كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (211)- مائدة نزهت / جزء 4

تقييم المستخدم:

/ 0

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 30 حزيران/يونيو 2019 20:18

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 2564

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب

يوميات حسين الاعظمي (211)

مائدة نزهت / جزء 4

اعزائي نكمل الموضوع في جزئه الرابع

غنى ناظم الغزالي بعد انتهائه من غناء هذا المقام اغنية (وشبان مني ذنب) وقد غنى ايضاً خلال سير الاغنية ابوذيه بطور المصلاوية وسلَّمُها الحجاز وهو نفس سلم مقام الحويزاوي وهذا مطلع الابوذيه.

يمين اقســـم بالشمــــس وضحــاها

اما التجربة الثانية فهي للمطربة الشهيرة مائدة نزهت، حيث غنت هي الاخرى مقام الحويزاوي باسلوب فني مغاير تماماً لاسلوب مطرب الاجيال محمد القبانجي ومغاير ايضاً لاسلوب فنان القرن العشرين ناظم الغزالي، ولم يكن ذلك لمرة واحدة بل كررت ذلك مرتين وبقصيدتين جديدتين مختلفتين ففي المرة الاولى غنت الفنانة مائدة نزهت مقام الحويزاوي بقصيدة الامام سعيد البوسعيدي.

(يا من هواه اعزه و أذلنــــي كيف السبيل الى وصالك دلنــي)

وقد تحدثت عن هذا المقام في كتابي السابق ( المقام العراقي الى أين؟ ) صفحة 86 ، وفي المرة الثانية اثبتت الفنانة مائدة نزهت امكانياتها الابداعية وغنته بقصيدة الشاعر المخضرم حافظ جميل بأجمل ما يمكن ان يكون.

(وا عظم بلواك من همٍّ تعانيــه ومن جوى ألم في النفس تخفيــه)

بهذا الغناء لهذا المقام، صفق لها المبدعون وهلل لها المتذوقون، ليس فقط على اداء متميز، بل لجرأة وإقدام ورفضها البقاء اسيرة. ورغم كل ذلك لا يعتبرها التقليديون هي وزميلها الغزالي مغنون مقاميون!!!

وربما يكون الامر طبيعياً بالنسبة لهم باعتبارهم تقليديين يرفضون كل ابداع وتجديد.

وفي صدد اغنية – تاليهه وياك – اذكر اني كنت مرة خلال الدوام الوظيفي اليومي لفرقتنا ونحن نتمرن على بعض الاعمال الغنائية المقامية وابداء ملاحظاتي المقامية للفنانة مائدة نزهت وقد كنا في حضرة مقام الحكيمي وهو من سلم مقـام الهـزام. وفي هذه الاثناء مال حديثنا الى اغنية – تاليهه وياك- وهي من نفس السلم حتى اخذت تغني ببعض مقاطعها التي ابديت اعجابي ببنائها الموسيقي وادائها المتقن الجميل فسألتها عن ظروف هذه الاغنية. فكانت ان اجابت بصراحة وجرأة فقالت (في هذه الفترة كنت على علاقة حب طاهر نقي مع الفنان وديع خونده، وكان ذلك قبل زواجنا طبعاً، كنت كمراهقة غرة، لا يهمها كتمان مشاعرها وكان قد لحن لي هذه الاغنية فعند تسجيلها في ستوديو الاذاعة كان وديع موجود في كونترول الاستوديو جالساً مع المخرج وكنت انا في ذروة مزاجي الغنائي ومشاعري الجياشة مما جعلني اغني بكل الصدق والجودة، فكان ان نجحت هذه الاغنية نجاحاً كبيراً ليس فقط لجمالها بل لمستواها الراقي في الكلمات والبناء اللحني والاداء الغنائي).

وبذلك يمكننا ان نقول من جانب اخر ان هذه الاغنية سجلت قبل عام 1958 وهو عام زواجهما.

ومن الالحان الاولى لملحنين اخرين التي غنتها مائدة نزهت والتي ترتبط من الوهلة الاولى بتعابير حقبة التجربة مثل اغنية ياحلو التي كتب كلماتها خزعل مهدي واغنية ياهوانا التي كتبها غازي جميل واغنية يمسيرين الهوى التي كتبها حسن ترجمان واغنية محتارين لداود القسام واغنية محبوبنا الغايب لجبوري النجار واغنية لاتبجين ياعين لعبد الستار القباني التي لحنها جميعا ناظم نعيم واغاني اخرى مثل اغنية يكولولي توبي لمحمد حسن الكرخي واغنية يم العباية الجاسبي لعبود السوداني واغنية يابوية اشتريني لحميد النجار واغنية انتظار لعباس العزاوي التي لحنها جميعا رضا علي واغاني اخرى مثل اغنية خلهم يكولون لهلال عاصم(هامش1) التي لحنها علاء كامل(هامش2) واغنية يحليوة عجايب لنفس الكاتب والملحن. وأغنية - نعم هالي سمالي- التي كتبها جعفر الاديب ولحنها سعد شعبان واغنية على كيفك لوليد جعفر ولحن محمود الكويتي وغيرها من الاغاني الاولى في بداياتها التي عكست واقع الحقبة الزمنية من تطور موسيقانا والتجربة المستمرة في ذلك.

في خضم الاحداث والمشاكل التي كان يعج بها العراق اواخر العقد الخمسيني وبداية العقد الستيني وبسبب مضايقات معينة, سافرت مائدة نزهت مع زوجها وديع خوندة عام 1962 الى بيروت, وهي المرة الاولى التي تسافر فيها خارج العراق, وفي بيروت بدات مرحلة جديدة من مسيرتها الفنية فقد كان زوجها على علاقة ببعض الصداقات مع الفنانين اللبنانيين والعرب منذ ان عمل في اذاعة الشرق الادنى. مثل عبد الحليم حافظ بواسطة محمد عبد المطلب الذي كان صديق وديع خوندة في بغداد وتعرفت على اعضاء الفرقة الماسية وهدى سلطان ولبلبة ونجاح سلام وصباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وغيرهم. وفي هذه الفترة من اقامتهم في بيروت لحن لها زوجها اغنية يا خوية ويا احلى خي التي كتب كلماتها زين شعبي.

في هذه الاثناء وبعد تحسن وضعهما واستقرارهما, قاما بسفرة سياحية الى اوربا عادا بعدها الى ارض الوطن عام 1963 ثم اضطرا للعودة الى بيروت ثانية وبقيا هناك, وفي عام 1964 انجبت مائدة ابنها البكر- اياد – وبعد ذلك باشرا مرة اخرى نشاطهما الفني وقد ذهبا الى سوريا التي فتحت ابوابها لهما, ولكنهما بقيا في دوامة من الذهاب والاياب بين سوريا ولبنان, ونشاطهما الفني مستمر وقد ساعدهما الفنان الكبير الفلسطيني الاصل حليم الرومي حيث كان مسؤولا عن الموسيقى في الاذاعة اللبنانية, وقد لحن لها بعض الفنانين العرب منهم حسن غندور وعفيف رضوان وخالد ابو النصر وسعدون الراشد والكويتيان عوض دوخي وحميد الرجب بعد ان سافرت الى الكويت لفترة معينة.

نكمل حديثنا في الحلقة القادمة ان شاء الله

الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان

هوامش

1 – هامش1 : هلال عاصم– ناقد موسيقي كبير, كتب الكثير من النقد في الصحف العراقية والعربية, وعمل في الصحافة وكتب الكثير من الأغاني لأشهر المطربين في النصف الثاني من القرن العشرين, توفي اواخر ثمانينات القرن العشرين عن عمر ناهز الستين عاما.

• 2 – هامش2 : علاء كامل– علاء كامل (علي عبد الرزاق حسن) علاء كامل من مواليد عام 1926 في مدينة البصرة وقد اتم دراسته الثانوية فيها ثم تابع دراسته في بغداد في كلية الحقوق ونال شهادة الليسانس في القانون. شكل فرقة موسيقية عندما كان طالبا في كلية الحقوق, واول وظيفة شغلها في الاذاعة كانت (مراقب موسيقى) الى ان تشكلت مديرية لبرامج الموسيقى واصبح هو مديرها. اول لحن لحّنه علاء اغنية "متكولي اشلون انساك" التي غناها المطرب السوري حسن الملواني. وسجل اول لحن للثورة 1958 وهو " بشرى يا ارض الحرية " من كلمات مؤلفة الاغاني " امل سامي " زوجته واستمرت اغانيه الوطنية والعاطفية اشهرها اغنية " الماجينة" واغنية " بات " " والسحور " واشترك مع الفنانين سمير بغدادي (وديع خوندة) ومحمود عبد الحميد في تلحين اوبريت " ليلة طرب " من اعداد عبد المجيد الملا ووديع خوندة, ولانغام بلادي ووضع موسيقى تمثيلية " تحت موس الحلاق " وقد انتخب رئيسا لجمعية الموسيقيين العراقيين عند تاسيسها. كما كان له باع طويل في الصحافة فقد كان يكتب في جريدة المواطن " اذن وعين " " الناس والفنون " . وفي عام 1971 صدر الامر الوزاري من وزارة الاعلام بتفريغ السيد علي عبد الرزاق لادارة معهد الدراسات النغمية العراقية وفي عام 1973 اوفد مع السيدين سلمان شكر وارام بابوخيان الى الجزائر لمدة عشرة ايام لحضور المؤتمر الثالث "للمجمع العربي الموسيقى" بمدينة الجزائر وبعد عودته من السفر وفي نفس العام توفاه الله برحمته يوم 10/5/1973. ولقد تغنى بالحانه من المطربين العرب حسن الملواني ومها الجابري وهالة رمزي ومن العراقيين محمد كريم ومحمود عبد الحميد وعفيفة اسكندر ومائدة نزهت واحلام وهبي وحسين السعدي وغيرهم.

اضغط على الرابط

ناظم الغزالي / وقائلة لما اردت وداعها

https://www.youtube.com/watch?v=-Ea3c7nVgv8

مائدة نزهت / اغنية يا حلو

https://www.youtube.com/watch?v=NvJ3E3GV3sM

اغنية يا هوانا

https://www.youtube.com/watch?v=kgUZhHe1tq0

اغنية يمسيرين البلم

https://www.youtube.com/watch?v=C_20QjqXIA4

اغنية يحليوة عجايب

https://www.youtube.com/watch?v=oEpKbuwlXJc