اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• طوبى لصرخة " فاضل ثامر"

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. هاشم عبود الموسوي

مقالات اخرى للكاتب

طوبى لصرخة " فاضل ثامر"

 

لقد كان للصرخة المدوية التي أطلقها الأستاذ الأديب والناقد المتميز، رئيس إتحاد الأدباء العراقيين "فاضل ثامر" في إفتتاحية مهرجان الجواهري الأخير في بغداد، أثرها البالغ في نفوس كل المثقفين .. والتي دعى فيها النخب السياسية الى إطلاق حرية الثقافة والنهوض بها وإعادة تشكيلها، وإعطائها فرصتها الجديدة، بعيداً عن الجمود الفكري وعن الأطر التقليدية القديمة المتشبثة بعناصر الماضي الجامدة والمتحجرة، لتجاوز قصورها من أجل القيام بدورها التاريخي. وهو يعني بذلك بأنه لا يمكن تحقيق ذلك وإنجازه في طبيعة الحال، بعيداً عن الحرية التي هي مكسب إنساني وتاريخي، يضمن المساوات الحقيقية للجميع. ويتضمن بالدرجة الأولى والأساس ضمان حرية الضمير، ضمان الحريات الديقمقراطية الأخرى، كحرية التعبير والنشر والتنظيم، والتمتع بجماليات الأدب والفن والعلم .. ومحاربة الأمية التي تتسع رقعتها يوماً بعد آخر، والتدين المزيف الذي أصبح يغطي معظم مجالات الحياة. ويقود الى التجزئة العرقية والمذهبية والطائفية الممقوتة والمفروضة علينا بأساليب متنوعة، قادتنا في أغلب الأحيان الى غياب القدرة على إتخاذ الموقف الصحيح، وعدم وجود القدرة على التحرر من تبعات التاريخ، وعدم التفكير الجدي في إعادة بناء الذات والمجتمع والدولة، والإندفاع نحو الماضي كمهرب أو ذريعة في كثير من الأحيان، والتبشيرية في كل الفرص والمناسبات، وهذه كلها أمور سيئة وسلبية جعلت من مجتمعنا إستهلاكياً وغير مثقف وينشد الرجوع الى الماضي، بدلاً من العيش في الحاضر والتوجه نحو المستقبل.

 وبعيدا عما تشير اليه القواميس اللغوية العالمية من تعريفها للثقافة ، مثل قاموس اكسفورد  و وبستر  والتعاريف التي يستعملها الأكاديميون والباحثون العلميون، أو علماء الإجتماع، وما يطلقه عليها الأدباء والمثقفون العرب من أمثال "مالك بن نبي"، أو التعاريف الحديثة للثقافة التي جاءت بعد موجة الحداثة وما بعد الحداثة، فإنني أدرك بأن تحرير الثقافة التي ينشدها "فاضل ثامر" هي الضامن الرئيس الوحيد لتحضر مجتمعنا، والمظهرالأكمل لرقيه وإزدهاره والعامل الديناميكي الوحيد الذي يستطيع تحرير الإنسان من قيود التاريخ والتقاليد البالية وإنقاذ الفرد والمجتمع من حالة الرتابة والجمود والكسل، فهو يريد أن يؤكد على ضرورة التفاعل مع جميع وجوه الثقافة العالمية لكي لا تبقى مجتمعاتنا سجينة لثقافة منغلقة ومحدودة، بل تكون منطلقة من ثقافة تنسجم مع الكرامة والأخلاق وتطلعات المستقبل في الفكر والسلوك، وفي كل العوامل التي تتعلق بها.

بالرغم من القدرات العالية للمبدعين العراقيين واستخدامهم لقوة الأفكار، التي بالتأكيد سيقود استخدامها لنهوض شعبنا من كبوته واستيقاظه من سباته المؤقت، ألا أن الفقر والمجاعة، والأمراض الإجتماعية المُتفشية في بعض أوساطه،كالفساد المالي والإداري والمحسوبيات ، ستبقى تعرقل المسيرة وتثبط من أحلام مثقفيه ومبدعيه . وبذلك ستنطبق المقولة الآتية عليه:-

( إن أفكار المجتمع ليست سوى إنعكاس لظروف حياته الواقعية الموضوعية والتي تؤثر على مسيرة تطور المجتمع).

طوبى لك يا (فاضل ثامر) عندما دعوت   الى  محاربة الأفكار الهدّامة والمُنغلقة التي تحاول إستعباد العقول البشرية بحجة الحفاظ على القيم والتقاليد والإرث الديني والثقافي للنهوض بواقع إنساننا المُثقل بالهموم والمتهدم تاريخياً واجتماعياً ، بسبب الجهل والأمية ، وبسبب ظروف فترة عصيبة مرت على مجتمعنا لعدة عقود تلتها فترة احتلال مرير لبلادنا ، مما خلّف كل ذلك من تدمير وإهمال وتجزئة ، بالإضافة الى سلب كرامته من قبل كيانات متقوقعة على نفسها وقابعة على صدره، تحرم مواطنيه من حقوقهم الفردية المشروعة.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.