اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• النواب "الليبراليون" الادعاء والموقف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

النواب "الليبراليون" الادعاء والموقف

استجمع أعضاء مجلس النواب من الكتل المتنفذة قواهم مرة اخرى، وحشدوا طاقاتهم، واوقفوا معاركهم الاعلامية الصاخبة لبرهة، وأجلوا احترابهم، ووحدوا موقفهم وتجاوزوا انقساماتهم، وخرجوا من متاريس اختلافاتهم الاثنية والطائفية، وصوتوا يوم 3/9 على التعديل الثالث على قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي رقم (36) لسنة 2008، دون ان يمروا على تعديل الفقرة الخامسة من مادته الثانية التي شرعنت منح المقاعد الشاغرة عند وجودها إلى القوائم الفائزة وليس إلى الباقي الأقوى وذلك قبل ان يصادق عليه رئيس الجمهورية، وقبل ان ينشر في الجريدة الرسمية، مخالفين بذلك النظام الداخلي لمجلس النواب.

وكان النواب، ممن يوصفون "بالليبراليين" اكثر حماسة، فيما كان المدعون بانتمائهم للديمقراطية ودفاعهم عن حريات المواطن وحقوقه اكثر اندفاعا لشرعنة الاستحواذ على اصوات الرافضين لهذا الواقع المتأزم بفضل صراعات المتنفذين على السلطة والمال والنفوذ. لم يقف النظام الداخلي الذي لا يجيز تعديل قانون الا بعد نشره في جريدة الوقائع العراقية، حائلا دون تجاوزهم عليه. وفي ممارستهم هذه يكونون قد أكدوا مجددا عدم احترامهم للدستور والأنظمة والشرائع. هكذا وكأن القانون ما زال عند البعض منهم، فماذا يمكن ان يقال عند تجاهلهم لحكم المحكمة الاتحادية الذي حكم بإبطال نفس الفقرة في قانون انتخابات مجلس النواب.

واللافت ان التصويت جاء بعد يوم واحد فقط، من تصريحات أغدقها علينا النواب "الليبراليون"، من كل القوائم، ادعوا فيها انهم اخذوا على حين غرة عندما صوتوا في المرة السابقة، مضيفين انهم لم يكونوا على علم بفداحة هذا الخطأ الجسيم، وخطورة التصويت على شرعنة الاستحواذ على الأصوات. كما لم يبال النواب بالحملة المدنية للدفاع عن الدستور التي اطقلتها منظمات المجتمع المدني، تحت شعار "لا تسرق صوتي" والتي وقع عليها لغاية الآن آلاف المثقفين والناشطين من اجل الحريات والكرامة الانسانية.

وهكذا انكشفت اللعبة وبانت الخديعة، ولم تنطل على احد منا تصريحات الاستهلاك اليومي لنواب يصوتون على مشاريع القوانين دون قراءتها كما اتضح! لم يتوحد "نواب الشعب"، كما توحدوا اليوم على شرعنة الاستحواذ على أصوات معارضيهم في النهج والرؤية والسلوك.

لم يخذلنا "الليبراليون" ومدعو الحرية الفردية، والوحدة الوطنية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، والى غيرها من الادعاءات التي لم تثبت صدقيتها، لم يخذلونا، لأننا لم نترقب منهم دورا ما يسهم في تغيير واقع العراق نحو الافضل! ولم نراهن على قدرتهم على حل الازمة المستفحلة التي تهدد العراق، بل انهم في فهمنا أدوات الأزمة ومفاعيلها. هم فقط خذلوا ناخبيهم، وأداروا الظهر لجمهورهم الذي تأمل منهم تأدية واجبهم كما ينبغي، بممارسة دور الرقيب على الأداء الحكومي، ومحاصرة الفاسدين، ودور تشريعي يسهم في تشريع القوانين التي تؤمن التحول الديمقراطي، وتلك التي تمس الحاجات الاجتماعية والمعيشية والحياتية للمواطن وتحفظ كرامته، ومنها قانون عادل للضمان الاجتماعي، وقانون للعمل، وقانون ينظم التوزيع العادل للثروة والسلطة في إطار الدولة.

لم ننخدع بهم، وانما خدعوا ناخبيهم. على ان لا يلدغ الناخب من قائمة مرتين!

جاسم الحلفي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.