اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الشبّان الأربعة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

الشبّان الأربعة

مرت سنة على اختطاف الشبان الأربعة من ساحة التحرير، وتغييبهم أسبوعا كاملا، قبل أن يطلق سراحهم بعد عمليات تعذيب جسدي ونفسي تعرضوا لها، وتلفيق تهمة باطلة بحملهم هويات مزورة، سارعت أجهزة التحقيق إلى تزويرها ووضعها في ملفاتهم، ما عرض فعلة الاجهزة تلك الى الاستهجان الشديد من طرف الاوساط الواسعة من المتابعين لقضيتهم، والمتضامنين معهم.

إن تلفيق التهمة، وبالأسلوب الذي تم كان باطلا، ما اضعف الثقة بالأجهزة الأمنية التي وضع لها الدستور مهمة توفير الامن وتحقيق الامان للعراقيين، وليس خطف واعتقال شبان عز عليهم البؤس الذي يعيشه شعبهم جراء العوز والفقر والحاجة، فيما تدر مليارات الدولارات على العراق، لا يرى منها الفقراء ما يسد رمقهم، في مقابل ذلك تستقطع مؤسسة الفساد المتمرسة في مفاصل الدولة حصتها من إيرادات العراق.

مرت سنة كاملة على الاعتقال، من دون أن تحكم السلطات المختصة، بقضية الشبان الأربعة لغاية اليوم، فإن كانوا مزورين حقا، كما ادعت الأجهزة الأمنية، فلماذا علق ملف قضيتهم؟ ولم تتم محاكمتهم جراء ذلك؟ بالتأكيد لو ان الشبان كانوا متورطين حقا بعملية التزوير لما توانت السلطات عن عرضهم عبر شاشات التلفزيون، كما درجت على هذا الأسلوب المنافي لحقوق الإنسان.

إن التهمة المفبركة التي حيكت لهم على وجه السرعة، لتدارك عملية خطفهم واعتقالهم وتعذيبهم لا لذنب اقترفوه، بل لمناداتهم في ساحة التحرير بكلمة "باطل" لمن لا يجد مخرجا للأزمة السياسية التي تعصف بالعراق، وباطل لكل فاسد ومفسد، وباطل من يسكت عن قول كلمة الحق تجاه حقوق المواطن وحرياته، وباطل كل من لا يقدم الخدمات للمواطنين، وباطل كل من يفرق بين العراقيين على اساس القومية والمناطقية والدين والطائفة والانتماء العشائري، وباطل كل من يعبث بالأمن ويهدد الأمان، وباطل كل من يرهن مصالح العراق عند الدول الخارجية، وباطل كل من يمنع صوت الشعب الذي يقال بالطرق السلمية وكما كفلها الدستور، وباطل كل من يستعير من إرث أساليب النظام المباد المستهجنة والمدانة للتضييق على حريات المواطنين وحقوقهم.

سنة مرت على اعتقال الشبان الأربعة وإطلاق سراحهم، اثر حملة تضامن ومدافعة قوية، داخلية وخارجية، امتازت بالقوة والسرعة والاتساع والمواصلة والحيوية.

سنة مرت على صمود الشبان الأربعة أمام الضغط والإكراه والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرضوا له، من دون ان ينال منهم ذلك، اي تنازل عن افكارهم ومطالبهم العادلة، وعجز المحققون عن اضعاف ارادتهم.

سنة مرت على اعتقالهم واطلاق سراحهم، والأزمة هي الأزمة، والفساد هو الفساد، والخدمات كما كانت من دون تقدم، سنة كاملة مرت... والشبان الأربعة في عطاء وتواصل، واستمرار في المطالبة بحقوق شبعهم.

سنة كاملة مرت، وها نحن نتظر الادعاء العام، كي يقتص من الجهات والاشخاص الذين اعتقلوهم، وتعويضهم عن كل ما لحق بهم من تعذيب جسدي ونفسي.

سنة كاملة مرت، وما زلنا نتطلع الى شاشة (العراقية) كي نشهد حفلة تكريمهم كأبطال شجعان مدافعين عن الحريات والحقوق.


 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.