اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ماذا لو اني أصبحت رئيسا للمجلس الأعلى للثقافة في العراق

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.هاشم عبود الموسوي

مقالات اخرى للكاتب

ماذا لو اني أصبحت رئيسا للمجلس الأعلى للثقافة

في العراق

 

استجابة للدعوة الكريمة من مركز فراديس العراق للمشاركة في ملف يخص الثقافة وتحت محور : لو أصبحت مسؤولا مهما في وزارة الثقافة, ماذا ستقدم لها ؟

وتواصلا مع ماكنت أنشره حول مواقفي من الثقافة الحديثة الجامعة التي يتطلبها مجتمعنا الحالي، بعدما لمست بأن الثقافة اليوم يجب عليها أن تعيد تشكيل مفاهيمها و خياراتها وتحاول أن ترتقي بأذواقنا  وسلوكنا اليومي بشكل أكبر و أسرع من ذي قبل.. وقد سبق وأن نشرت مقالا بعنوان: ( أمنية تأسيس المجلس الآعلى للثقافة فى العراق ... اهدافه وكيف يجب أن يكون عليه)  وللاطلاع عليه يجده القارئ على الرابط :

http://www.alnoor.se/article.asp?id=118343

سأحاول أن أسجل تصوراتي ، عما تتطلبه مرحلتنا الحالية ، مفترضا بأني أصبحت رئيسا للمجلس الأعلى للثقافة  في العراق( وهذا بطبيعة الحال لا يصدقه العقل ، لأنني ليببيرالي ومستقل، وهو أصلا محذوفا من تفكيري ومن تقدير النخب الحاكمة لدينا بوضعنا الراهن ). وليكن فاني سأطرح تصوراتي  عن الموضوع بعيدا عن التوجسات.

اذا كانت رسالة الثقافة الحقيقية هي خلق حياة نموذجية للفرد والمجتمع ، فان رسالة المثقف اذا تتحدد في خلق روح حضارية متجددة ،مع نشر قيم المحبة والتسامح في الفكر والعمل، ورفع مستوى الفرد والمجتمع ، وكما يقول المفكر ( رالف لنتون ):" لولا الثقافة و الدور الذي تلعبه ، لكان الانسان العاقل ، مجرد قرد يختلف عنه بعض الشئ في الذكاء والبنيان"

فالثقافة اذا هي الحكمة بالمعنى الحديث ، تجذب الأنسان وتصقله وتبنيه و تسمو به، وهي للعقل غذاء و دواء ، ومعبر الى ما هو أفضل  ، وهي التي تهذب وتنقي العقول من كل أنواع الجهل و التخلف ، والسفسطات الكلامية المتوراثة.

وان قدر لي أن أقوم بهذا الدور الأفتراضي "كرئيس للمجلس الأعلى للثقافة في العراق" ، فلا بد أن أبدأ بالتفكير عن الكيفية و الوسائل التي تمكن المجلس من المساهمة في تبديل الفكر التقليدي الى فكر ابتكاري و الفكر السطحي الى فكر مفهومي و الفكر الديماغوغي الى فكر خلاق و الفكر الأستسلامي الى فكر تفنيدي و الفكر اللاعلمي الى فكر علمي ، والفكر الدمجي الى فكر منظومي و الفكر الرجعي الى فكر استشرافي  والفكر القاطع الى فكر حدسي و الفكر السلبي الى فكر مبادر والفكر الأنطوائي الى فكر تواصلي وفكر الأمثلة والحكم الشائعة (المعتمدة على النسق السجعي)الى فكر توليدي.. كل ذلك من أجل أن نلحق بثورة تجديد الفكر الثقافي من خلال مراجعة شاملة لأصولنا الفكرية ، وعدتنا المعرفية و مبادراتنا التنظيرية . وان لم نستطع فيجب أن  نبحث عن البدائل..

ولابد لنا من تنويع معارفنا ، وعدم الأكتفاء بذكر واجترار ما حققه أجدادنا من تقدم.. ومن أجل ذلك ، علينا أن نتعرف على قائمة العلوم و النظريات و الخبرات التي أسس عليها صرح التنظير الثقافي الغربي المعاصر، وتفوق علينا في كل شئ.. لقد نوع الغرب اهتماماته بمختلف العلوم على السواء. وسأحاول هنا أن ادرج قائمة بأهمتلك العلوم : فلسفة العلم وفلسفة اللغة و فلسفة التاريخ والرمزية  واللسانيات وسوسيولوجيا المعرفة وسوسيولوجبا العلم وسوسيولوجيا الثقافة وتخطيط المدن وديناميات الجماعة وعلم الأجتماع وعلم النفس و علم القراءة وعلم البيئة والاناسة(الأنثروبولوجيا)الرمزية و الجغرافية الثقافية وعلم اللاهوت وعلم العرقيات(الأثنوغرافيا) والأقتصاد السياسي واقتصاد الماكرو والمايكروالأقتصاد الأجتماعي وعلم الأستشراق ونظرية النقد ونظرية التطور ونظرية الجمال ونظرية المعلومات ونظرية الأدب ونظرية السرد ونظرية الأعتماد ونظرية الأتصالات ونظرية النظم الأجتماعية ونظرية التربية ونظرية السياسة ونظرية السيطرة..و معظم هذه الفروع تم دمجها بتكنولوجيا المعلومات، وتم التأكيد فيها على أهمية المدخل المعلوماتي في التنظير الثقافي..

ولا بد للمركز الخائلي الذي يتولد في ذهني من أن يقوم بتنشيط حوار بناء بين الفكرين السائدين في مجتمعاتنا ( الفكر الديني والفكر العلماني)..لاني أجد فكرنا الحالي مفككا ويعاني من حالة مزمنة ومتفاقمة من نقص المعلومات وتبادلها على عكس الفكر الغربي الذي يتسم بكثافة المعلومات والمعلوماتية..كما لا بد للمجلس من أن يتولى اثارة ومناقشة مواضيع تؤدي الى التقاء الفكر بالثقافة، لأن فكر الثقافة عنصر أساسيفي منظومتها، فهو يربط الفكر بباقي عناصر منظومة الثقافة من خلال مجموعة علاقات تبادلية مثل :لغة الفكر وفكر اللغة/تربية الفكر وفكر التربية/اعلام الفكر وفكر الأعلام/ابداع الفكروفكر الأبداع/تراث الفكروفكر التراث/قيم الفكر وفكر القيم و المعتقدات .. وغيرها .

ومن أجل ربط مواطننا بأحدث التيارات الفكرية و الثقافية المعاصرة والتي تعالج الدراسات الأنسانية والعلوم الأجتماعية والدراسات الأدبية واللغوية ، اضافة الى الدراسات الفنية والدراسات العلمية ، فلا بد من نشر سلسلة من الأصدارات لكتاب وأدباء ومثقفين وعلماء أكفاء يتصفون بالرصانة ، بجيث تهدف هذه الأصدارات الى تزويد القارئ بمواد جديدة تتلائم مع ثقافة انسانية محلية تغطي جميع فروع المعرفة وتنسجم مع عصر المعلومات .

واذا قدر لي أن أختار من يعمل معي في هذا المجلس  فسأختار نخبة من العلماء والمفكرين من المستقلين، والغير منتمين الى أي حزب من الأحزاب الموجودة حاليا على الساحة العراقية .. وهذا الشرط الذي الذي أفرضه بالتأكيد سوف لا يلقى الترحيب من قبل النخب الحاكمة ، وسيمحو كل الأفتراضات التي ذكرتها  .. لأنها بعيدة ..بعيدة المنال . اذا لا تنتظروا  أن يتحقق من كل ذلك أي شئ .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.