اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (374)- محمد علي احمد اكبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (374)

 

محمد علي احمد اكبر

اول صديق عربي عبر المراسلة بالبريد الجوي 1966

في عمر المراهقة وعنفوان الاحلام والشباب والطموحات والرومانسية والتفاؤل العفوي، تتداخل كل هذه الامور في خيال هائل من التفكير والمشاعر الجياشة والشفافة التي لا يُعرف لها أي قرار أو إستقرار..! تبرز مفردة –الذكرى- في مقدمة كل الرؤى. ومنذ بواكير حياتي كنت بطبيعتي محبــَّـاً للعلاقات الاحتماعية ولم أزل، بل واجيدها أيضاً..! بحيث وثــَّقتُ وأرشفتُ كثيراً من الذكريات التي تبقى جميلة على مدى الحياة، لان الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان كما يقال..! ولأنها تبدو في الحقيقة تأسيساً لبناء وتبلور وتكوين الشخصية الفردية للانسان، وبالتالي فهي الجذور الاولى للذكريات..! وفي هذه الفترة من عمري وأنا في دور المراهقة، نشرتُ إسمي وعنواني في صفحات المراسلة والتعارف  بالمجلات العراقية والعربية..! سواء في الصحف الرياضية أو الصحف الفنية أو حتى في الزوايا الفنية لبعض الصحف السياسية العراقية والعربية..! ومن هذه المجلات العراقية الفكاهة وحبزبوز والملاعب وغيرها. ومن المجلات العربية كانت مجلة الاحد اللبنانية، التي نشرتْ صوراً لي ولبعض أصدقائي في الحي للمراسلة. وقد كان معظم ذلك كما قلت بواسطة جارنا الكاتب المعروف الاديب خضر الولي رحمه الله.

 

       وعلى الأكثر، كان المبرر من هذه المراسلات هي هواية التعارف على اصدقاء جدد من بلدك او من أقطار وطننا العربي الاخرى، وكذلك جمع الطوابع وتبادلها بين جمع من الاصدقاء في الداخل والخارج، الهواية التي تصدرت كل فترة مراهقتنا وشبابنا المبكر في تبادل الطوابع التي تصدر في بلدنا العربي الكبير. وعلى إثر ذلك، وصلتني طبعاً الكثير من الرسائل..! ومن الطبيعي أن لا تدوم في الاعم الاغلب مثل هذه الروابط من العلاقات، لأسباب شبابية أو الاتصالات البريدية أو الإقامة في بلد آخر أو هدوء الناحية العقلية والعاطفية واستقرارها بمرور الزمن وتبلور وتغير وجهات النظر حول هذه الهوايات وغير ذلك من أسباب..! واذا دامت اية علاقة منها فالاسباب التي ترجح ديمومتها هي تمسك اصحابها بالذكرى الجميلة التي تجمع بين الاصدقاء المتعارفين فيما بينهم، عن طريق التواجد اليومي في بلدنا العراق العزيز او المراسلة البريدية. ورغم كل ذلك يمكنني ان اقول ان فطرة الاهتمام بالارشفة والتوثيق كانت من ممتلكاتي وهواياتي الاصيلة.

في هذه الفترة من مراهقة العواطف والتفكير، إشتريتُ عدد من الدفاتر الصغيرة، أشبه بدفاتر أو كتب الجيب، ولكنها من النوع الملون وجميل الشكل، لأدوِّنَ فيها ما يحلو لي من معلومات لأحداث تمرُّ في سياق حياتنا الجميلة. واخترت اجمل هذه الدفاتر الملونة لاخصصه لموضوع الذكرى..! وتثبيت المواقف الاخوية وقيمة الصداقة بين الجميع..! الذي ستكون مادة حلقاتنا التي ستأتي تباعاً عزيزي القارئ الكريم..! 

في هذا الحيـِّز من الكتابةوفي هذا الدفتر الملون الجميل. أحصر موضوعي مع اصدقاء بواكير الحياة، سواء في كتاباتهم المباشرة او عن طريق المراسلة. وكذلك مع الاصدقاء العرب ممن تمت مراسلتهم عبر البريد الجوي، وعليه كان أحد الدفاتر التي إشتريتها مخصَّصاً لتدوين كلمات قليلات يكتبها أصدقائي عني، وبالمقابل أكتب عنهم. اسميته –دفتر الذكرى-

        وعليه سأعرض على حضراتكم جهد الامكان، صورة الصديق وما كتب من رأي في صداقتنا..! حسب ما تم تدوينه بالضبط.  كذلك ما كتبه خلف الصورة من كلمات الاهداء، ومن هنا ساحاول ان اسطر لكم اعزائي القراء الكرام باسلوب الحلقات المتسلسلة، الصور الفوتغرافية الشخصية التي اهداها لي اصدقائي في بواكير حياتنا وعنفوان حداثتنا وشبابنا مع كلماتهم التي سطروها اهداءً لي، سواء اصدقائي من بلدي العراق العزيز او من خارج بلدنا الغالي. وطبيعي ان تكون غالبية الصور كلوز بما نسميها(صورة كهربائية شخصية ربع بوستكارد) وهي مهداة بكلمات جميلة كتبها اصحابها على ظهر صورهم للذكرى او في دفتري المخصص لهذه الذكريات، تحت العنوان الداخلي–صورة مهداة- راجيا من اخوتي واصدقائي القراء الكرام ان يراعوا مستوى التعابير الادبية واللغوية البسيطة التي غلبت على معظم الكتابات التي وردت في الحلقات لاننا في زمن المراهقة والدراسة والمعرفة المبكرة..! وأعتقد أن مثل هذا الموضوع لا بد له أن ينتظم في حلقات متسلسلة متتالية. وها أنا الان ألقاكم في الحلقة الاولى -5–من ذكريات مبكرة مع صور الاصدقاء عسى ان تروق لكم ما يقدم في هذه الحلقات.

      من المصادفات الجميلة، أن يكون أحد الساكنين في منطقتنا، جارنا العزيز علينا الاديب الصحفي المرحوم خضر الولي، الذي كان يشجعنا وينشر بعض أخبارنا الفتية وصورنا الرياضية وهوايات اخرى. حيث كان لنا ونحن في مقتبل العمر فريق لكرة القدم اعضاؤه من فتيان واحداث الحي. فكان المرحوم خضر الولي يكتب وينشر عنا أو نبذة عن الفريق تشجيعا منه لنا، رغم حداثة اعمارنا وحجم وبساطة انجازاتنا..! ذلك في الصحف الرياضية اليومية التي كانت تصدر في ذلك الوقت، وأتذكر جيداً يوم شاهدتُ إسمي منشور لأول مرَّة في جريدة الملعب أو الملاعب، لا أتذكر الاسم بالضبط، المهم أنها جريدة رياضية يومية عراقية واسعة الانتشار، مع بقية أسماء الفريق الذي أسميناه(فريق الانطلاق). بل وصل الأمر الى نشر صورتي وصور بعض الاصدقاء في زاوية أصدقاء للمراسلة وتبادل الطوابع في أكثر من مجلة عراقية وعربية منذ عام 1966. وبعد ذلك تعدى الامر الى مجلة الأحد اللبنانية عام 1968 حيث أصبحتْ أعمارنا تقترب من بلوغ سن الرشد. ومن خلال هذا النشر الذي كان غايته التعارف وتوسيع افق العلاقات الشخصية، وصلتني أول رسالة بريدية في حياتي عام 1966 وكانت من أحد الاصدقاء السعوديين،  وتسعفني الذاكرة أن أتذكر أسمه جيداً، وأعتقد (محمد علي احمد أكبر). وفعلا تأكدت من صحة هذا الاسم عندما رحت ابحث عن صورته..! وكانت في وقتها لحظة مثيرة وأنا أسمع المرحوم والدي وهو يناديني ويخرج من جيبه ظرفاً ويسلــِّمني إيـَّاه قائلاً -وصلك اليوم هذا المكتوب– ..! والحقيقة كانت المفاجأة كبيرة والفرحة كذلك بالنسبة لي..! وأنا أشعر أنني أصبحتُ صديقاً لأول مرَّة لأحد إخوتي العرب، أو أصبح ذلك الشاب السعودي أول من يتصل بي عن طريق المراسلة وأول رسالة بريدية جوية استلمها في حياتي..! والأكثر من ذلك الشعور المعنوي الذي انتابني بأنني أصبحتُ كبيراً في العمر تجاوزت الطفولة، ومُهـِمَّاً بحيث تصـلني رسالة من خارج بلدي العراق لاول مرة..! انها ممارسة لهواية جميلة حقاً..!

هذا وقد كتب أخي الصديق العزيز محمد علي احمد اكبر خلف صورته المهداة لي ما يلي (اهدي صورتي الى صديقي العزيز حسين اسماعيل صالح مع اطيب تحياتي. المقدم محمد علي احمد اكبر، 26/9/1966).

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

راشد الماجد / اغنية يرضيك

https://www.youtube.com/watch?v=iFtjSGpdqKc

 

 

ملخص لمجموعة من رسائل ارسلها لي الصديق العربي السعودي محمد علي احمد اكبر تباعاً، كتبتُها انا في صفحته بدفتر الذكرى يوم 6/1/1970 مع صورته المرسلة

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.