا عبر (1600) سنة. فقد درس فيها جدي وابي وانا .. وها انا ذا أردُّ شيئا من ذلك الجميل للراهب والمعلم والآسي العظيم مار ميخا النوهدري في هذا الفيلم المتواضع ومن خلال هذه الاسطر مع قصيدة متواضعة في مشهد مار ميخا نوهدرايا. ودع تلامذته في الاول من تشرين الثاني عام (415 م) ودفن في ديره  التليد في القوش, وعليه جعل هذا اليوم الأول من تشرين الثاني وكل عام عيدا في القوش منذ وفاة الراهب والمعلم الكبير قبل اكثر من 1600عام ولحد هذا اليوم. ولا زال ديره ومرقده خالدين وشاهدين لهذا الراهب الذي نذر حياته لشعبه, اذ جعل منها مشعلا للإيمان والفضيلة والعلم..

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.