اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الكلام المباح (44): عجين راجحة! -//- يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الكلام المباح (44):

عجين راجحة!

يوسف أبو الفوز

ما ان ألتقيت مع جليل ، في بيت أبو سكينة ، صديقي الصدوق، وتبادلنا وجهات النظر وأستعرضنا ما يجري في البلاد ، وكان الاخرون يستمعون لنا بأهتمام ، ثم صاروا جزءا من حوارنا، حتى علت وارتفعت وتداخلت الاصوات ثم هدأت. اختلفنا واتفقنا، لكننا في الاخير اعترفنا بخطورة الاوضاع السياسية في البلاد، وهو الموضوع الاساس الشاغل لنا ولأبي سكينة، الذي سره وجودنا وسجالنا .

كنا جميعا نتابع بقلق الاحتقانات في الوضع السياسي للبلاد والتدهور في الوضع الامني، وتصاعد حمى الشعارات الطائفية من قبل بعض الاطراف والمطالب غير المشروعة لاخرين التي تزيد من اشعال نيران الازمة وتهدد في انفلات الامور بحيث لا ينفع فيها جلسات بوس اللحى ان لم تعالج الامور من اساسها الخاطيء ، وذلك بأيجاد معالجات جذرية لتجاوز نهج ونظام المحاصصة الطائفية الاثنية، الذي يمكن ان يؤدي الاستمرار فيه الى تكرار الازمات وانطلاقها من جديد بحيث تدفع البلاد نحو متاهات خطرة ، وتضعها في مواجهة احتمالات لا تحمد عقباها .

صاح ابو جليل : لن تهدأ الامور وتستقر ما دام الحل والربط  بيد بعض السياسيين الانتهازيين الذين من مصلحتهم ان يلعلع الرصاص وتسيل الدماء وتنتشر اجواء العسكرة والعنف !

قالت سكينة : بهذا فقط  يستطيعون حماية مصالحهم ، فصراعهم  في اساسه على المصالح، صراع من اجل  السلطة والثروة والنفوذ .

كان ابو سكينة يتفق بهزة من رأسه مع الاراء التي تطالب بتحرك القوى التي لم تتورط في صنع الأزمة، ثم تنحنح ، أستعدل في جلسته وقال : ننتظر من هذه القوى الوطنية المخلصة ان تطرح مبادرات مدروسة وبحلول جذرية، والا ــ يا جماعة الخيرــ  فأن اوضاعنا السياسية راح تصير فرجة ومثل عجين راجحة !

وابو سكينة هنا يذكرنا بحكاية راجحة الصبية بنت جيرانا ، ورفيقة طفولتي ، التي ارادت مساعدة أمها اثناء غيابها في السوق . فأرادت ان تحضر لها العجين، فوضعت كمية من الطحين وسكبت عليه ماء وعجنته بقوة لكنها وجدته لينا جدا فوضعت مزيدا من الطحين فصار صلبا فأضافت قليلا من الماء ، فعاد لينا ، فأضافت طحين فرجع صلبا فعادت وسكبت ماء ، وهكذا واصلت مهمتها بحماسة، وحين عادت الام وجدت ان ابنتها راجحة قد عجنت لها نصف كمية الطحين التي تكفيهم عادة لشهر كامل!

*      طريق الشعب  العدد 198 الأحد 9 حزيران‏ 2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.