اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فرضية أنية.. لأبعاد زمنية سياسة// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

فرضية أنية.. لأبعاد زمنية سياسة

يوسف زرا

القوش 30/7/2017

 

اذا كان ما هو متفاعل سلباً في الكثير من المواقع الجغرافية والديمغرافية واكثرها شراسة, وفي المقدمة, هي منطقة شرق الاوسط عامة, والعراق (خلال العقود الاربعة الماضية) خاصة. هذه البقعة التاريخية التي نشأت فيها مجموعة حضارات عبر التاريخ القديم, وقدمت للبشرية سلبا او ايجابا. من المتاعب المشخصة لبعضهم وللحاضر, والتي تعتبر كمصادر مهمة للدراسة العميقة والمقصود بـ (وادي الرافدين) او (بين النهرين) كما يسميه البعض. وضرورة استخلاص ما هو مفيد لمستقبل الانسان الحالي في بناء حضارة شاملة تخدم جميع الشعوب بأقل صراعات ونزاعات داخلية واقليمية ودولية. والذي لا زال هذا الصراع فعلا وبمستوى اكثر شراسة وعنفاً من سابقه, والحاصل من تمكن الاقوى, او صاحب السلطة التنفيذية داخليا واقليميا ودوليا, من جراء تحفيز المتراكم من الترسبات الكثيرة التي ادت الى استفحال, لا بل استمرار النزاعات والحروب الاهلية والاقليمية خاصة, مما ادى الى جعل شعوب هذه الدولة دائما في دوامة او ضمن دوار يجري لا استقرار فيها. وان من اهم هذه المخلفات الحيوية المترسبة. الاجتماعية. القبيلة والاثنية. ثم القومية واخيرا الدينية المذهبية الاكثر استفحالاً واثارة لاندلاع النزاعات والداخلية والحروب الاهلية. مما يؤدي الى تفكيك عرة التألف الاجتماعي والانسجام في التعاملات اليومية لمفردات الحياة المهمة.

واذا كان قد اصاب جميع مكونات المجتمع العراقي شرخ كبير منذ عدة قرون مضت. فكان سبب ذلك, استنهاض تلك الترسبات التاريخية- الدينية - المذهبية ثم القومية والاثنية لاحقا لغرض جعل الصراع الدائم الهدف الاهم للعدو المتربص في هذه الدولة.

فكان الشعب الكردي, ضمن النزاعات والحروب الاهلية المستفحلة بين القومية الكردية. والقومية العربية في العراق. والمسفيد من ذلك كان ولا يزال ذوي النفوذ الاجتماعي والديني والاقليمي. ومن مصالح الدول الغربية الاوروبية في مقدمتها الامريكية معاً.

ورغم ذلك لم يكن في حساب جميع المكونات الاجتماعية والدينية بنسبها (المتفاوتة) ضلع مباشر بذلك ولا مصلحة ما. بل كانت الاكثرية تتحمل العبء والخسارة الجزئية. وباقي الاقليات الدينية والقومية الخسارة الكبيرة. لانها تبقى مهمشة لا بل مقصية كلياً من ميدان الحياة العامة وليس لها اي رأي بالموضوع.

علما بان المكون الديني المسيحي خاصة وثم الايزيدي لم يكُنا في يوم ما بعلاقة غير ودية مع الطرفين العربي والكردي, رغم ان كل يحاول استمالة بعض شرائح هذا المكون او ذلك اليه بغية تحصين حقوقه ومطاليبه المشروعة سواء كانت قومية ضمن جغرافية معلومة, او دينية تخص حرية العقيدة والعبادة الدينية لاي كان.

وبسبب الفراغ الحاصل للقوى الاجتماعية التقدمية, وخاصة سقوط النظام السابق 9/4/2003. وما تركه من المأسي والجراح البليغة في جسم الشريحة المثقفة والقوى السياسية المدنية الداعية لحرية الشعب واحترام كرامته.

فعلا سعت القوى ذات النفوذ الاجتماعي – الديني والقبلي والقومي المتطرف للمكونيين الكبيرين العربي وثم الكردي. مما ادى الى فقدان الامن الداخلي وعدم الاستقرار السياسي, واستفحال الفساد المالي والاداري في جميع مرافق الحياة ودوائر الدولة.

بل سعت الاطراف المذكورة الى تجميع حولها شرائح عديدة من الاقليا المذكورة بغية دعم استمرارية نفوذها وسلطتها المطلقة دون ان تعترف بحقوقها الاساسية اسوة بغيرها.

فكانت المرجعيات الدينية المسيحية (مع الاسف) السباقة لذلك طمعاً بالسلطة الزمنية المفقودة الى جانب السلطة الدينية. واصبح همها باطنياً وظاهرياً الاستمالة الى هذه الكتلة الدينية. او القومية الكبيرتين لغرض نيل طموحاتها المذكورة.

واذا تناولنا بالتحديد الشريحة الاجتماعية المنضوية تحت خيمة المذهب الديني المسيحي (الكلدان الكاثوليك) واغلبها في قرى سهل نينوى ومحافظة دهوك. فان هذه المنطقة فعلاً قد فقد الامن فيها منذ ظهور منظمة داعش الارهابية قبل حوالي الثلاث سنوات. وان الفصائل المسلحة الكردية (البشمركة) ساهمت فعلا في تحرير بعض مناطق سهل نينوى. واصبح بعد ذلك ميسوراً لها وتعزيز موقعا عسكرياً بجعل هذه المنطقة متنازعاً عليها مع حكومة بغداد. وان المكون المسيحي لم يعد له حتى ابسط رأي بمصيره مستقبلاً. علما بانه لا يمكن تحديد انتمائه لهذا او ذلك بدون متاعب لاحقاً.

ففي هذه الحالة, قد اصبح هذا المكون خارج محمية اية جهة رسمية, غير نفوذ البشمركة. واخيرا اعلنت قيادة اقليم كردستان انها مقبلة الى اجراء استفتاء جبري في الاقليم بما فيه المناطق المتنازع عليها وحسب تحديدها مسبقاً.

فان بطريركية الكنيسة الكلدانية, وفي مقدمتها راعيها مارلويس ساكو شعر بان غبنا كبيرا سيصيب رعية كنيسته بصورة خاصة. فتحرك لاختيار ما يمكن تمثيله في مسؤولية هذه المنطقة وناحية القوش بالذات. مع تحديده مسبقا الشخص المناسب في ادارة الناحية, بعد ازاحة مديرها السيد فائز عبد جهوري عن طريق اعفائه او اقالته من قبل مجلس الناحية. علما بان السيد المدير المذكور واعضاء مجلس الناحية ليسوا منتخبين من قبل اهالي البلدة وقرى الناحية. بل جرى ذلك بانتخابهم صورياً بحضور الامريكان مباشرة وحسب نسب المكونات الاجتماعية بواقع ثلاث مقاعد للمكون الايزيدي ومقعدين للمكون المسيحي ومقعد واحد للمكون الكردي واخر للمكون العربي . وثم تعيين السيد فائز عبد جهوري مديراً للناحية من قبل الامريكان باعتباره ممثلا عن مركز الناحية (القوش) كاستحقاق لها, ورئيس مجلس للاخوة اليزيديين.

واخيرا اصبح جميع اعضاء مجلس الناحية موالين كليا لجهة كردية حربية معروفة. وهذا وارد في التنافس السياسي على مناصب الادارية والوظائف الاخرى بين كتل ذات نفوذ الاقوى ويعتبر تنافساً شرعياً وقانونياً وحتى توافقياً لمرحلة معينة في كثير من الدول.

وذا كانت الامراة(لارا زرا) قد انتخبت عبر مجلس ناحية القوش مديراً للناحية. فأن ذلك في اعتقادي ليس فضلاً من احد لتولي هذه المراة مسؤولية ادارة ناحية القوش. لانها مشخصة مسبقا.

وانا يوسف زرا. والد المراة المذكورة لي كل العلم ان ابنتي لارا مع زوجها دريد, ومنذ عدة سنين ينتميان الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بملئ ارادتهما, وهي لوحدها عملت فب مجال النشاط المدني طيلة الفترة المذكورة وضمن البلدة والقرى المحيطة بها, ولم يكن لي اي تأثير عليها باعتبارها ابنتي, ولا على زوجها. لان كليهما احرار بما يقررانه في حياتهما الخاصة والعامة ومعلوم ذلك لهما بكل صراحة وشفافية. وكباقي اولادي, لهم كل الحرية في حياتهم الخاصة وان اختلف احدهم معي.

وليكن معلوم لجميع اهل بلدة القوش. ان دور الكنيسة فيها مباشر ومؤثر وبشخص رئيس ابرشيتها مار ميخا مقدسي. وهو الذي اقترح بذلك كما اعتقد على غبطة البطريرك ساكو كل ما سبق.

علاوة على ان غبطته ومنذ ظهور –داعش- في هذه المنطقة. اصبح بكامل الوعي والادراك, ان الاقلية المسيحية اصبحت المستهدفة. وخارج رعايته نسبيا. بسبب طغيان الارهاب وعامل الهجرة القاتل.

وفعلا كان غبطته قد سرح ومرغماً بعد احتلال – داعش – لمدينة الموصل وجميع قرى سهل نينوى بالكامل. وعبر وسائل الانترنيت, وبحصرة والم بليغ قال. (لا مانع من هجرة المسيحيين) ويعلم الى تئول اليه الامور.

وانا شخصيا, كنت قد التقيته في مؤتمر الاقليات المنعقد في مدينة بخديدا قبل اكثر من اربعة سنوات حسب ضني, وكان لا زال رئيساً لابرشية كركوك وتوابعها. فكان موقفه واضحاً وصريحاً حول مستقبل الشعب المسيحي في المنطقة.

وثم كنت ضمن الوفد لاتحاد الادباء والكتاب السريان في زيارة خاصة له بعد تسنمه مسؤولية الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية. وفي مقر إقامته الرسمية في بغداد. وكان فعلا ايضا صريحا بعباراته ومتخوفا من مصير الاقلية المسيحية وغيرها مستقبلاً وفي العراق. وهو ليس بحاجة لأي إطناب واخيرا: ان الذي حصل في اقالة مدير ناحية القوش وانتخاب غيره في ايام محدودة. ومسبقا معلوم ذلك لذوي العلاقة الخاصة. الا يعتبر هذا كفرضية انية... لابعاد زمنية سياسية وغيرها؟ ومنها جعل الاستفتاء كأمر واقع على المنطقة... إلا ماذا ؟؟

يوسف زرا

القوش 30/7/2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.