كـتـاب ألموقع

من الفلوجه الى السليمانيه- حكاية يوسف// لطيف نعمان سياوش

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: لطيف نعمان سياوش

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 31 كانون2/يناير 2017 16:55

كتب بواسطة: لطيف نعمان سياوش

الزيارات: 2837

الموقع الفرعي للكاتب

من الفلوجه الى السليمانيه- حكاية يوسف

لطيف نعمان سياوش

عنكاوا

عندما أستعرت المعركة بين الجيش العراقي والداعشيين في الفلوجه، ضاع الامان، وداهم القلق والخوف الاطفال والعوائل..

عقد يوسف العزم أن يترك المدينة صوب كوردستان طلبا للامان والاستقرار..

أعترضت زوجته قائلة:- من تعرف هناك؟ وماذا عسانا أن نعمل؟ سنتيه بين الجبال والوديان..

أجابها يوسف بمرارة: - يا أمرأه أمضيت 15 سنة من خدمتي في الجيش بين جبال كوردستان.. نحن مواليد 1957 ذقنا الضيم خلال وبعد القادسية المشؤومة .. لاتوجد منطقة في شمال الوطن لم تطأها قدمي..

اقتنعت الزوجه عن مضض، لكن القلق لم يبارحها لحظة واحدة..

رزموا حقائبهم، وبعض الاغطية والفراش، ووثائق العائله، وحملوها الى سيارتهم..

منذ الصباح الباكر توكلوا على الله..

كانت قبلتهم أربيل - ثم كويسنجق، لما تحمل الاخيرة من ذكريات وشجون يوم كان يوسف جندي  دائم التنقل والحركة في فوج مشاة حديث التشكيل..

وصلوا كويسنجق وقت الظهر، وبعد أستراحة قصيرة تناولوا طعام الغداء..

تنفست العائلة الصعداء.. فهنا أمان وسلام.. لاصوت للرصاص، ولا رائحة للبارود، ولا داعش.. ولا .. ولا .. ولا..

وقت العصر أصر أن يأخذ العائلة الى هيبة سلطان التي تحمل في مخيلته عنبر من الذكريات والصداقات الحلوة أيام زمان..

هناك كانت ربيئتنا مع سركون الآشوري، وعبد الحسين الشيعي، ورشو اليزيدي، وبكر الكوردي .. و.. و..

هذا من الناصريه، وذاك من السليمانيه، وآخر من الكوت، ورابع من بغداد، وخامس من السنجار، وذاك من البصره.. كنا أخوة متحابين..

نأكل معا.. نعيش معا.. نفرح معا.. نتألم معا.. كم كنا نفرح عندما نستقبل أحد أصدقائنا وهو يعود من أجازته الدورية.. نلتف حوله ونحن نحتسي الشاي معا لينقل لنا حكايات عن الحياة المدنية وعن النساء والاطفال و.. و....

كنا برغم المحنة والخوف والبرد سعداء مع بعضنا البعض..

ثم قفز الى ذهنه شعور غريب وهو يقول ..اييييييه لم نصدق بأننا انتهينا من قادسية صدام، وأزلام صدام.. والآن مع قادسية المالكي والداعشيين!!

ومن يعلم غدا أو بعد غد أية قادسية تنتظرنا..

7/7/2013

لطيف نعمان سياوش/ عنكاوا

• < السابق
• التالي >