اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الرومانسية الضاجة التي لم اكن اعرفها عن الشاعر الكردى الكبير "عبدالله كوران"

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

د.هاشم عبود الموسوى

مقالات اخرى للكاتب

الرومانسية الضاجة التي لم اكن اعرفها عن

الشاعر الكردى الكبير "عبدالله كوران"

 

اذا مااستطعنا ان نتتبع انطولوجيا الشعر الكردى وتحديدا من خلال نتاجات العراقيين من الأكراد , قد يمكن لنا (على قدر ما لدينا من اطلاع متواضع) , ان نميز ثلاثة أدوار مهمة فى هذا المجال, وقد تكون البداية المعروفة لنا مع (شعر النهضة) والتى برزت مع مطلع القرن العشرين وأتسمت ب (استخدام العمود الشعرى والبنية العروضية الصارمة , وتفخيم دور البلاغة ) , وهذا ماكان سائدا ايضا لدى الشعراء العرب آنذاك .. وثم جاءت الفترة المهة والحاسمة مع جيل شعراء الحداثة الأولى , والتى تميزت بالتكثيف الحسى والجمالى , اضافة الى مسحة التفاؤل والنهوض بالمشاعر بالغد الأفضل . وكان على رأس هذه الموجة الشاعر "عبدالله كوران"* الذى ثار على البحور الشعرية القديمة ومواضيع المدح والذم والهجاء , مؤكدا على بداية عهد جديد من الأنفتاح والرؤيا الطليقة للشعراء .. وبالتأكيد كان متأثرا ومؤثرا بالأدب العالمى التقدمى الذى اصبح هو احد أركانه , شأنه شأن " ناظم حكمت " و "بابلو نيرودا " وغيرهم

 من شعراء الموجة الأشتراكية التى اجتاحت مشاعر مثقفي وأدباء وفنانى العالم آنذاك .

وحين كانت الحركة التحررية الكردية , تشخص أعداءها الحقيقين فى الأستعمار والرأسمالية العالمية والرجعية والشوفينية العنصرية ، وقد تبنى هذا الشاعر الكبيرأهداف الحركة التقدمية المعادية للأستعمار والمناضلة من اجل السلم فى العالم , واصبح آنذاك عملاق الأدب الكردى المعاصر ورائدا للواقعية الأشتراكية , وقد بهرتنا ( نحن المتطلعين الى العدالة الأجتماعية والى عالم ترفرف عليه حمائم السلام خال من الفقر والبؤس والأستغلال)  مجموعة القصائد السياسية الثورية , مثل ( الى مايكل ) و (مكارثى) و(الى بول روبسن)و طريق (لينيين) و (رسالة الكرد الى المهرجان الرابع للشباب والطلبة فى بخارست) و (الى ماك ارثر) , (تلك القصيدة التى هاجم بها القائد العام للقوات الأمريكية المقاتلة آنذاك فى كوريا تحت راية الأمم المتحدة) ... هكذا كنا مندفعين (ودون اكتراث منا بافتقار هذه النتاجات الى الحس الفنى والجمالى ) .. وما أريد هنا ان أسجله ايضا , هو اني بعد نضج التجربة لدي كمتلقى ،  صرت أعى جماليات الشعر بشكل آخر , وقد كتبت دراسة متواضعة بهذا الخصوص بعنوان:

 "متى يستطيع الأديب أن يكون مبدعا "

 

 نعم لم نكن قد اطلعنا آنذاك على ابداع الشاعر كوران مما كتبه من قصائد رومانسية وغنائية .. و اليوم بعد اقامتى لمدة عام فى اقليم كردستان وجدت أن أكثر المثقفين ومحبي الأدب وعموم الناس هنا يحفظون عن ظهر قلب الكثير من قصائدة الرومانسية.. وتأكدت بأن الغناء والموسيقى الكردية مدينة لقصائد واشعار كوران الرومانسية .. عندما كان أحد زملائى من اساتذة الجامعة الأكراد التى أعمل فيها , يوصلنى معه بسيارته الى الجامعة ، وهو يستمع بشغف الى أغنية ذات لحن شجى وأداء رائع من أحد المغنيين الأكراد , وسألته عن سر ولعه بالأستماع الى هذه الأغنية , فأجابنى قائلا، يجب علي أن أعلم بان اكثر الأغانى العاطفية الكردية شهرة وعذوبة , تكون كلماتها مأخوذة من شعر" كوران " ثم حدثنى عن قصيدة غنائية طويلة ، أصبحت فيما بعد أوبريت , وهى بعنوان "الوردة الدامية "** والتى استطاع فيها الشاعر أن يمزج بين الحس السياسى والأجواء الرومانسية , ويمد من خلالها بكثير من عوامل القوة والتأثير والنجاح .. ويعتقد محدثى بأن هذه الملحمة الشعرية كانت مستمدة من أسطورة كردية شعبية بعنوان (لاس وخزال)

يجدر بنا الأن بأن نذكر أن موجة الحداثة الثانية ، والتى ولدت متأخرة .. لأسباب موضوعية كانت تحيط بأقليم كردستان.. قد تخلصت من هيمنة تأثير الشاعر الكبير "كوران" بصعوبة ، مع بداية العقد السابع من القرن الماضى بولادة جيل ناهض من الشعراء الذين مثل شعرهم الحداثة وما بعد الحداثة .. وأبرزهم الشاعر الكبير

" شيركو بيكس" .

  * عبد الله كوران , هو عبدالله سليمان بك , ولد فى حلبجة عام 1904 . بدأ كشاعر رومانسى , متأثرا بالرومانسيين الترك والأنكليز (شيللى وكيتس) قاد بدور تجديدى فى الأدب الكردى , شكلا ومضمونا , وصار واقعيا عبر عن انبل امانى الشعب الكردى والشعب العراقى وشعوب العالم . كان مناضلا بارزا فى صفوف حركة السلم العراقية , وعضوا فى مجلس السلم العالمى , قضى سنيين فى السجون والمنافى نتيجة لنضاله الدائب العنيد وتحمل انواع التعذيب . وبعد مرض عضال اصيب به نتيجة الظروف الأرهابية , توفى فى 18تشيرن الثانى 1962 فى مدينة السليمانية

** ترجمها الى العربية البروفيسور الدكتور "عزالدين مصطفى رسول"

وقد استطعت و للأسف متأخرا الأطلاع على النص المترجم     (كاتب المقال )

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.