اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• سحب الثقة: طريق للحل ام دهليز جديد؟

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

جاسم الحلفي

مقالات اخرى للكاتب

سحب الثقة: طريق للحل ام دهليز جديد؟

أسباب عديدة تجعلني اجزم بان القوى المتنفذة التي ادخلت العملية السياسية في نفق مظلم، عاجزة عن ايجاد حل جذري يضع الامور في نصابها الصحيح، ويجنب البلاد المزيد من الخسائر، ويبعد الشعب العراقي عن المصائب والويلات. فجميع الحلول التي تطرحها القوى المتصارعة على السلطة والمال لا تخرج عن دائرة الازمة واسبابها، حيث تنطلق وان تعددت اشكالها، وتنوعت طرق اخراجها، من المحاصصة الطائفية، المستندة على فكرة تقاسم المواقع والنفوذ، كما هي عقلية اقتسام غنائم حروب القبائل في تاريخ العرب الغابر.

كل حل جديد يتم طرحه من هذا الطرف او ذاك، يصبح عاملا جديدا من عوامل تعميق الازمة، ويدفعها بعيدا نحو دهاليز متشعبة اكثر ظلاما من النفق المظلم ذاته.

ومن هذا المنطلق لا اعتقد ان موضوعة سحب الثقة من رئيس الوزراء، بالرغم من دستوريتها وانسجامها مع قواعد اللعبة الديمقراطية، هي الحل الامثل لهذه الازمة، ومن نافل القول التأكيد بان هذا الحل سيفتح الباب على مصراعيه لتبادل الاتهامات، والتي ابتدأت بالتشكيك بتواقيع النواب المطلوبة لسحب الثقة، والتشهير بصفقة " الدولار مقابل التوقيع". وتجدر الاشارة ايضا الى التسريبات بالتلويح بورقة طرح فكرة فدرالية المحافظات مقابل فكرة سحب الثقة.

وقبل الذهاب بعيدا في سيناريو الخطوات الاجرائية لسحب الثقة، او اقدام رئيس الوزراء على تقديم استقالته كي يستبق سحب الثقة منه، والاتفاق على تسمية رئيس وزراء آخر، وصراع الجهات التي يتم اختياره منها في اطار التحالف ذاته، وما يترتب على ذلك في اعادة توزيع المناصب وتوازن المحاصصة القلق، و قبل المضي في تخيل كل تلك التصورات وغيرها، ينبغي التأكيد على ان عمق الازمة وسعتها، هما اكبر واشمل مما يتم تصويرها بانها ازمة شخص، مهما بلغ هذا الشخص من القوة والنفوذ، ومهما امتلك من سلطات يمنحها له موقعه في السلطة، او يتجاوز عبره على سلطات الآخرين. فالأزمة اخطر واشد من ان تدور حول شخص بحد ذاته.

وإذا كانت المحاصصة هي اساس الازمة وعنوانها، فان من بين نتائجها، ازمة العلاقات السياسية بين القوى المتنفذة، واجواء عدم الثقة بينها، والريبة في خطوات هذا الطرف من قبل الطرف الآخر. فضلا عن نتائجها الكارثية على أمن المواطنين وسلامة أرواحهم، وتأثير كل ذلك على الخدمات التي تسوء يوما بعد آخر دون رقيب او حسيب، فيما تزداد الاوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين سوءا.

إنه لصحيح الإشارة إلى إن صعوبة الاوضاع التي نعيشها وخطورتها تجعل المواطن يتأمل اية خطوة تسكّن الاوضاع، وتهدئ النفوس، ويتطلع بأمل كبير لأي حل... وهذا امر مفهوم نظرا لليأس الذي حصده المواطن من خطوات المتنفذين وادوات صراعهم. وصحيح ايضا ان سحب الثقة هو اجراء دستوري لا غبار عليه، يعيد الأمر الى البرلمان كي يمنح الثقة لشخص آخر من الكتل المتصارعة ذاتها، .. ولكن الأصح هو اعادة الأمر الى الشعب العراقي كي يمنح ثقته لمن يراه مناسبا، وذلك عبر اجراء انتخابات مبكرة...

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.