كـتـاب ألموقع

إضاءة على المشهد العربي (3)// د. سمير محمد ايوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 04 كانون1/ديسمبر 2017 18:06

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 2119

الموقع الفرعي للكاتب

إضاءة على المشهد العربي (3)

د. سمير محمد ايوب

الاردن

لِمَنِ الأمرُ اليوم؟

كلما إشتقتُ لأمي، أو إشتهيتُ عِطرها أوبسمةَ غمازتها، أوالدَّقَةِ فوق حَنَكِها، تُضيء روحي عَتْمَ الوجع. فأيَمّمُ تراتيلَ قلبي، شطرَ عيونِ شآمِ الروح، دمشقُ العرب.

فذاتَ صُبحٍ، وُلِدتُ في مجرةِ الياسمين، بين خِصاصِ الفُلِّ والنرجس ووردها الجوري. في تدمر حبوت. في عيون الفيجي تَعَمَّدْتُ. في بردى تطهرت وتوضأت. إرتقيت القلعة في حلب . نبت لي ريش ولحية وشنب في قاسيون. تسلقتُ السويداء وحلَّقْتُ في السماوات السبع للجولان. وذاتَ مساء لامسَ ترابها طاعون الإرهاب الوهابي والسلجوقي،  فارَقَتْ شراييني، سماءَها وماءَها بلا وداع. وتلك كانت نصف الحكاية.

حبها ساحرٌ لا يتغير . يغلي عُشقا مفتوحا لوقارِ دم جبابرتها، ولهديرأقدامهم وهم يجُزُّون نواصي الغُزاةِ والحُواةِ ، العابثين بأوجاعِ السوريين، وبأحلامهم من أجل حياة أفضل. فسورية كفلسطين التي أُحِب ، قوية كالحرب وناعمة كالحرية.

دمشق العرب، ما تخيلتك يوما، ولا تخيلت بغداد الرشيد أو صنعاء بلقيس، أو طرابلس المختار ، أسيرة كالقدس عروس المدائن، أو سبية من سبايا ظلاميين إمتهنوا تحويل الجنات الى جحيم. شآمنا  ماجدة عربية. تاريخية كحجارة عكا وجرش. جميلة كياسمين القاهرة وتونس. باسقة كنخيل بغداد والمغرب والجزائر . أصيلة كقهوة اليمن وأرز الرب في لبنان.

يا باذخة العنفوان، أشتاق لملاحم الرجال في ميسلون، وابطال حرب تشرين. أشتاق للبررة من رجالاتك، فارس الخوري، يوسف العظمه، سلطان باشا الأطرش، صالح العلي، عز الدين القسام، إبراهيم هنانو، شكري القوتلي، جول جمال، عدنان المالكي، هيلاريون كبوجي، النقشبندي، نزار قباني، غادة السمان وصباح فخري.

أشتاق لكل يوم عشته فيك. لم يزل في لغتي الكثير من التوق، لنوم مطمئن في راس البسيط، فنجان قهوه في القرداحة، سمكة حَرَّةٍ في اللاذقية، قرعة مته في طرطوس، لمذاق تفاح الزبداني، وتوت الغوطه، لهريسة النبك، حلاوة الجبن الحموية، بهارات البزورية ، زعتر إدلب وصابون الغار الحلبي.

السلام عليك يا شآم، وأنت تبتسمين لِعُراة منا تساقطوا منذ البدء، ولمن وقفوا في الوسط بين حقك والباطل، ولمن في المنتصف تعرجت بهم طرق التكبير القاتل وجهاد النكاح او نكاح الجهاد، فسكتوا، وغضوا البصر . وقد بات الأمر أمرك، عاتبي وإن بغضب. نتمنى أن تغفري وأن تسامحي.

وعزتك وجلال قدرك، سيعود ياسمينك أحلى وأكثر شموخا. وستكفكفين دموع عربان تآمروا عليك، وعلى شهيد امة العرب صدام حسين، لمصلحة العدو الصهيوني.

فرحنا بنصرك قيد الإنتظار .عضي وجعك بالنواجذ. بلسمي جراحك. أنفضي حزنك، وإبتسمي يا شآم. الحزن لا يليق باميرة العرب. ونحن يا بهية القامة ويا مهيبة الطلة، ممن يخجلون من حزنهم في حضرتك . إشتقنا والله لزحمة الطرق اليك.

الاردن – 4/11/2017

• < السابق
• التالي >