اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (343)- الابداع سمة من سمات الفطرة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (343)

 

الابداع سمة من سمات الفطرة

         إن الابداع والابتكار سمة من سمات الفطرة الخصبة والتفكير الخصب. وهذه الخصوبة في الفطرة والتفكير هي التي نستمدها في الحقيقة من الحياة التي نعيشها ومن تجاربها. لذا فإن الأزمة التي مرَّ بها المؤدون في الحقبة التي ظهر بها محمد القبانجي عملت بقوة على خلق فجوة جمالية في الاداء ما إنفكت تتسع وتكبر حتى كادت أن تفصل بين القبانجي وسابقيه بصورة كاملة..! ويعود السبب في ذلك الى الرؤية الجديدة للتراث والموروث التي ميَّزت هذه الحقبة بالذات للانطلاق من القديم وسط حياة جديدة ومحاكاة الحاضر وسط رؤية مستقبلية ثاقبة تواكب التطور بصورة تتضاعف باستمرار.

 

          من زاوية اخرى، إنَّ الأَداءَ والأُسلوبَ مهما كانت قيمتُهما، عملان إبداعيان من حيث المبدأ، لأنه في الأقل يمثل تذوق فنان يعيش فعلا ًفي هذه الحياة..! فهو لابد أن يعبـِّر من زاوية ما عنها مهما كان بعيداً عن روح المعاصرة..! أو مهما كان قريبا أو متطابقا في  تقليد غيره، إذن فهناك نسبة من الابداع مهما كانت ضئيلة..! وأي شيء ينفي ذلك هو إلغاء لوجود المؤدي أو إلغاء للاداء برمته أو إلغاء لإحساسنا بالحياة التي نعيشها..! ولكننا لا نريد أن يتباعد المؤدي عن روح العصر الذي يعيش فيه، ولا نريد له أن يبقى مؤدياً يعتمد على الذاكرة الموروثة..! الذاكرة الفطرية العفوية المستقاة أصلا من البيئة والنشأةوالموروثات. بعد أن أتاحت حياتنا الجديدة المزيد من الوسائل التي تساعد على الانفلات من سيطرة التراث، بواسطة التطور التكنولوجي الذي تطور بسرعة مذهلة وأتاح مجالاً واسعاً لتدخل العقل والتفكير..!ونستمع الى محمد القبانجي في بعض تطلعاته الادائية في مقام الصبا بأبيات شعرية لعبد الغفار الاخرس.

(أتراك تعرف علتي وشفائي / يا داء قلبي في الهوى ودوائي)

 

إن الذاكرة الموروثة أمست اليوم، لا تكفي أبداً لتلبية حاجات الانسان المعاصر الجمالية والذوقية والعقلية، وإن الاعتماد عليها تأخر فكري وكسل ينذر بخلق فجوة من شأنها أن تلغي وجودنا وإحساسنا كأفراد معاصرين بعيدين عن روح الحياة السريعة التي نعيشها، فلابد أن نألف الحياة ونقترب منها لنرتد إليها..!

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

محمد القبانجي مقام الصبا

https://www.youtube.com/watch?v=4bpRumtb75o

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.