شعر:هاشم عبود الموسوي

مساهمات اخرى للكاتب

يا ناقل الكلم العظيم

هذه القصيدة وقفت لإلقائها لأول مرة أمام جمهور محب للشعر في عام 1960 أود أن أنشرها اليوم بمناسبة المولد النبوي الشريف بعد 52 عام  .

طافت بسمعي أعذبُ الألحانِ         وسمعت في البطحاءِ رَجْعَ أغانِي

فكأن أفراح الدهور تجمّعـت         في مولد الفُرقان نَخبُ تَهانـي

هذا اليتيم الغر يسطع نوره            في أحلك الأهوال والأزمانِ

هو ابن عبد الله يا ألق الدُنا           هو خاتم الدعوات والأدانِ

كل القبائل هلّلـت مزهوةً            بقدومه .. نورٌ من الرحمنِ

بوركت يا خير البرية هادياً          ومبشراً بسعادة الإنسانِ

وأتيت تُشفي بالجراح مُداوياً           وَجَع السنين وغفلة الوجدانِ

ولطالما أهديتنا قَبَسَ الرَجا            من بعد ما بكت النجومُ تعاني

لله درك إنْ بقيت مُقارعاً             صلف الصخور وسُبّة الأوثـانِ

هوج الرياح وكـم مررن بمكة        كالنخل غرسك آثل البنيانِ

وتسافدت بيضُ الذئاب وسودها        فكأنها سـربٌ من الغربانِ

وسَلِمت تدري أن حُبك مالئاً           كل القلوب بصحــوة الوجدانِ

يا خَير من صلى بأول ركعة           في القبلتين برحمةِ الرحمنِ

يا ناقل الكَلم العظيم وسحره           وسماوة الإعجاز في القـرآنِ

وبلاغة فوق البلاغة كلها             ما ظلّ من شعرٍ إلى الرطـانِ

وعلومه بحرٌ .. تناهى أفقـه         عبْرَ المكان إلى الزَمان الفاني

ما زلتُ ألعب بالحصى وأعُدُّهـا      فكأن ذيـاك الفطام نساني

فبكل حرفٍ من حروفه صاغراً       وبكل آيٍ زِدْتُ بالإيمـانِ

ما خلت يوماً أنني أشكو الهوى        أو كنتُ يوماً في الغرام أعانـي

علمتني شعر المديح ونظمـه          وفككت مني عُقدة بلسانـي

وزرعت في روحي نشيداً ملهماً       حتى تحول في الدُعاء أغاني

ولقد أعانَ على اليقين توهمي         أني أرى طَيف الرسول أتاني

ولكم رسمتكَ شامخاً متألقـاً          وافي الأبيـات والأوزانِ

أنا إن نسيتك يا حبيب لبرهةٍ          فكأننـي أنسى بأنِّي فاني